صعوبات الحياة تؤدي إلى فقدان الشهية العصبي لدى الشباب

كولن (ألمانيا) - قالت الرابطة الألمانية لأطباء الأطفال والمراهقين إن فقدان الشهية العصبي (Anorexia nervosa)  هو اضطراب أكل يُصيب الشباب بصفة خاصة، لاسيما الفتيات.

وهو عبارة عن حالات خطيرة ترتبط بسلوكيات الأكل المستمرة، والتي تُؤثِّر بشكل سلبي على الصحة والعواطف والقدرة على التأدية الوظيفية في جوانب مُهمَّة من الحياة.

وأوضحت الرابطة أن أسباب الإصابة بفقدان الشهية العصبي تتمثل في العوامل البيولوجية والجينية والأحداث الحياتية الصعبة كانفصال الوالدين، بالإضافة إلى التأثر الشديد بنجوم الفن والرياضة والمجتمع والرغبة الشديدة في محاكاة مظهرهم وشكل أجسامهم المثالية.

غالبًا ما تَحدُث اضطرابات الأكل في سن المراهقة والشباب، على الرغم من أنها قد تَحدُث في الأعمار الأخرى. مع العلاج، يُمكنكَ العودة إلى عادات الأكل الصحية، كما يُمكِن عكس المضاعفات الخطيرة التي تُسبِّبها اضطرابات الأكل في بعض الأحيان.

وتشمل اضطرابات تناوُل الطعام التركيز بشكل كبير على الوزن وشكل الجسم والطعام؛ مما يُؤدِّي إلى سلوكيات خطرة في تناوُل الطعام. وهذه السلوكيات يُمكِن أن تُؤثِّر بقوة على حصول الجسم على تغذية مناسبة. ويُمكِن أن تُؤذِي اضطرابات الأكل القلب والجهاز الهضمي والعظام والأسنان والفم، وتُؤدِّي إلى أمراض أخرى.

وتتمثل العلامات الدالة على الإصابة بفقدان الشهية العصبي في المبالغة في الاهتمام بوزن الجسم واحتساب السعرات الحرارية والإفراط في ممارسة الرياضة وتناول الملينات والقيء المتعمد بغرض إنقاص الوزن.

ومن العلامات التحذيرية الأخرى تراجع وزن الجسم رغم النمو وانقطاع الدورة الشهرية لدى الفتيات والاكتئاب والانعزال والوسواس القهري وانخفاض الثقة بالنفس وتراجع تقدير الذات وسرعة الاستثارة والعدوانية.

وفي حال ملاحظة هذه الأعراض تنبغي استشارة طبيب نفسي على وجه السرعة للخضوع للعلاج في الوقت المناسب، والذي يتمثل في العلاج السلوكي المعرفي الذي يهدف إلى تغيير منظور الحياة وزيادة الثقة بالنفس ورفع درجة تقدير الذات من خلال تقبل شكل الجسم وعدم عقد مقارنة بينه وبين أجسام المشاهير مع عدم الإفراط في ممارسة الرياضة أو اتباع نظام غذائي صحي.

وقالت المصرية الدكتورة منال شرف الدين استشاري التغذية العلاجية “إن فقدان الشهية من الأمور التي يجب ألاّ يتهاون معها الشخص، فعدم علاجها يمكن أن يؤدي إلى مضاعفات مثل فقدان الوزن والشعور بالتوعك المستمر، وسرعة ضربات القلب وارتفاع حرارة الجسم وغيرها”.

وأضافت أن الشخص المصاب بفقدان الشهية دائم المعاناة من الدوخة والإغماء، كما أنه عرضة لسقوط الشعر وهشاشة العظام والإمساك وارتفاع إنزيمات الكبد، ولذلك تجب استشارة طبيب بغية تشخيص الأسباب وعلاجها.

وحدّدت شرف الدين وسائل فاعلة تساعد في علاج فقدان الشهية وأبرزها: تناول وجبات صغيرة خلال اليوم حتى يسهل على المعدة استيعابها. وتناول الأطعمة الغنية بالبروتين كالبيض والأسماك واللحوم الحمراء لبناء الكتلة العضلية، فضلا عن مشروبات البروتين السائلة، إضافة إلى ممارسة الأنشطة الرياضية باعتبارها تساعد على تحسّن الشهية.