صراع داخلي يعمّق أزمات إيران الخارجية

متحدث باسم الخارجية الإيرانية: الوزير محمد جواد ظريف استقال لعدم إبلاغه بزيارة الأسد لطهران.
الثلاثاء 2019/03/05
الأسد سبب استقالة ظريف

جنيف - أفادت وكالة أنباء الطلبة الإيرانية الثلاثاء بأنه لم يتم إبلاغ وزير الخارجية محمد جواد ظريف بزيارة الرئيس السوري بشار الأسد لطهران الأسبوع الماضي وأن ذلك كان من أسباب تقديم استقالته.

وذكرت الوكالة أن المتحدث باسم وزارة الخارجية بهرام قاسمي هو مصدر المعلومات الواردة في تقريرها.

ورفض الرئيس حسن روحاني استقالة ظريف يوم الأربعاء الماضي في خطوة عززت موقف حليفه المعتدل الذي ظل مستهدفا من المحافظين في صراع داخلي بشأن الاتفاق النووي المبرم مع الغرب عام 2015.

ونقلت الوكالة عن قاسمي قوله "وزارة الشؤون الخارجية لم تتلق معلومات على أي مستوى (عن الزيارة)، وظل هذا هو الوضع حتى انتهاء الزيارة".

وأضاف "أحد أسباب استقالة الدكتور ظريف كان ذلك الافتقار إلى التنسيق مع وزارة الشؤون الخارجية. وكما أُعلن من قبل، استقالة الوزير لم تكن بسبب قضية شخصية وفردية، والهدف والقصد من ذلك كان مسعى إيجابيا لإعادة وزارة الشؤون الخارجية والنظام الدبلوماسي في البلاد لوضعهما الأساسي".

 ظريف: لم يعد لجواد ظريف اعتبار في العالم كوزير للخارجية
 ظريف: لم يعد لجواد ظريف اعتبار في العالم كوزير للخارجية

وحضر قاسم سليماني قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني والمسؤول عن العمليات خارج إيران، لقاء الأسد والزعيم الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي.

وقال سليماني الأسبوع الماضي إن ظريف هو الشخصية الرئيسية المسؤولة عن السياسة الخارجية وإن خامنئي يدعمه.

وذكر موقع "انتخاب" الإخباري (خاص) إثر إعلان ظريف استقالته، أن هذا الأخير أكد أن "بعد الصور التي التقطت خلال مباحثات اليوم (بشار الأسد مع المسؤولين الإيرانيين)، لم يعد لجواد ظريف، اعتبارا في العالم كوزير للخارجية". 

فيما ذكرت وكالة أنباء الطلبة الإيرانية (غير رسمية)، أن المباحثات التي قصدها ظريف في تصريحاته، هي اللقاء الذي جمع بشار الأسد بالرئيس الإيراني حسن روحاني، والمرشد الأعلى علي خامنئي. 

ووصل بشار الأسد، طهران، في 25 فبراير الماضي في أول زيارة معلنة منذ اندلاع الأزمة السورية قبل نحو 8 سنوات، التقى خلالها كلا من روحاني، وخامنئي. 

ويبدو أن استقالة ظريف تعمّق أزمات إيران الداخلية والخارجية، حيث أن قرار الاستقالة يكشف عن الشقاق بين المحافظين والمعتدلين بما يدفع خامنئي إلى الانحياز إلى أحد الطرفين.

وساعد ظريف، الدبلوماسي المخضرم الذي درس في الولايات المتحدة، على صياغة الاتفاق النووي الذين أُبرم مع القوى العالمية عام 2015 وفرض قيودا على البرنامج النووي الإيراني مقابل تخفيف العقوبات.

ويتعرض ظريف لضغوط من المحافظين في إيران منذ عام 2018 عندما انسحب الرئيس الأميركي دونالد ترامب من الاتفاق النووي وأعاد فرض العقوبات على طهران.