صراع الهروب والملاحقة يشعل المنافسة في الدوري الإسباني

يضع الفارق الضئيل (نقطة واحدة) بين متصدر الدوري الإسباني ريال مدريد وملاحقه المباشر برشلونة أمام منافسة مشتعلة، فيما يراهن محللون رياضيون على أن الوضعية “الصعبة” التي يمر بها الفريقان لا ترجح كفة أحدهما على الآخر مؤكدين تواصل عنصر الإثارة والتشويق إلى آخر جولات الدوري.
مدريد - يسعى ريال مدريد إلى الحفاظ على صدارة الدوري الإسباني لكرة القدم، عندما يحلّ الأحد ضيفا على ريال بيتيس ضمن المرحلة السابعة والعشرين التي تشهد السبت لقاء برشلونة المتربص له مع ضيفه ريال سوسييداد.
واشتد الصراع على لقب البطولة الذي أحرزه الفريق الكتالوني في الموسمين الماضيين، بعدما استعاد الفريق الملكي الريادة بالفوز عليه في مباراة الكلاسيكو بهدفين دون مقابل الأحد الماضي في معقله على ملعب “سانتياغو برنابيو”.
ويتقدم ريال (56 نقطة) على برشلونة بفارق نقطة واحدة في جدول الترتيب، لكن طريقه نحو الاستمرار أسبوعا آخر على عرش “الليغا” تعترضه بعض المطبات. وعلى الرغم من ابتعاد ريال عن بيتيس بفارق 26 نقطة في الترتيب، ورغم أن المضيف لم يفز في آخر عشر مباريات سوى مرة واحدة، بالإضافة إلى خمسة تعادلات وأربع خسارات، فإن الميرينغي لم يفُز على خصمه الأندلسي في آخر مباراتين بينهما وكانتا في مدريد (فاز بيتيس 2-0 وتعادلا سلبا).
حسابات قديمة
يطمح فريق الفرنسي زين الدين زيدان في طي صفحة النتائج السيئة التي حققها في شهر فبراير الماضي، إذ ودّع مسابقة كأس ملك إسبانيا بالخسارة أمام ريال سوسييداد 3-4 في الدور ربع النهائي، وتعرّض إلى صفعة قوية على أرضه في ذهاب الدور ثمن النهائي لدوري أبطال أوروبا بسقوطه أمام مانشستر سيتي الإنجليزي 1-2، بالإضافة إلى خسارة في الدوري المحلي أمام ليفانتي المتواضع بهدف دون مقابل.
وهذه هي المرة الأولى التي يتعرّض فيها ريال مدريد إلى ثلاث خسارات في شهر واحد في جميع المسابقات منذ أكتوبر 2018 الشهر الذي تلقى فيه أربع خسارات، بسقوطه أمام مضيفه سسكا موسكو 0-1 في دوري الأبطال، وفي ثلاث مباريات في الدوري المحلي أمام ألافيس (0-1)، وليفانتي (1-2) وبرشلونة (1-5). ويعاني ريال مدريد من تراجع في سجله التهديفي، إذ سجل لاعبوه في 26 مرحلة 48 هدفا فقط، بمعدل 1.84 هدف في المباراة، في المقابل سجل برشلونة 62 هدفا، بمعدل 2.38 هدف.
الصراع يشتد على لقب الدوري الذي أحرزه برشلونة في الموسمين الماضيين، بعدما استعاد ريال الريادة في مباراة الكلاسيكو
وتأثر النادي الملكي بكثرة الإصابات التي استهدفت بشكل كبير لاعبي خط الهجوم لديه، مثل أسينسيو المصاب في أربطة الركبة قبل انطلاق الموسم، والويلزي غاريث بايل والنجم البلجيكي إدين هازارد الذي تم استحضاره من تشيلسي لحلّ معضلة انتقال هداف الفريق السابق البرتغالي كريستيانو رونالدو إلى يوفنتوس الإيطالي، لكن الحظ عانده بعدما تعرّض إلى ثلاث إصابات كان آخرها كسر في كاحله الأيمن ما سيبعده على الأرجح عما تبقى من الموسم، علما وأنه ظهر في عشر مباريات فقط.
ولا يبدو حال برشلونة أفضل بكثير من ريال، فهي المرة الأولى التي يتعرّض فيها إلى خمس خسارات في البطولة المحلية منذ موسم 2015-2016.
ولم تنفع التعديلات التي قام بها المدرب الجديد كيكي سيتيين خليفة إرنستو فالفيردي في إحداث أي تطور لافت في مسيرة الفريق، بل على العكس فإن النادي الكتالوني تعرض إلى ثلاث خسارات مفصلية في 11 مباراة لعبها تحت قيادته، بينها الكلاسيكو والخروج من الدور ربع النهائي لمسابقة الكأس على يد أتلتيك بلباو (0-1)، وبهدفين نظيفين أمام فالنسيا في البطولة المحلية، مقابل 7 انتصارات وتعادل واحد.
أفضلية معنوية
وتعادل برشلونة في مباراة الذهاب مع ريال سوسييداد بهدفين لمثلهما، ويحتل الفريق الأبيض والأزرق المركز السادس على لائحة الترتيب برصيد 43 نقطة، بفارق ثلاث نقاط فقط عن إشبيلية الثالث ونقطتين عن خيتافي الرابع، ما يعزز آماله بإمكانية الوصول إلى دوري أبطال أوروبا في الموسم القادم لو نال أحد المراكز الأربعة الأولى.
ويمر سوسييداد بواحدة من أفضل مراحله، إذ فاز بتسع من آخر عشر مباريات خاضها في جميع المسابقات، كان آخرها الأربعاء على مضيفه ميرانديس من الدرجة الثانية 1-0 في إياب نصف نهائي الكأس، ما أوصله للمباراة النهائية، بعدما كان حسم مباراة الذهاب أيضا بفوزه 2-1.
ويخوض أتلتيكو مدريد (الخامس بـ44 نقطة) مباراة لا تقل أهمية عند استضافته إشبيلية، قبل أيام قليلة من حلوله الأربعاء ضيفا في “أنفيلد” على ليفربول في إياب الدور ثمن النهائي لدوري الأبطال.
ويمنّي فريق المدرب الأرجنتيني دييغو سيميوني النفس بتحقيق نتيجة إيجابية في الاستحقاقين ما يعيده إلى المنافسة على اللقب أو أحد المراكز الأولى على الأقل قبل 11 مرحلة من نهاية الموسم، والتأهل إلى ربع نهائي دوري الأبطال بعدما كان فاز في مباراة الذهاب على حامل اللقب بهدف دون مقابل. وتفتتح المرحلة الجمعة بلقاء ألافيس وفالنسيا، فيما تقام السبت مباراة أخرى تجمع بين خيتافي وسلتا فيغو، وتختتم الأحد بلقاءات أوساسونا وإسبانيول، بلد الوليد وأتلتيك بلباو، ليفانتي وغرناطة، وفياريال وليغانيس.