صراع النفوذ داخل الاتحاد الوطني الكردستاني يتصاعد على وقع الاعتقالات

لاهور شيخ جنكي يتوعد بالانتقام بعد مداهمة قوات أمنية بستانا تابعا له واعتقال عدد من المسلحين من غير المنتمين إلى أي من القوات العسكرية.
الخميس 2023/03/09
توترات تنذر بمواجهة مسلحة واسعة

بغداد – يشهد حزب الاتحاد الوطني الكردستاني حاكم مدينة السليمانية في إقليم كردستان العراق خلافات بلغت مرحلة الصدام مساء الأربعاء بعد اعتقال عدد من أنصار لاهور شيخ جنكي، الرئيس المشترك السابق للحزب، الذي توعد بالانتقام.

وينذر هذا التصعيد من رئيس الحزب بافل طالباني ضد شيخ جنكي الرئيس المبعد من الاتحاد بمواجهة مسلحة بين الطرفين، في ظل تصاعد صراع النفوذ داخل حزب الاتحاد الوطني الكردستاني.

وفي أحدث حلقة من سلسلة الخلافات داهمت قوات الأمن مساء الأربعاء، بستانا تابعا للاهور شيخ جنكي بمنطقة "کێلە سپی" في منطقة سرجنار بمحافظة السليمانية.

وذكرت وسائل إعلام محلية أن القوات دخلت البستان بأمر من القاضي لوجود عدد من المسلحين من غير المنتمين إلى أي من القوات العسكرية في داخل البستان، مشيرة إلى اعتقال عدد من المسلحين في العملية.

كما أكدت قوات "الآسايش" في المحافظة عملية المداهمة، وذكرت في بيان أصدرته مساء الأربعاء أن "القوة الأمنية قامت بضبط أسلحة كاتمة للصوت ومخدرات، وأدلة على إنشاء ميليشيات".

وقالت قوات "الآسايش" إنه "تم القبض على عدد من المتهمين، وكان بعضهم مطلوبًا للمحكمة"، مؤكدة أن "القوات الأمنية اتخذت إجراءات قانونية وفتحت تحقيقات بهذا الملف".

وإثر هذه التطورات شهدت المدينة انتشارا مكثفا لقوات الآسايش في الشوارع العامة والفرعية، كما نشرت المزيد من المفارز في الأسواق وقرب المراكز التجارية.

وتثير هذه التوترات بشكل دائم قلق المواطنين من تطورها وتأثيرها على الوضع في محافظة السليمانية شمال شرقي العراق خاصة وأن بافل طالباني يمتلك قوات رسمية، فيما تساند بعض العشائر ابن عمه لاهور شيخ جنكي.

وعقب العملية الأمنية، أصدر مكتب لاهور شيخ جنكي بيانا حمّل فيه المسؤولية لأبناء عمومته بافل وقوباد طالباني، وهما من أبناء القيادي الكردي ورئيس العراق الراحل جلال طالباني.

وقال المكتب في بيان إن "مجموعة غير شرعية برفقة قوة أمنية ودون أمر من القاضي ودون أي عذر داهمت بستان لاهور شيخ جنكي في قرية قرية كلاسبي في السليمانية".

وأوضح أن "البستان لم يتم استخدامه من قبل أي قوة منذ عامين، ويوجد فيه عدد قليل من الناس من المنطقة يعملون كفلاحين في البستان".

وأضاف "نلوم بافل طالباني وقوباد طالباني ونحملهما سلامة العاملين في البستان، وسنتخذ جميع الإجراءات اللازمة ضد هذا الانتهاك للقانون"، مؤكداً أن "هذه المجموعة غير الشرعية ستدفع ثمن أفعالها غير اللائقة وغير المقبولة، وسيتم إحباط مؤامراتها في أقرب وقت ممكن".

وبعد وفاة الرئيس العراقي الراحل جلال طالباني في العام 2017، انتخب حزب الاتحاد الوطني نجله بافل طالباني، وابن أخيه لاهور شيخ جنكي، لرئاسة حزب الاتحاد الوطني الكردستاني بشكل مشترك.

وفي يوليو 2021، أطاح بافل طالباني بعدد من المسؤولين الرئيسيين في وحدات الاستخبارات ومكافحة الإرهاب داخل حزب الاتحاد الوطني الكردستاني الذين كانوا مخلصين لشيخ جنكي، كما أغلق منفذا إعلاميا مدعوما من شيخ جنكي وأقصى الأخير من الرئاسة المشتركة، ليُصبح على رأس الاتحاد الوطني بمفرده، وتبدأ بعد ذلك سلسلة معارك إعلامية وقضائية.

وقضت محكمة في أربيل، الشهر الماضي، أن للاتحاد الوطني الكردستاني رئيسين مشاركين، بافل طالباني، ولاهور شيخ جنكي، وذلك بعد صدور قرار قضائي من محكمة السليمانية، في وقت سابق، باعتبار فصل لاهور جنكي وعدد من القيادات من صفوف الحزب أمرا صحيحا.

ويسيطر حزب ورثة الطالباني عمليا على محافظتي السليمانية وحلبجة من ضمن المحافظات الأربع لإقليم كردستان العراق الذي يتّخذ من أربيل مركزا له، وهي أيضا معقل حزب أسرة البارزاني الذي يشمل نفوذه محافظة دهوك.

ويتحكّم الاتحاد في جزء من موارد الإقليم الذي يشارك في حكمه إلى جانب الحزب الديمقراطي الكردستاني حيث يشغل قوباد الطالباني منصب نائب رئيس الإقليم، كما أنّ قسما من قوات البيشمركة التي هي بمثابة جيش لكردستان العراق تابع للحزب.

وكان معروفا عن لاهور أنّ له نفوذا داخل الأجهزة الأمنية في السليمانية لكنّ مصادر تقول إنّ ابني عمّه عملا خلال السنوات الماضية على تحجيم ذلك النفوذ استعدادا للانقلاب عليه، وهو ما تمّ أخيرا.