صراع القمة يشعل السباق بين الأندية المغربية على لقب الدوري

يتواصل التشويق في الدوري المغربي حول هوية المرشح الأوفر حظا لكسب ود لقب الدوري هذا الموسم، في وقت تشتعل فيه المنافسة بين ثلاثة أندية بينها القطبان التقليديان الرجاء وغريمه الوداد يضاف إليهما نهضة بركان المصمم على أن يبقى في دائرة المنافسة.
الرباط – يقدم قطبا كرة القدم المغربية الرجاء البيضاوي وغريمه الأزلي الوداد نهاية موسم استثنائي قد تشفع لأحدهما بحصد اللقب هذا الموسم، فيما يتطلع الفتح الرباطي الذي يلاقي الدفاع الحسني الجديد الثلاثاء إلى الاقتراب أكثر من مراكز الصدارة ومباغتة منافسيه.
وإلى حدود الجولة الـ28 من المسابقة التي لعبت مبارياتها الأحد لا يزال الرجاء يتصدر الترتيب بـ54 نقطة، يليه الوداد بـ53 نقطة، فيما يأتي في المركز الثالث نهضة بركان بـ51 نقطة ويحتل الفتح الرباطي المركز الرابع بـ46 نقطة.
ويظهر الترتيب مدى الفارق الضئيل بين جميع الفرق المتواجدة في الصدارة، ما يعني أن هامش السقوط أو التعثر ممنوع في بقية المسابقة التي تتبقى منها جولتان ينتظر أن تستأنفا بعد التوقف الدولي.
ويؤكد محللون رياضيون ومتابعون للدوري المغربي أنه لا يوجد مرشح وحيد وقادر على حسم اللقب، وأن الإثارة ستبلغ مداها مع الاقتراب من الجولة الختامية التي يتوقعون أن تكون أكثر تشويقا.
ولا يزال سباق التلاحق يطبع منافستهما على اللقب الأبرز وينذر بنهاية مشوقة كتلك التي تشهدها أغلب الدوريات الأوروبية على غرار الدوري الإنجليزي.
وبعد أن كان “غير معني” بالتتويج هذا الموسم قبل وقف النشاط بسبب أزمة تفشي فايروس كورونا المستجد، عاد الوداد من بعيد بعد استئناف الدوري لنشاطه واستطاع أن يفرض اسمه كرقم صعب ومنافس حقيقي على اللقب هذا الموسم.
وتمكن فريق حسنية أكادير من فرض التعادل على ضيفه الوداد البيضاوي بنتيجة (1 – 1) على ملعب أدرار ضمن الجولة الـ28 من الدوري المغربي، كما تعادل الرجاء أمام ضيفه نهضة بركان بنتيجة (2 – 2) على المركب الرياضي محمد الخامس وذلك ضمن الجولة الـ28 التي أبقت الترتيب كما هو لكنها تنذر باشتعال التنافس بين فرق المقدمة في الجولتين المتبقيتين.
وقال مصطفى أوشريف مدرب حسنية أكادير “هناك الكثير من القيل والقال سبق المواجهة أمام الوداد وهناك من حكم على فريق حسنية بالهزيمة قبل المباراة، لكن اللاعبين ردوا على كل المشككين وأدوا دورهم في المباراة بشرف”.
وأضاف أوشريف أن “المباراة كانت لرد الاعتبار رغم صعوبة المهمة والغيابات، أشكر اللاعبين الذين سعوا بكل حماس وإرادة للدفاع عن قميص النادي، أعتقد أنه تعادل مستحق، ولو أننا كنا نطمح لنتيجة أفضل”.
وتابع “أستغل الفرصة لأقدم كل تمنياتي بالشفاء العاجل لبعض أفراد الفريق، من لاعبين وأعضاء من الجهاز الطبي، بعد إصابتهم بفايروس كورونا”.
وأثنى جمال السلامي مدرب الرجاء الرياضي على لاعبيه بعد التعادل أمام نهضة بركان. وقال السلامي في تصريح تلفزيوني عقب اللقاء “كنا نعرف أن المباراة ستكون صعبة، خاصة أن نهضة بركان لم يكن لديه ما يخسره، تَقدمنا في النتيجة لكن الخصم تمكن من تسجيل هدفين”.
وأضاف “المهمة أصبحت صعبة، لكن اللاعبين لم ينزلوا أيديهم، وعند الاستراحة التي تمنح للاعبي الفريقين، استحضرنا ريمونتادا الديربي أمام الوداد ومثلما فعلناها في هذه المباراة، قلنا إننا قادرون على العودة أمام بركان”.
وختم المدرب الذي ينتظره مشوار هام أمام الزمالك المصري بدوري أبطال أفريقيا مع منتصف هذا الشهر “الهدف كان مستحقا وهو دليل على قوة شخصيتنا، رغم أن اللاعبين يشعرون بغياب الجمهور ومتأثرين بذلك، وهم الذين تعودوا على دعم المشجعين الذين أطلب منهم أن يصبروا علينا ويواصلوا دعمهم في المباراتين المتبقيتين”.
وفرض سفيان رحيمي نفسه نجما للقاء الرجاء ونهضة بركان بأهدافه المميزة التي أبقت الفريق البيضاوي مالكا لمصيره في الظفر بدرع الدوري بعد هدف صاروخي متأخر في آخر ثانية من اللقاء.
ودوّن رحيمي السطر الأخير باللون الأخضر في قمة ناديه أمام نهضة بركان بعدما سجل هدفا متأخرا مكن الرجاء من البقاء متصدرا بعدما كان حتى الدقائق الأخيرة وصيفا للوداد.
لكن ثنائية رحيمي قوبلت بانهيار أحلام نهضة بركان في التتويج بأول لقب في تاريخه، كما قابلها رفض الوداد هدية بركان الذي فرمل غريمه الرجاء بالتعادل. وفرط الوداد البيضاوي من جديد في اعتلاء الصدارة ليتحكم في مصير التتويج بأقدام لاعبيه بعدما اكتفى بالتعادل في أكادير في مواجهة أهدر فيها ركلة جزاء.
وسنحت للوداد العديد من الفرص خلال الجولات الماضية من منافسي الرجاء، لاسيما اتحاد طنجة ووجدة وبركان، وكان يقابلها بتواضع تام وعدم قدرة لاعبيه على التجسيد ليظل وصيفا بفارق نقطة عن الرجاء منتظرا هدية أخرى قد تأتي أو لا تأتي في قادم الجولتين.
وعبّر طارق السكتيوي مدرب نهضة بركان عن أسفه بعد التعادل مع الرجاء. وأكد في تصريحات تلفزيونية بعد اللقاء أنه “من الصعب أن تتقبل الطريقة التي تعادلنا بها، بعد أن سجل الرجاء هدفا في آخر أنفاس المباراة، حيث ضاعت منا ثلاث نقاط ثمينة، كان من الممكن أن تغير الكثير في ترتيب الدوري”. وأضاف “التعادل يبقى بطعم الخسارة، رغم أننا لعبنا خارج ملعبنا وأمام فريق بقيمة الرجاء”. وختم المدرب الذي يصنع ملحمة الفريق البرتقالي هذا الموسم “لا ألوم أحدا بل أشيد بالمستوى الذي ظهر به اللاعبون، مازلنا في السباق ولن ننزل أيدينا إلى آخر جولة”.