صد هجمات حزب الله يشجع إسرائيل على توجيه ضربات أشد للبنان

استعراض حزب الله قوّته قد يدفع إسرائيل إلى توجيه ضربة انتقامية وتدمير البنية التحتية المدنية والاقتصادية للبنان.
الأربعاء 2024/08/28
تصعيد يهدد حياة الجنوبيين

بيروت- حدّت الضربات الإسرائيلية التي استهدفت مواقع عسكرية لحزب الله، الذي كان يتهيأ لتنفيذ مئات الهجمات على مواقع إسرائيلية، من فرص اتساع الحرب في الإقليم، لكنها في المقابل ستزيد من رغبة تل أبيب في توجيه ضربات أشد للبنان على شاكلة ما يجري في قطاع غزة من تدمير واسع.

ومن الصعب أن تعيق الضربات، التي قال حزب الله إنه وجهها إلى إسرائيل، حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو والتحالف اليميني المتطرف عن مواصلة استهداف كبار مسؤولي الحزب حتى وإن كانوا في بيروت.

وعلى الرغم من استعراض حزب الله قوّته، ستشعر إسرائيل من خلال إسقاط جل الصواريخ والمسيّرات التي يطلقها حزب الله  قبل الوصول إلى أهدافها بأن ذلك دليل على أمرين؛ الأول تفوقها العسكري وسهولة تحجيم قدرات الحزب، كما هو الأمر مع حماس. والثاني أن الحزب ليس في خططه إلحاق أضرار جسيمة بالأهداف الإسرائيلية، وهو ما يشجعها على تكثيف هجماتها باستمرار.

◄ مهما كانت الخطط التي قد يضعها الجيش الإيراني، يظل الأمر متروكا للقادة السياسيين في إيران لاتخاذ القرار

وتضر هذه الديناميكية بحزب الله، حيث يمكن أن تضعف إسرائيل منهجيا قدراته العسكرية وهيكل قيادته دون التورط في توغل بري غير ناجح قد يخاطر بتفاقم المشاكل في الداخل الإسرائيلي ويتجاوز أخطاء حرب 2006.

وتعهدت إسرائيل برد ساحق على أي هجوم كبير لحزب الله وتدمير البنية التحتية المدنية والاقتصاد في لبنان الغارق في أزمة منذ سنوات. ومن المرجح أن تتمكن من تسوية ضواحي بيروت الجنوبية، والبلدات والقرى في جميع أنحاء جنوب لبنان، حيث تقع معاقل حزب الله الرئيسية.

وفيما حزب الله يخاطر بخسارة قدراته، خاصة أنه يقاتل وحده في ظل تأخر الرد الإيراني، تجد إسرائيل داعما قويا لها، وهو الولايات المتحدة التي تعهدت بتقديم دعم معتبر لتل أبيب. ونقلت مجموعة واسعة من قدراتها العسكرية إلى الشرق الأوسط خلال الأسابيع الأخيرة في محاولة لردع أي ضربة انتقامية تشنها إيران أو حزب الله.

وساعد تحالف تقوده الولايات المتحدة في إسقاط مئات الصواريخ والطائرات دون طيار التي أطلقتها إيران باتجاه إسرائيل في أبريل الماضي ردا على ضربة إسرائيلية استهدفت قنصلية إيران في دمشق ما أسفر عن قتل جنرالين إيرانيين.

سي.كيو. براون: كيفية رد إيران ستكون من محددات كيفية رد إسرائيل
سي.كيو. براون: كيفية رد إيران ستكون من محددات كيفية رد إسرائيل

ويعتقد الأميركيون والإسرائيليون أن فرص الحرب في تراجع بعد استهداف قدرات حزب الله.

وقال رئيس هيئة الأركان المشتركة الأميركية الجنرال سي.كيو. براون إن مخاطر اتساع رقعة الحرب على المدى القريب في الشرق الأوسط انحسرت إلى حد ما بعد تبادل إسرائيل وحزب الله في لبنان إطلاق النار دون حدوث المزيد من التصعيد.

وتحدث براون لرويترز بعد رحلة إلى منطقة الشرق الأوسط استغرقت ثلاثة أيام، إذ ذهب إلى إسرائيل بعد مرور ساعات فقط على إطلاق حزب الله مئات الصواريخ والطائرات المسيرة على إسرائيل، فيما شن الجيش الإسرائيلي ضربات على لبنان لإحباط هجوم أكبر.

وكان ذلك أحد أكبر الاشتباكات التي دارت على الحدود منذ أكثر من عشرة أشهر، لكنه انتهى أيضا بأضرار محدودة في إسرائيل ودون أن تصدر من أي جانب تهديدات بالمزيد من الثأر.

وأشار براون إلى أن هجوم حزب الله كان واحدا فقط من هجومين كبيرين هدد بشنهما ضد إسرائيل في الأسابيع الأخيرة. كما تهدد إيران بشن هجوم على خلفية قتل زعيم حركة حماس إسماعيل هنية في طهران الشهر الماضي.

وعندما سئل عما إذا كان خطر اندلاع حرب إقليمية قد انخفض في الوقت الراهن، قال براون “إلى حد ما.. نعم”.

وقال لدى مغادرته إسرائيل “كان لديك أمران كنت تعلم أنهما سيحدثان. حدث أحدهما بالفعل. والآن يعتمد الأمر على كيفية مضي الثاني”.

وأضاف “كيفية رد إيران ستكون من محددات كيفية رد إسرائيل، وهو ما سيكون بدوره من محددات ما إذا كان هناك اتساع لرقعة الصراع أم لا”.

◄ فيما حزب الله يخاطر بخسارة قدراته، خاصة أنه يقاتل وحده في ظل تأخر الرد الإيراني، تجد إسرائيل في أميركا داعما قويا

كما حذر براون من أن هناك أيضا خطرا يشكله حلفاء إيران المسلحون في أماكن مثل العراق وسوريا والأردن، والذين يهاجمون القوات الأميركية، وكذلك الحوثيون في اليمن الذين يستهدفون حركة الشحن في البحر الأحمر، كما أطلقوا طائرات مسيرة على إسرائيل.

وقال “هل يتصرف هؤلاء الآخرون فعلا بشكل فردي لأنهم غير راضين.. خاصة الحوثيين”، واصفا الحوثيين بأنهم يتصرفون بالوكالة عن غيرهم.

وأضاف براون أن الجيش الأميركي في وضع أفضل للمساعدة في الدفاع عن إسرائيل وقواته في الشرق الأوسط مما كان عليه الأمر في 13 أبريل الماضي، عندما شنت إيران هجوما غير مسبوق على إسرائيل، إذ أطلقت مئات الطائرات المسيرة والصواريخ الباليستية.

وذكر أنه مهما كانت الخطط التي قد يضعها الجيش الإيراني، يظل الأمر متروكا للقادة السياسيين في إيران لاتخاذ القرار.

وقال “يريدون أن يفعلوا شيئا يرسل رسالة، لكنهم أيضا، كما أعتقد… لا يريدون أن يفعلوا شيئا من شأنه توسيع رقعة الصراع”.

 

اقرأ أيضا:

1