صدامات بين الشرطة الإسرائيلية وفلسطينيين على وقع عصيان مدني بالقدس

إضراب في عدة بلدات ومخيمات في شرق القدس اعتراضا على الإجراءات الإسرائيلية التصعيدية الأخيرة بحق السكان التي تندرج ضمن "العقوبات الجماعية".
الأحد 2023/02/19
إغلاق الأحياء بالمتاريس المشتعلة وحاويات النفايات

القدس - اندلعت مواجهات بين شبان فلسطينيين والشرطة الإسرائيلية الأحد، إثر إعلان عصيان مدني غير مسبوق في عدة بلدات ومخيمات في شرق القدس، اعتراضا على الإجراءات التصعيدية الأخيرة بحق السكان التي تندرج ضمن "العقوبات الجماعية".

وتأتي هذه التطورات في وقت يخيم التوتر على المنطقة وسط شكوك في قدرة الولايات المتحدة على ممارسة ضغوط من شأنها وقف التصعيد الإسرائيلي في القدس والضفة الغربية، بسبب انشغالها بحرب أوكرانيا وتركيز جهودها على مواجهة روسيا والصين، مما يجعل القضية الفلسطينية في مرتبة ليست ذات أولوية، إلى جانب علاقتها الإستراتيجية مع حليفتها التقليدية في المنطقة.

وذكرت مصادر فلسطينية أن الشرطة الإسرائيلية دفعت بتعزيزات من عناصرها لإزالة حواجز من الإطارات وحاويات القمامة التي وضعها شبان عند مداخل ومخارج أحياء في شرقي القدس، في إطار إعلان العصيان.

وبحسب المصادر، شهدت عدة بلدات في شرق القدس مواجهات عنيفة مع الشرطة الإسرائيلية التي استخدمت آليات لإعادة فتح مداخل الأحياء التي أغلقها الشبان بالمتاريس المشتعلة وحاويات النفايات.

ويأتي ذلك في وقت تعطلت فيه الدراسة في عدة بلدات في القدس وامتنع العمال عن الذهاب إلى أماكن عملهم، بموجب دعوات إلى الإضراب الشامل، وفق وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية "وفا".

وجاء الإضراب تنفيذا لأولى خطوات العصيان المدني، الذي دعت إليه القوى الوطنية والإسلامية والحراك الشبابي في القدس "تنديدا بسياسة وجرائم الاحتلال الإسرائيلي". وأُغلقت مداخل مخيم شعفاط والعيسوية وعناتا والرام، من الساعة الثالثة فجرا.

وقال مستشار ديوان الرئاسة الفلسطينية لشؤون القدس أحمد الرويضي إن "من حق الفلسطينيين في القدس الدفاع عن وجودهم، في ظل عمليات الهدم والتهجير القسري والبناء الاستيطاني".

وأشار إلى أن "هذا العصيان يبعث ثلاث رسائل، الأولى إلى سلطات الاحتلال الإسرائيلي، والثانية إلى المجتمع الدولي الذي عليه أن يتحمل مسؤولياته بتوفير الحماية لشعبنا، والثالثة إلى العالم العربي مفادها وجوب تنفيذ القرارات المتفق عليها بخصوص المدينة المقدسة".

وأغلقت مجموعة من المتظاهرين مداخل عدد من الأحياء في القدس الشرقية في الساعات الأولى من صباح اليوم الأحد، حيث استخدمت الإطارات المحترقة وصناديق القمامة، بحسب ما نقلته صحيفة "جيروزاليم بوست" عن متحدث باسم الشرطة الإسرائيلية.

وأشارت الصحيفة الإسرائيلية إلى أن المشهد يبدو أنه يمثل بداية لـ"احتجاج مدني لمدة يوم واحد"، للاعتراض على الحواجز التي أقيمت بالمنطقة في الأسبوع الماضي، منذ وقوع هجوم قتل فيه أحد أفراد قوات حرس الحدود.

وعملت شرطة إسرائيل على إنهاء إغلاق مداخل الأحياء واعتقلت من حاولوا تعكير صفو حالة السلم العام. كما قامت الشرطة بفض مشاجرة في أحد الأحياء بين متظاهرين وأشخاص كانوا يحاولون الذهاب إلى العمل، بينما حاول المتظاهرون إجبار الآخرين على المشاركة في إضراب كجزء من يوم الاحتجاج.

وقال وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير "كلفت الشرطة بمواصلة عملية تركيز الجهود في القدس الشرقية"، مضيفا أن "الشرطة تعمل منذ ساعات الصباح الأولى لرفع الحواجز، وأنا أشكر الضباط والجنود".

وكانت القوى الوطنية والإسلامية والحراك الشبابي وأهالي وعشائر وسكان مخيم شعفاط وبلدة عناتا شمال القدس أعلنوا عن العصيان المدني اعتبارا من فجر الأحد، "تنديدا بعمليات القمع التي تمارسها سلطات الاحتلال الإسرائيلي بحق الأهالي في مخيم شعفاط".

وأدانت وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية سياسة وزير الأمن القومي الإسرائيلي ضد الفلسطينيين في القدس "التي تقوم على فرض المزيد من العقوبات الجماعية وتعمق عمليات التطهير العرقي".

واعتبرت الوزارة في بيان لها أن إجراءات بن غفير "تعبير واضح عن فشل دولة الاحتلال بضم القدس وتهويدها وفرض السيطرة الإسرائيلية عليها، وتأكيد جديد على أن القدس الشرقية المحتلة فلسطينية بامتياز وجزء لا يتجزأ من الأرض الفلسطينية المحتلة عام 1967".

وأكدت أن "سياسة بن غفير الاستعمارية العنصرية في إشعال المزيد من الحرائق في ساحة الصراع عامة وفي القدس بشكل خاص، لن تقوى على كسر إرادة المقدسيين في الصمود والدفاع عن مدينتهم المقدسة عاصمة دولة فلسطين".

وحمّلت الخارجية الفلسطينية الحكومة الإسرائيلية "المسؤولية الكاملة والمباشرة عن نتائج وتداعيات سياسة بن غفير في القدس"، مطالبة مجلس الأمن الدولي بالتدخل لـ"وقف جرائم وانتهاكات الاحتلال بما يضمن وقف جميع الإجراءات أحادية الجانب تحقيقا للتهدئة".