صحف إيرانية تضاعف أسعارها مراهنة على دعم القراء

طهران - فاجأت الصحف الإيرانية القراء بعد استئناف طباعتها مع انتهاء عطلة رأس السنة الفارسية، بزيادة أسعارها للضعف، إثر ارتفاع أسعار الورق ومستلزمات الطباعة، لتغامر بخسارة قسم كبير من الجمهور في ظل معاناتها أصلا من تراجع مبيعات النسخ الورقية، وعزوف القراء.
وذكر موقع دويتشه فيله فارسي، أن صحيفتي “شرق” و”اعتماد” رفعتا سعر عددهما بمعدل الضعف مقارنة بأسعار العام الماضي. وقال مهدي رحمانيان، مدير صحيفة شرق، إن السبب الرئيسي لارتفاع الأسعار هو زيادة سعر الورق والمشاكل المالية التي تعاني منها الطباعة.
وشرح رحمانيان، المشكلات المادية التي تمر بها غالبية الصحف المطبوعة في إيران قائلا “إننا كنا ننشر الصحيفة الورقية بسعر ألفي تومان (العملة المحلية وتساوي عشرة ريالات)، فيما تُقدر تكاليف طباعتها وإصدارها، وفق ما نقلت وكالة أنباء الطلبة الإيرانية ‘إسنا’، بأكثر من 14 ألف تومان”.
وأضاف أن تكاليف طباعة وإصدار النسخ الورقية للصحف في إيران تضاعفت بسبب المشكلات الاقتصادية وهبوط قيمة العملة المحلية، فيما ظلت الصحف تبيع النسخ بالأسعار القديمة لسنوات.
وأبدى أمله في دعم القراء “للجمهور بمنحه الحق في الاختيار. لقد أظهرت التجربة أن الجماهير كانت دائما متعاطفة معنا في السنوات الأخيرة، ونتطلع في هذه المرحلة إلى دعمها، لأنه لم يكن لدينا خيار آخر سوى رفع الأسعار”.
وبدوره أكد مدير صحيفة “اعتماد”، علي ميرفتاح، أن “زيادة أسعار النسخ الورقية ليست بهدف الربح بقدر ما هي أداة لضمان بقائها ونشرها في هذه الأيام الصعبة”.
تحذيرات من استحالة استمرار صدور الصحف مع تقاعس حكومة روحاني عن دعمها بعد ارتفاع أسعار الطباعة
وأضاف ميرفتاح في مقال نشرته الصحيفة السبت، موجها كلمته للقراء الإيرانيين، “إننا رفعنا سعر الصحيفة مضطرين، ونأمل بمساعدتكم أن نتصدى لوفاة وانقراض الإعلام الصحافي”.
وفي سياق أزمة الصحافة الورقية في إيران، كان عدد من الصحافيين اعتبروا أن ما تشهده الصحف والمطبوعات الورقية في البلاد من تبدلات ومشكلات مالية سوف ينتهي باستحالة استمرار إصدارها خلال العام 2019.
وفي السياق ذاته، حذر برلمانيون إيرانيون من عدم تقديم حكومة الرئيس حسن روحاني دعما للصحف الورقية، بعد ارتفاع أسعار الطباعة بنسبة 300 بالمئة، فيما وجه عدد منهم رسالة إلى روحاني لرفع الضغوط التي يواجهها قطاع الصحافة الورقية.
وتسببت الأزمة المالية بتوقف العديد من الصحف الإيرانية. وفي سبتمبر الماضي أعلنت واحدة من أقدم وأكبر مطابع طهران “بامشاد سبز″، التوقف عن العمل بعد 30 عاما من طباعة الصحف الإيرانية المعروفة والكتب الدراسية، بسبب شح الورق وعدم توفير العملة الأجنبية اللازمة لشرائه من الخارج.
وأبلغت المطبعة رؤساء مجالس إدارات الصحف المتعاقدة مع المطبعة بإفلاسها، وبأنها لن تستطيع مواصلة عملها، وأشارت إلى مسؤولي الصحف بضرورة البحث عن مطبعة أخرى. وبالفعل بدأت عدة صحف إيرانية في البحث عن بديل لطباعة صحفها اليومية التي لم ينفعها خفض صفحاتها في الأشهر الأخيرة.
كما حذر رئيس مجلس الصحافة الإيرانية، محمد تقي روغني، في وقتن سابق من أن بعض الصحف في البلاد تواجه “أزمة شديدة” في توفير الورق تهدّد بإغلاق بعضها، أو تحوّلها إلى الفضاء الإلكتروني، أو تقليل عدد صفحاتها المطبوعة.
وقال روغني في حديث لوكالة أنباء “مهر” الحكومية، إنه “وجَّه كتابا إلى رؤساء تحرير الصحف الورقية في البلاد، طالب فيه بضرورة تقليل عدد الصفحات المطبوعة بسبب أزمة ارتفاع تكلفة إصدار الصحف الورقية”، لافتا إلى أن “الزيادة الحادّة في أسعار الورق والانخفاض الكبير في الإعلانات من المشاكل الرئيسية التي تواجه الصحافة الإيرانية”.
وأضاف أنه “على الصحف الإيرانية -من أجل التغلّب على هذا الوضع- استبدال النسخة المطبوعة بنسخ إلكترونية وفق نظام الاشتراكات المالي”.
ويقول أصحاب الصحف إن “أزمة الورق قد تشكّل ضربة قاضية لها في ظل معاناتها المالية”.