صحافي إيراني يقدم حياته رسالة لرفض القمع في بلاده

طهران – أقدم الصحافي الإيراني كيانوش سنجري على الانتحار احتجاجا على الأوضاع السياسية المتردية في البلاد وحملات قمع المعارضين والنشطاء، والتي كان هو أحد ضحاياها.
وأكد أحد أقارب سنجري وهو ناشط سياسي أيضا، في مقابلة مع إذاعة أوروبا الحرة/إذاعة الحرية الأربعاء، خبر انتحاره، كما أكد أصدقاؤه وفاته من خلال منشورات على منصة إكس. ومنذ عودته إلى طهران عام 2015 لرعاية والدته المسنة، استدعته أجهزة الأمن والمخابرات الإيرانية واعتقلته عدة مرات.
وقبل ساعات على انتحاره، أعلن سنجري على منصة إكس قراره بإنهاء حياته، بعد مهلة محددة طالب فيها الحكومة الإيرانية بإطلاق سراح أربعة نشطاء وصحافيين، وقال فيها إذا لم يتم إطلاق سراح فاطمة سبهري ونسرين شاكرمي وتوماج صالحي وآرشام رضائي من السجن بحلول مساء الأربعاء، فسوف ينهي حياته “احتجاجا على دكتاتورية خامنئي وشركائه”، لكن لم تتم الاستجابة لطلبه كما هو متوقع.
ورغم الرسائل العديدة التي تلقاها تحت منشوره لمحاولة ثنيه عن قراره، وعلى الرغم من تواصل طبيبين متخصصين وعدد من النشطاء السياسيين المعروفين معه، نشر سنجري عند الساعة السابعة مساء صورة لجسر حافظ في طهران.
وبعد دقائق، نشر تغريدة أخرى قال فيها “الوعد وفاء. لا ينبغي لأحد أن يُسجن بسبب تعبيره عن آرائه. الاعتراض حق لكل مواطن إيراني. حياتي ستنتهي بعد هذه التغريدة، لكن لا ننسَ أننا نضحي من أجل حب الحياة، لا الموت. أتمنى أن يستيقظ الإيرانيون يوما ويتغلبوا على العبودية. عاشَت إيران”.
وولد كيانوش سنجري في طهران عام 1982، وبدأ نشاطه السياسي والاجتماعي منذ أيام دراسته الجامعية. وفي عام 2006، اضطر بسبب الضغوط إلى مغادرة إيران. ولجأ أولا إلى شمال العراق، ثم انتقل إلى النرويج بعد ذلك، وهاجر لاحقا إلى الولايات المتحدة حيث استمر في نشاطاته الإعلامية في المنفى.
وبعد وصوله إلى الولايات المتحدة، عمل سنجري مع إذاعة “صوت أميركا” ومنظمات مثل “منظمة حقوق الإنسان الإيرانية”، حيث قدم تقارير حول وضع حقوق الإنسان والسجناء السياسيين في إيران.
وفي عام 2016، وبعد سنوات من المنفى، قرر العودة إلى إيران لرعاية والدته المريضة، رغم المخاطر والتهديدات المحتملة، لكن بعد أيام على وصوله إلى إيران، اعتقلته الأجهزة الأمنية الإيرانية وحُكم عليه بالسجن 11 عاما.
وخلال فترة حبسه، نقل سنجري إلى مستشفى للأمراض النفسية وتعرض للتعذيب وسوء المعاملة، وخضع لاستجوابات وسوء معاملة في السجن.
وكان أحد هذه الاعتقالات، أثناء فترة حكم الرئيس الإيراني الأسبق محمد خاتمي، حيث ظل سنجري 111 يوما في جناح 209 بسجن إيفين، الخاضع لوزارة الاستخبارات، ووُجهت إليه تهم “العمل ضد أمن الدولة” و”الدعاية ضد النظام”، و”الانتماء إلى الجبهة المتحدة للطلاب”، و”المشاركة في الاحتجاجات”، و”إجراء مقابلات مع وسائل إعلام خارجية”، و”تشويه أوضاع السجون في مدونته”، و”تنظيم تجمعات أمام مكتب الأمم المتحدة في طهران”، وقد قضى سنجري سنتين إجمالا في السجن، على إثر هذه التهم.
وعقب انتحاره، وصف نادي المراسلين الشباب، التابع للتلفزيون الإيراني الرسمي، الحادث بأنه “حالة تخبط للمجموعات المعادية للثورة”، مشيرا إلى مشاركة سنجري في احتجاجات أعقبت وفاة الشابة مهسا أميني أواخر 2022، والتي اعتبرها النادي “أعمال شغب”.