صحافيون وأدباء يقدمون حلولا لردم الفجوة بين الثقافتين اللاتينية والعربية

الندوة تدعو إلى تطوير العلاقات الثقافية العربية المكسيكية وإطلاق جائزة للكتب المترجمة من العربية إلى الإسبانية والعكس.
الخميس 2022/12/01
الثقافة العربية والمكسيكية علاقات صنعها الأدباء

غوادالاخارا (المكسيك) - استضافت فعاليات الشارقة ضيف شرف معرض غوادالاخارا الدولي للكتاب تحت عنوان "الإعلام: مسار التواصل بين الإمارات والمكسيك" كلا من رئيس التحرير التنفيذي لصحيفة الخليج الكاتب والصحافي رائد برقاوي، ورئيس تحرير صحيفة “غلف نيوز” الكاتب والصحافي عبدالحميد أحمد، ورئيس تحرير مجلة “الناشر الأسبوعي” الإسبانية إدواردو نواتكا، ومديرة مشروع الأدب الإلكتروني لمركز الثقافة الرقمية بالمكسيك الكاتبة مونيكا نيبوتي، للوقوف عند مسار تطور العلاقات المكسيكية الإماراتية تاريخيا واليوم وبحث جهود تطويرها عبر الاستثمار في وسائل الإعلام التقليدية والحديثة.

واستهل الجلسة رائد برقاوي بالوقوف عند جوهر العلاقات بين المدن والدول تاريخيا حيث كانت المدن المركزية في العالم سابقا هي المدن التجارية التي تمتلك موانئ، فمن خلال حركة التنقل كان يحدث تبادل ثقافي حقيقي على كافة المستويات ويظهر في اللغة والموسيقى والفن وثقافة الطبخ وغيرها من أشكال الثقافة، وهذا ما يميز دولة الإمارات اليوم فهي مركز تجاري فتح مجالات واسعة لتعزيز التواصل والحوار الثقافي مع مختلف بلدان العالم.

واستشهد برقاوي بقوة العلاقات التجارية وتأثيرها على تعزيز أفق التواصل بين الإمارات والمكسيك بتقديم مقارنة بالأرقام حول حجم التبادل التجاري بين البلدين خلال الأعوام 2010 و2011 وما يقابلها اليوم، مشيرا إلى أن حجمها كان يبلغ 50 مليون دولار قبل 10 سنوات، ولكن مع نمو حركة الطيران وتوفر رحلات يومية سريعة وصل حجم التبادل التجاري إلى 3 مليارات دولار مؤكدا أنه من خلال هذه العلاقات الحيّة تتشكل علاقات ثقافية بين البلدين وتتطور بأبعادها كافة.

أكثر دولة تمثل فرصة لتواصل المنطقة العربية مع العالم هي دولة الإمارات لما تمتاز به من مقومات
أكثر دولة تمثل فرصة لتواصل المنطقة العربية مع العالم هي دولة الإمارات لما تمتاز به من مقومات

وقال إن أكثر دولة تمثل فرصة لتواصل المنطقة العربية مع العالم هي دولة الإمارات لما تمتاز به من مقومات، فهي اتحاد تقدم كل إمارة منه منتجا يستقطب العالم فمنها من يقدم منتجا نفطيا وأخرى تقدم منتجا تجاريا أو بحريا وصولا إلى المنتج الثقافي، الأمر الذي يبرر وجود 200 جنسية تعيش في الإمارات وتقدم نموذجا في التعايش والتواصل الثقافي بين حضارات العالم.

وسلّط عبدالحميد أحمد الضوء على دور الإعلام والصناعات الإبداعية في تقليص المسافة بين الإمارات والمكسيك، مشيرا إلى أن العلاقة بين البلدين بدأت قبل فتح وتطوير خطوط الطيران وكانت من خلال ترجمة الأدب المكسيكي فقد لعبت – وفق رأيه – دورا في تقديم صورة عن طبيعة الشخصيّة والمجتمع المكسيكي وتراثه الثقافي.

واستعرض أحمد نخبة من كبار الأدباء المكسيكيين الذين وصلت أعمالهم إلى القراء العرب مبكرا مثل أوكتافيو باث وكارلوس فيونتس وخوان رولفو، متوجها بالشكر والتقدير للمترجمين العرب الذين بذلوا جهودا كبيرة في نقل الأدب المكتوب بالإسبانية إلى اللغة العربية أمثال الراحل صالح علماني.

وطالب أحمد باستحداث جمعية صداقة إماراتية مكسيكية تتولى مهمة تطوير العلاقات بين البلدين على المستوى الثقافي، كما أوصى بإطلاق جائزة للأعمال الأدبية والمعرفية المترجمة من العربية إلى الإسبانية والعكس، مشيرا إلى أن هذه الخطوات العملية من شأنها أن تحدث فرقا واضحا في العلاقات على أرض الواقع.

من جانبه تحدث إدواردو نواتكا عن السمات المشتركة التي تجمع إمارة الشارقة ومدينة غوادالاخارا بوصفهما اثنتين من المدن المركزية على خارطة عواصم المعرفة العالمية، قائلا “كلا المدينتين تمثل بالنسبة إلى العالم ملتقى لصناع المعرفة والإبداع في العالم، فإمارة الشارقة بتنظيمها أكبر معرض للكتاب في العالم نجحت خلال أربعة عقود من الزمن في أن تجمع العالم على أرضها وهذا تماماً ما فعلته مدينة غوادالاخارا، ولا يمكن قياس أثر ذلك إلا بتأمل القصص الصغيرة والفردية لدى الناشرين والكتاب والمبدعين والمشتغلين في العمل الصحفي”.

وأضاف “لنعرف أكثر أهمية ما تقوده الشارقة وانعكاسه على التواصل بين الثقافات يمكن الوقوف عند تجربة إطلاق النسخة العربية والإسبانية من مجلة الناشر الأسبوعي، فالمجلة حين أرادت استهداف الناطقين باللغة العربية توجهت إلى الشارقة ومنها صدرت النسخة العربية، واللافت في الأمر أن فكرة إطلاق النسخة الإسبانية من المجلة جاءت في الشارقة في معرض الشارقة الدولي للكتاب حيث التقينا هناك بمؤسسات مكسيكية وتطورت الفكرة لتجسد اليوم على أرض الواقع”.

بدورها قدمت مونيكا نيبوتي قراءة لتأثير التكنولوجيا الرقمية على فتح أفق التواصل بين حضارات العالم متوقفة عند الأدب الإلكتروني وما يوفره من خيارات وما يشكله من تحدّ في الوقت نفسه، مشيرة إلى أن التكنولوجيا تعتمد على اللغة الإنجليزية وهو ما يجعلها اللغة الأكثر انتشارا لكن المطلوب والمهم هو الالتفات إلى أثر ذلك والعمل لتقديم أدب من اللغة الإسبانية والعربية في منصات الأدب الإلكتروني.

13