صحافيون ليبيون يحملون حكومة الوفاق مسؤولية حمايتهم من اعتداءات أجهزة الأمن

طرابلس - وجه أكثر من 150 صحافيا وإعلاميا ليبيا مذكرة لفائز السراج رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني ونوابه، تحدثوا فيها عن الاعتداءات والانتهاكات التي يواجهونها خلال عملهم في المدن الرئيسية والتجمعات العامة وداخل مقرات المؤسسات الرسمية للدولة، حتى أن بعضها حدث أثناء وجود السراج ومسؤولي الحكومة.
وطالب الصحافيون الذين يعملون لصالح أكثر من 20 مؤسسة إعلامية في مذكرتهم، باتخاذ الإجراءات العاجلة لوقف هذه الاعتداءات ومنع تكرارها مستقبلا حماية لحرية التعبير والرأي وصونا لحقوق الإعلاميين.
كما وجهوا نسخا من المذكرة إلى وزير الداخلية المفوض فتحي باشاغا وكذلك وزير الخارجية محمد سيالة، ووزعت على البعثات والهيئات والمنظمات والمؤسسات الدولية الحقوقية والمعنية بحقوق الإنسان والرأي والتعبير، وفق ما ذكرت وكالة “غيمة” الليبية للأنباء. وأوضح الإعلاميون ما يواجهونه من اعتداءات وانتهاكات خطيرة مثبتة وموثقة من قبل المنظمات والهيئات المعنية بحرية الصحافة في البلاد، وهي مخالفة صريحة للقوانين والمواثيق المحلية والدولية.
وحمل الإعلاميون مسؤولية حمايتهم لمن تم إخطارهم كل في مجاله، في انتظار خطوات جادة وفعالة للسلطات التنفيذية تحفظ للصحافة كرامتها واستقلالها.
وتأتي هذه المذكرة بعد أن أصبحت ممارسة العمل الصحافي في ليبيا مهمة خطيرة، إذ يتعرض العاملون في ميدان الصحافة والإعلام إلى اعتداءات متواصلة، وكانت تقارير إخبارية عديدة تحدثت عن قيام قوات أمن تابعة لوزارة الداخلية بإشهار السلاح في وجه صحافيين معتمدين ممثلين عن 9 وسائل إعلامية بعد دعوتهم بشكل مباشر لتغطية حفل تخريج دفعة لخفر السواحل بميناء طرابلس البحري. ودان اتحاد الصحافيين والإعلاميين مصراتة، الاعتداء على الصحافيين والمصورين أثناء محاولتهم تغطية زيارة رئيس المجلس الرئاسي فائز السراج للمدينة. وقال الاتحاد في بيان إن هذه ليست المرة الأولى التي يتم فيها الاعتداء على الصحافيين والمصورين سواء باللفظ أو بالفعل الذي يصل أحيانا إلى حد تحطيم المعدات.
وأضاف أن هذه الأفعال تعتبر تعديا صارخا على الصحافيين الذين يؤدون واجبهم تجاه الوطن قبل القيام بمهنتهم، كما أنها تخالف القوانين والاتفاقيات المتعلقة بحماية الصحافيين وحرية التعبير.
من جانبه، أكد المركز الليبي لحرية الصحافة في طرابلس أن قوات الأمن قامت بإشهار السلاح ضد الصحافيين.
وقال المركز إن وحدة الرصد بالمركز رصدت ما يزيد عن 20 اعتداء من منتسبي وزارة الداخلية خلال 2018. ودعا المركز وزير الداخلية المفوض بحكومة الوفاق فتحي باشاغا إلى تحمل كافة المسؤولية عن سلامة الصحافيين.
وأطلق صحافيون وناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي هاشتاغ #الصحافي_ليس_إرهابيا، عقب تعرض صحافيين لمعاملة سيئة مع منعهم من مغادرة موقع حفل تخرج دفعة من خفر السواحل، بحجة وجود تعليمات بعدم الدخول أو المغادرة قبل وبعد مراسم الحفل بساعتين.
من جهتها، ردت وزارة الداخلية بحكومة الوفاق على هذه الشكاوى بالاستنكار، وقالت في بيان الأسبوع الماضي، إنها “تستهجن ما يتردد من أنباء عن تعرض صحافيين للاعتداء وتهديدهم من قبل من يقولون إنهم منتسبون لوزارة الداخلية”.
ودعت الوزارة كل الصحافيين إلى التقدم بشكاوى رسمية للوزارة لمتابعة الوقائع بشكل رسمي وقانوني، والبعد عن إثارة الأزمات، وتأجيج الوضع العام، مشيرة إلى أنها ستعقد اجتماعات مع المؤسسات الإعلامية والحقوقية، لبحث أوضاع الإعلاميين والصحافيين.