صحافيون فلسطينيون: حماس تحول العمل الصحافي إلى جحيم في قطاع غزة

اقتحام مسلحين لمقر تلفزيون فلسطين ونهب وتدمير معداته، وسط استنكار الصحافيين.
الثلاثاء 2019/01/08
نتاج طبيعي للتحريض

رام الله - حمّلت الأمانة العامة لنقابة الصحافيين الفلسطينيين، حركة حماس المسؤولية الكاملة عن أرواح وحياة الصحافيين في قطاع غزة، بعد أيام على اقتحام مسلحين لمحطة تلفزيون فلسطين، دون أن تسفر التحقيقات عن الكشف عن ملابسات الاعتداء.

وعقدت النقابة اجتماعا تشاوريا عاجلا، الأحد، لمناقشة التداعيات الخطيرة لسلسلة الاعتداءات والجرائم المرتكبة بحق النقابة والمؤسسات الإعلامية والصحافيين في قطاع غزة، وألقت بالمسؤولية على حماس وعلى رأسها رئيس الحركة وأعضاء مكتبها السياسي، مؤكدة تورط أجهزتها الأمنية في تعذيب وملاحقة الصحافيين وخلق بيئة معادية لحرية العمل الصحافي في قطاع غزة.

وقالت إن هذه السياسة هي نتاج طبيعي لحجم التحريض والتربية الحزبية الضيقة لعناصرها وأجهزتها ضد حرية الرأي والتعبير وحرية العمل الصحافي.

وأقدم مجهولون الجمعة الماضية، على نهب مقر محطة تلفزيون فلسطين، القناة التلفزيونية الرسمية للسلطة الفلسطينية، حيث قاموا بتدمير جزء كبير من المعدات. ولم تتبنَّ رسمياً أي جهة مسؤوليتها عن هذا الهجوم.

وجاء هذا الاقتحام في خضم تجدد التوترات بين حماس، التي تسيطر على قطاع غزة، والسلطة الفلسطينية، التي يترأسها محمود عباس، علماً أن تلفزيون فلسطين توقف عن العمل في غزة بعد سيطرة حماس على القطاع في صيف 2007، قبل أن يستأنف عمله جزئياً في عام 2011.

وبحثت الأمانة العامة لنقابة الصحافيين طبيعة الانتهاكات والاعتداءات على المؤسسات الصحافية والصحافيين وسبل التصدي لهذه الموجة الخطيرة من قبل الأجهزة الأمنية التابعة لحماس ضد الصحافيين وأعضاء النقابة.

وقررت إعلان انعقادها الدائم لمتابعة المستجدات والتطورات وجرائم استهداف وملاحقة الصحافيين وإعلان حالة الطوارئ القصوى في صفوفها للوقوف إلى جانب الصحافيين ومقاومة سياسة حماس في تحويل العمل الصحافي إلى جحيم في قطاع غزة.

تلفزيون فلسطين توقف عن العمل في غزة بعد سيطرة حماس على القطاع في 2007، قبل أن يستأنف عمله في 2011

وعبرت عن قلقها واستنكارها الشديدين إزاء تصاعد جرائم استهداف الصحافيين بالملاحقة والتهديد والترهيب والاعتقال والتعذيب كما حدث مع المدير الإداري للنقابة، لؤي الغول، الذي جرى توقيفه وتعذيب بصورة وحشية من قبل أفراد وضباط من جهاز الأمن الداخلي التابع لحركة حماس وما تبع ذلك من تهديد ووعيد بالتصفية واعتقال زوجته في حال كشفه عن طبيعة الممارسات بحقه أثناء توقيفه وتعذيبه.

كما تمت ملاحقة الصحافيين صلاح أبوصلاح وسامح الجدي وعاهد فروانة ومنيب أبوسعادة وهدى بارود وأحمد اللوح، حسب المعلومات التي وصلت للنقابة الأحد من منظمات حقوقية. ودعت الأمانة العامة كافة الفصائل والأحزاب والمؤسسات الحقوقية ومؤسسات المجتمع المدني إلى دراسة إمكانية إعلان المقاطعة لحركة حماس بمختلف مستوياتها في حال عدم وقف استهداف وملاحقة الصحافيين في قطاع غزة.

وغالباً ما يجد الصحافيون أنفسهم ضحايا للخلافات السياسية بين القادة الفلسطينيين في قطاع غزة، حيث يتعرض الفاعلون الإعلاميون بانتظام لشتى أنواع الترهيب، علماً أن الاستدعاءات والاستجوابات باتت جزءاً من حياتهم اليومية، إضافة إلى الانتهاكات التي يرتكبها الجيش الإسرائيلي في حقهم.

واستنكرت منظمة “مراسلون بلا حدود” الهجوم الذي تعرضت له محطة تلفزيون فلسطين، الجمعة، مطالبة في الوقت ذاته بتوضيح ملابسات هذه القضية.

وقالت صوفي أنموت، مديرة مكتب الشرق الأوسط في المنظمة، “نطالب السلطات الفلسطينية المعنية بتحديد المسؤولين عن هذا الاعتداء”، مؤكدة على ضرورة توفير الظروف الملائمة لكي يكون “بإمكان الصحافيين العمل بكل استقلالية ودون الزج بهم في خضم الصراعات الدائرة بين مختلف الفصائل في قطاع غزة”.

وفي تصريح لوسائل الإعلام، قال أحمد عساف، رئيس الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون، إن “حماس تتحمل المسؤولية الكاملة عن تدمير مقر الهيئة” في غزة.

ومن جانبه، قال سلامة معروف، مدير المكتب الإعلامي لحركة حماس، “لقد تواصلنا مع إدارة تلفزيون فلسطين في غزة وعبّرنا لهم عن إدانتنا لهذا السلوك المرفوض وعن وقوفنا إلى جانبهم”، مشيراً في الوقت ذاته إلى متابعته “الأمر مع جهات التحقيق المختصة وصولاً للكشف عن الجناة”.

18