صحافيون سوريون يطلقون مجلة رقمية تخاطب العرب في إسبانيا

أندريا أوليا منسقة المشروع تتوقع انتشارا كبيرا للمجلة في بلد يضم نحو مليون ناطق بالعربية.
الجمعة 2021/04/16
"بيننا" تحاول إظهار الوجه الجيد للمهاجرين في إسبانيا

مدريد - أطلق أربعة صحافيين سوريين مجلة “بيننا” الرقمية باللغتين العربية والإسبانية التي تخاطب السوريين والعرب في إسبانيا، ويسعون لمساعدة اللاجئين والمهاجرين في البلاد من خلال نشر معلومات يحتاجونها، فضلا عن رواية “القصص الإيجابية” عن مهاجرين حققوا إنجازات في المجتمع الإسباني.

وتأسست المجلة بجهود الصحافيين أيهم الغريب وموسى الجمعات وعقبة محمد ومحمد شباط، الذين لجأوا إلى إسبانيا عام 2019.

وتتراوح أعمارهم بين 22 و39 عاما، وهم جميعا من مدينة درعا في جنوب سوريا حيث اندلعت في مارس 2011 الانتفاضة على نظام الرئيس السوري بشار الأسد.

وغادر الأربعة بلدهم وانتقلوا أولا إلى تركيا مطلع عام 2019 قبل أن يتوجهوا إلى مدريد في مايو من السنة نفسها بفضل لجنة حماية الصحافة وهي منظمة غير حكومية مقرها في نيويورك.

ويقول عقبة محمد أصغر أعضاء المجموعة التي حققت خبرة منذ عام 2015 في وسائل إعلام محلية “عندما بدأت الحرب كنت في سن الثانية عشرة، كنت أدرك جيدا ما يحدث لأن الكثير من الناس كانوا يخرجون للتظاهر قرب منزلي، في المسجد”.

ويقول محمد إنه كان يصور “التظاهرات” و”القنابل”.

أما محمد شباط فيقول “إسبانيا كانت البلد المفضل لدي لأني شغوف بكرة القدم”.

ويضيف الشاب البالغ من العمر 31 عاما أنه تعاون في سوريا وتركيا مع محطة “سوريا تي.في” المعارضة ومقرها في إسطنبول، متابعا “لم أكن أتصور أني سآتي إلى هنا كلاجئ أو مهاجر، كنت أتصور نفسي سائحا أو طالبا”.

وتهدف المجلة الرقمية التي أطلقت في السابع من أبريل إلى إظهار “الوجه الجيد للمهاجرين إلى إسبانيا” بحسب ما يؤكد أيهم الغريب (32 عاما) الذي أتى إلى مدريد مع زوجته وابنتيه الصغيرتين.

واختار المراسلون الأربعة منذ البداية رواية “قصص نجاح” مثل قصة أشرف كشاش، وهو من أصل مغربي وينشط عبر يوتيوب حيث يكافح “رهاب الإسلام”، واللبنانية ملك زونغي التي تدرب اللاجئين على أن يصبحوا طباخين في إسبانيا.

يضاف إليهما لاعب كرة القدم المغربي يوسف النصيري مهاجم إشبيلية (أحد أفضل أندية كرة القدم في البلاد) الذي يجسد النجاح في بطولة إسبانيا لكرة القدم التي يحلم بها الكثير من الشباب في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.

وتهدف مجلة “بيننا” كذلك إلى توفير “معلومات مفيدة” للجاليات العربية في إسبانيا. ويوضح أيهم الغريب “لا تتوافر معلومات كثيرة بالعربية لإجراء معاملات رسمية” للحصول على تصريح إقامة مثلا.

وقد واجه الصحافيون أنفسهم هذه المشاكل كطالبي لجوء. وتقدم أكثر من 20 ألف سوري بطلبات لجوء في إسبانيا منذ 2011 وفق اللجنة الإسبانية لمساعدة اللاجئين.

ويقول عقبة محمد “أنا في إسبانيا منذ سنتين تقريبا ولا يمكنني حتى الآن السفر ورؤية عائلتي”. وهو لم ير أقاربه اللاجئين في الأردن منذ 2014.

ويضيف أيهم الغريب “الحياة في إسبانيا آمنة جدا لكن ثمة عنصرية أيضا تجاه المهاجرين واللاجئين”، ويبرز ذلك خلال البحث عن شقة للإيجار على سبيل المثال.

وتقدَّم “بيننا” على أنها أول وسيلة إعلامية يديرها لاجئون في إسبانيا. وقد حصلت مبادرة مماثلة في ألمانيا مع مجلة “أمل برلين” الرقمية.

وتوقعت الصحافية أندريا أوليا منسقة المشروع والمكلفة بترجمة وتكييف المحتوى إلى الإسبانية أن يكون عدد المتابعين المحتمل “واسعا جدا” في بلد يضم نحو مليون ناطق بالعربية.

وأضافت أن هؤلاء يراوحون “بين المغاربة الذين يأتون للعمل في الحقول، واللاجئين الذين يتمتعون بمستوى اجتماعي ثقافي أعلى” لأنهم تابعوا دروسا جامعية.

 
18