صحافيون أتراك موالون في مهمة تهديد ممثلين ينتقدون الحكومة

أنقرة - تلقت الممثلة التركية، بيرجا أكلاي، تهديدا من الصحافي، جيم كوتشوك، بسبب انتقاداتها لوضع الاقتصاد التركي، في ظل التضخم المرتفع وتراجع قيمة الليرة.
وقالت أكلاي في تغريدة على حسابها على تويتر “لقد سئمت. عملنا وأموالنا أصبحا بلا قيمة، عمالنا وموظفونا أصبحوا بائسين. لكن هناك من يستمر في أكل البلد وبيعه بلا هوادة. على أمل أن نرى الأيام التي سيحاكم فيها هؤلاء”.
وعقب التغريدة نشر كوتشوك المعروف بقربه من الحكومة، مقالا تحت عنوان “العرض الذي تقوم به بيرجا أكلاي” جاء فيه أن “الأشخاص الذين تحدثوا مثل أكلاي على مدار الـ20 عاما الماضية، إما تم سجنهم أو هربوا أو تركوا مهنتهم”.
حملات إعلامية مدبرة تستهدف نجمات تركيا اللاتي ينتقدن النظام التركي عبر مقالات تهديد وتجييش إلكتروني
وأضاف “بيرجا هانم تقول إن الحكومة ستذهب، وأنها واثقة من نفسها كثيرا، ولكن يجب ألا تكون شديدة الثقة بنفسها إلى هذه الدرجة، من الأفضل توخي الحذر”.
وأكد كوتشوك في نهاية مقاله أن الشعب التركي ستكون له الكلمة الأخيرة في النهاية بالانتخابات، قائلا “من الواضح أننا سنسمع هذه التهديدات حتى الانتخابات. وبعد ذلك سيقرر الشعب في صندوق الاقتراع”.
وتستهدف حملات إعلامية مدبرة نجمات تركيا اللاتي لا يدرن في فلك النظام التركي عبر مقالات تهديد في الصحف وتجييش إلكتروني ضدهن.
الجدير بالذكر أن العديد من الفنانين والسياسيين والصحافيين تعرضوا لحملات تشهير، وفقد الكثيرون منهم وظائفهم، كما يقبع آلاف المعارضين خلف القضبان، ولاسيما بعد محاولة الانقلاب الفاشلة في عام 2016.
وازداد عدد الدعاوى وأحكام السجن بموجب المادة 299 من قانون العقوبات التركي، منذ أن تولى رجب طيب أردوغان منصب الرئيس في عام 2014.
وفي يناير الماضي، قال أردوغان، على خلفية اعتقال الصحافية التركية صدف كاباش بتهمة إهانة الرئيس “لن تمر هذه الإهانة دون عقاب”.
واستعانت كاباش بمثل شركسي خلال حوار تلفزيوني لها بث على قناة “Tele 1” المقربة من المعارضة تناقش الأوضاع السياسية في تركيا ومواقف الرئيس “هناك قول مأثور يقول إن الثور لا يصبح ملكاً بمجرد دخوله القصر، ولكن القصر يتحول إلى حظيرة”.
وخلال نفس الأسبوع، قال أردوغان رداً على سؤال بخصوص أغنية تنتقده تداولها مستخدمو مواقع التواصل، لأيقونة ونجمة البوب التركية، سَزَن أكسو “بصفتي رئيساً لهذا البلد، لن أسمح لأحد بالتحدث بالسوء عن قيم شعبنا الدينية المقدسة”.
وعام 2020، تعرضت الممثلة التركية هازال كايا لهجوم شرس من قبل جيوش إلكترونية بسبب دفاعها عن الممثلة التركية بيرين سات التي تتعرض بين الحين والآخر لحملات تشويه فجة. وتعرف سات التي تحظى بشعبية واسعة في العالم العربي بمواقفها الجريئة المناهضة لأردوغان.
ونشر موقع “تركيا الآن” الموالي في تقرير عنونه “بيرين سات هكذا تعرت وأكثر من تقدم الجنس”، “بطلة العشق الممنوع مستعدة لتقديم كلّ شيء من أجل مهنتها، والصور بالأسفل تظهر لكم كيف تعرّت بالكامل دون أن تأبه لردود الأفعال الغاضبة من المتحفظين الذين يشكلون نسبة 40 في المئة من الشعب التركي”. ولم تتوقف حملة التشويه، فنشرت على صفحات مواقع التواصل صورة مفبركة تظهر النجمة التركية عارية.
العديد من الفنانين والسياسيين والصحافيين تعرضوا لحملات تشهير، وفقد الكثيرون منهم وظائفهم، كما يقبع آلاف المعارضين خلف القضبان، ولاسيما بعد محاولة الانقلاب الفاشلة
ودخلت هازال كايا، التي شاركت بيرين سات بطولة مسلسل “العشق الممنوع”، على خط الدفاع عن سات. ولم تغفر صفحات مأجورة دفاع هازال عن بيرين فنشرت لها صورة من كواليس أحد مسلسلاتها ترتدي فيها فستانا مكشوفا ما عرضها لهجمة شرسة.
ويذكر أن بيرين سات لطالما اتهمت الإعلام الموالي للنظام بتشويهها والتدخل في حياتها الخاصة. وبالنسبة إلى الإعلام فيصفها بـ”الخائنة للبلاد”.
والعام الماضي، تصدّر هاشتاغ “لستِ وحدك إيزغي مولا” الترند التركي على موقع تويتر بعد انتشار خبر يؤكد أن الممثلة إيزغي مولا مهددة بالسجن بسبب تغريدة انتقدت فيها تبرئة متهم في قضية اغتصاب.
وبدأت القصة عند انتحار فتاة تركية تدعى “إيبيك” (18 عاما) تاركة خلفها رسالة أشارت فيها إلى أن الرقيب موسى أورهان اغتصبها وهددها. وقال أورهان في تصريحات صحافية إنه “على المجني عليها (الفتاة المنتحرة) أن تشكو كما تريد لأنه لن يحدث له شيء”، مؤكدا أنه فعل الكثير مثل ذلك من قبل ولم يمسه شيء.
وتقدم أورهان بطلب إلى المحكمة عن طريق مُحاميه الخاص بأن تتم محاكمته وهو خارج السجن، ووافقت المحكمة.
وغردت الممثلة التركية إيزغي مولا “لتختنقوا بضمائركم، أطلقتم سراح مغتصب عديم شرف”. ورفع أورهان قضية ضد الممثلة واتهمها بالإهانة وطالب محاميه بسجن إيزغي لمدة سنتين وأربعة أشهر.
يذكر أن الممثلين المعارضين لطريقة توظيف أردوغان للدراما باتوا يتعاقدون مع نتفليكس لتقديم أعمالهم بعيدا عن الرقابة الحكومية.