صحافة الطاقة توجه جديد للإعلام التركي بعيدًا عن الأيديولوجيا

إسطنبول - خطت تركيا خطوة رسمية جديدة بعيدا عن اهتماماتها الأيديولوجية الإخوانية بتبنيها ما يعدّ نمطا إعلاميا جديدا يدور حول صحافة الطاقة، وسط ما تعتبره أجواء توتر عالمية. وقال رئيس مجلس إدارة وكالة الأناضول، ومديرها العام سردار قره غوز، الجمعة إن أهمية صحافة الطاقة تزداد يوما بعد يوم في أجواء التوتر العالمي.

وأضاف في كلمة خلال الجلسة الرئيسية لـ”منتدى إسطنبول للطاقة” الدولي، أن للتضليل تأثيرا في كل مجال مع انتشار الرقمنة، مشيرا إلى أهمية دور الإعلام المسؤول في هذا الصدد.

ويهدف البحث عن نمط خاص من صحافة الطاقة، التي تتخلى عن إظهار المواقف السياسية، إلى تبرير تغييرات المواقف التركية خارجيا، وفي ملف الطاقة على وجه الخصوص لكونه أولوية بالنسبة إلى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الذي يريد أن تكون بلاده مركز عبور للطاقة، وخاصة الغاز، نحو أوروبا، بما في ذلك غاز إسرائيل.

ولتنفيذ هذا التوجه صارت نشرات وكالة الأناضول، وخصوصا باللغات غير العربية، تبتعد عن تناول الشأن الإخواني والإسلامي بصفة عامة، فيما يستمر فريق الأناضول العربي في محاولة الصمود أمام حجم المتغيرات التي تشهدها المنطقة، ومن بينها تغييرات التوجهات التركية نفسها.

ومن أجل تأمين المصالح الاقتصادية لأنقرة غيّر أردوغان مواقفه كليا؛ فقد اختفت العداوات بين تركيا وكل من مصر والسعودية والإمارات، وصار أردوغان يدعو “الرئيس السوري” إلى فتح صفحة جديدة بينما تورد النشرة العربية تمنّع “رئيس النظام” السوري بشيء من الارتياح لأنه العدو الأخير تقريبا الذي بقي أمام الأتراك.

وتريد أنقرة من فصل صحافة الطاقة عن صحافة المواقف السياسية الرسمية، التي تقوم على الشعارات، أن تؤّمن مصالحها في مجال كان وراء تدخلاتها الخارجية، خاصة في ليبيا والصومال، وأن تجعلها بمنأى عن أي توتر.

وأكد قره غوز أهمية حيادية الصحافة ونزاهتها خاصة في قطاع الطاقة، لافتا إلى أن وكالة الأناضول تعمل على ضمان الوصول إلى معلومات موثوقة وتأدية دور متوازن في أسواق الطاقة العالمية.

وذكر قره غوز أن الأناضول أطلقت منصة إخبارية متخصصة في أخبار الطاقة عام 2023، تبث باللغتين التركية والإنجليزية. ولفت إلى أن المنصة تنقل جميع التطورات المتعلقة بقطاع الطاقة إلى العالم دون التأثر بمجموعات المصالح والجهات الفاعلة العالمية. وبيّن أن وسائل إعلام عالمية استخدمت عشرات الآلاف من أخبار الطاقة التي بثتها المنصة.

وانطلقت الجمعة في مدينة إسطنبول أعمال “منتدى إسطنبول للطاقة” الدولي، الذي تنظمه وكالة الأناضول، برعاية وزارة الطاقة والموارد الطبيعية التركية، تحت شعار “مستقبل مشترك وأهداف مشتركة”.

وقال الرئيس التركي في كلمة بالمنتدى إن بلاده تواصل المضي بخطوات ثابتة لتحقيق هدفها المتمثل في استقلاليتها التامة بقطاع الطاقة. وأضاف “على الرغم من عدم وجود أزمة في إمدادات الطاقة فإنه يجب علينا أن نكون مستعدين دائما.”

وانطلاقا من هذا التوجه قال الرئيس التركي “قمنا ببناء سياسة الطاقة على ضمان أمن إمدادات الطاقة دون الإضرار بالطبيعة التي سنورّثها لأطفالنا.” وأشار إلى أن المنتدى سيناقش قضايا مثل دور تركيا في هذا القطاع وتمويل تحوّل الطاقة.

ويشارك ممثلون من دول بارزة في مجال الطاقة على مستوى وزاري، وممثلو منظمات غير حكومية محلية وأجنبية ومنظمات دولية، فضلا عن أكاديميين وإعلاميين وشخصيات من عالم الأعمال.

ويناقش المتدخلون قضايا مثل “الديناميكيات الجديدة لأمن الغاز: وجهات نظر إقليمية”، و”التقنيات الجديدة للتحول إلى الطاقة الذكية والتطلعات المتعلقة بالوقود”، و”تمويل تحول الطاقة: التوقعات والأولويات”.