صحارى إخبارية بسبب اختفاء الصحف في أنحاء الولايات المتحدة

واشنطن - تتعرض الصحف الأميركية المحلية لخطر الاختفاء وخاصة الصغيرة منها التي تعتبر بمثابة عيون وآذان لمجتمعاتها، وفقا لأحدث تقرير عن أوضاع الأخبار المحلية صدر عن جامعة نورث وسترن الأميركية.
وقالت بيني موسى أبرناثي، الأستاذة الزائرة في مدرسة منطقة شيكاغو، “نحن لسنا في تهديد الاختفاء فقط، لقد فقدنا الصحف المحلية بالفعل”. وأضافت “مع اختفاء تلك الصحف، اختفت أيضا الرقابة على أداء الحكومة المحلية”.
ويكتسب التقرير أهميته بالنظر إلى أهمية الصحافة المحلية للمجتمعات الصغيرة ليس في الولايات المتحدة الأميركية فقط، بل ينطبق هذا الوضع على الكثير من الدول التي تمثل فيها الصحافة المحلية أصوات الناس المهمشين وأولئك الذين يحتاجون إلى الاطلاع على الأخبار المحلية والبيانات الحكومية وما يجري في مناطقهم الصغيرة.
ولفتت أبرناثي “لم نفقد الصحف فحسب، بل فقدنا 60 في المئة من الصحافيين العاملين فيها الذين كانوا في عام 2005. وتعني 60 في المئة أن حوالي أربعين ألف صحافي في عام 2005 أصبحوا غير موجودين الآن”.
وبالنسبة للمجتمعات المحلية في جميع أنحاء الولايات المتحدة، فإن هذه المشكلة خلقت صحارى إخبارية.وفي هذه المجتمعات يوجد الكثير من الناس الذين يبحثون عن الأخبار المحلية التي تتعلق بأوضاع هذه المناطق، وعادة ما يكون هذا البحث حول المناطق الغنية وفي محطات المترو، حيث يبحث الناس باهتمام، عن الأخبار والمعلومات المحلية والبيانات التي يحتاجون إليها.
ودائما ما يكون جمهور تلك المجتمعات هم الأكثر احتياجا إلى الصحف المحلية، خصوصا من ذوي الدخل المنخفض، وهم تقليديا يفتقرون إلى الخدمات في المجتمعات المهمشة، التي يقطنها عدد كبير من السكان المتنوعين عرقيا، الذين لم تتم خدمتهم جيدا في الماضي من قبل وسائل الإعلام.
وقالت الصحافية ويندي توماس “قد يكون من الصعب أن تنمو لتصل إلى القدرة التي تريدها عندما تعتمد على المنح والمؤسسات والشيك البالغ 10 دولارات الذي يمكن لأمك أن تكتبه كل شهر”.
بدورها، تدير الصحافية المخضرمة ويندي توماس منصة الأخبار غير الربحية على الإنترنت “ميلك 50: العدالة من خلال الصحافة” في ولاية ممفيس الأميركية. وبدأت توماس منذ ست سنوات. والآن هي وفريق عملها المكون من ستة صحافيين يعملون بدوام كامل ويتأكدون من أن المجتمع لديه صوت.
وأفادت توماس “أطلقنا غرفة أخبار تركز على الفقر، والسلطة والسياسة، وهو شيء لا تغطيه غرف الأخبار التقليدية عادة. لكنني كنت أعلم أننا نريد التركيز على الأشخاص المهمشين هنا في ممفيس، الأشخاص الذين لا يخضعون للتغطية الإخبارية”.
وخلال مسيرتها المهنية التي استمرت 30 عاما، عملت توماس في صحف عديدة. وقالت “تضررت المجتمعات الريفية بشدة من وفاة الصحف في جميع أنحاء البلاد”. ومع تدفق الإعلانات على الإنترنت ومنصات الوسائط الاجتماعية، تم إغلاق العديد من الصحف الصغيرة. وتابعت “وهذا يعني أن في الكثير من هذه الأماكن، لا يوجد أحد وظيفته هي الانتباه إلى كيفية إنفاق أموال الضرائب، وما يحدث في السجون”. وأوضحت “في غياب الضوء عن وسائل الإعلام، تحدث كل أنواع الممارسات المشبوهة في العتمة”.