صالون إيكوموندو في إيطاليا يجذب الفاعلين الاقتصاديين التونسيين

ريمني (إيطاليا) - حرصت تونس على المشاركة في صالون إيكوموندو “لاقتصاد إنساني مستدام”، المنعقد بمدينة ريمني الإيطالية من الثالث إلى الثامن من نوفمبر الجاري، من خلال عدد من الفاعلين الاقتصاديين المهتمين بالإطلاع على آخر المستجدات في تكنولوجيات صناعة البلاستيك وتثمين النفايات والحفاظ على البيئة.
وقالت منى قدونة، مديرة مؤسسة مختصة في صناعة وتحويل البلاستيك، إنها تزور للمرة الأولى صالون إيكومندو، للإطلاع على آخر المستجدات في تكنولوجيات صناعة البلاستيك وتثمين النفايات البلاستيكية سواء الصناعية منها أو المنزلية والحفاظ على البيئة.
وأضافت قدونة أن إيطاليا تعدّ من البلدان المتقدمة في مجال الفرز الانتقائي للنفايات المعمول به في عديد الدول المتقدمة ولكن يظل غير معمول به في تونس إلى الآن. وشددت على أهمية الفرز الانتقائي لكل مادة على حدة لتسهيل إعادة استعمالها وتدويرها.
ودعت إلى الاستئناس بتجارب الدول المتقدمة على غرار إيطاليا وألمانيا واليابان، التي لم تمنع صناعة البلاستيك، في إشارة منها إلى الأمر الحكومي عدد 32 لسنة 2020 الصادر بتونس والمتعلق بضبط أنواع الأكياس البلاستيكية، التي يمنع إنتاجها وتوريدها وتوزيعها ومسكها بالسوق الداخلية، وقامت باستنباط حلول بديلة على غرار إعادة التدوير وإعادة استعمال البلاستيك المستخرج في صنع الأكياس الخاصة بالنفايات أو أثاث الحدائق أو خراطيم المياه.
وأوصت قدونة بضرورة تنظيم قطاع الفرز الانتقائي في تونس وتوفير الظروف الملائمة للعاملين في المجال. وعن الجامعة التونسية للنسيج والملابس أشار محمد المكسي إلى أنه يحضر فعاليات إيكوموندو، أيضا، كزائر وكخبير لأجل التعرف على آخر التطورات التكنولوجية في مجال رسكلة المياه المستعملة.
وقال المكسي في تصريح لوكالة الأنباء التونسية (وات) إن تونس تعيش الإجهاد المائي لذلك من الضروري أن تبحث القطاعات الصناعية المستهلكة للماء حلولا بديلة على غرار قطاع النسيج، الذي من الضروري أن يبحث عن كيفية التأقلم مع الوضع ومحاولة إيجاد الحلول الضرورية لتغطية حاجياته من المياه على مستوى الكم والنوعية. وأشار إلى توفر تجارب ناجحة في المجال.
وكشفت المهندسة بمركز تونس الدولي لتكنولوجيا البيئة، زينب نايت، أن وفد مركز تكنولوجيا البيئة، الذي يزور إيكوموندو، يضم ممثلين عن مؤسسات مختلفة من القطاعين العمومي والخاص، تنشط في قطاعات الجلود والأحذية والنزل والمنشآت السياحية والصناعات الغذائية والمياه الاستشفائية. وقدموا للإطلاع على آخر التطورات في مجال التحول الإيكولوجي والاقتصاد الأخضر.
وأضافت أن لكل قطاع حاجياته فمثلا الصناعات الغذائية تركز على التصرف في النفايات ومراقبة الانبعاثات بينما ينصبّ اهتمام قطاع النزل على إعادة هيكلة محطات المياه المعدنية والطاقات المتجددة. وأفادت نايت أن مركز تكنولوجيا البيئة يقوم بمرافقة المؤسسات ومساعدتها على التقليص من بصمتها الكربونية والاضطلاع بمسؤوليتها المجتمعية والتصرف في النفايات. وتابعت “نطمح إلى عقد علاقات تبادل وشراكات مع المزودين والمؤسسات الدولية الناشطة في مجال البيئة”.
واعتبرت ندى الأشعل، المديرة العامة لشركة التصرف بالقطب التكنولوجي ببرج السدرية، أن المشاركة في صالون إيكومندو تمنح الفرصة للتعرف على أحدث التكنولوجيات في مجال المياه والطاقة وتثمين النفايات وتساعد على تبادل الخبرات وتعزيز القدرات. وأشارت أن الوفد الذي تزور معه إيكومنود يضم ممثلين عن مؤسسات ومراكز بحث وكليات تنتمي إلى القطب.
وقالت “نحن بصدد إنجاز مشروع ممول من الاتحاد الأوروبي يتمثل في”شبكة عنقودية” تجمع كل الهياكل، التي تعمل في قطاع مواد البناء لأجل تطوير منشآت إيكولوجية خضراء صديقة للبيئة في تونس بالإضافة إلى إنجاز مشروع نموذجي للتحكم في الطاقة بمعهد القصاب بالتعاون مع الاتحاد الأوروبي.
والجدير بالذكر أن الوفد التونسي، الذي يواكب فعاليات الصالون الإيكولوجي الإيطالي، يتكون من خمسين زائر يمثلون 20 مؤسسة إضافة إلى جامعيين وخبراء بيئة. كما يضم الوفد ممثلين عن الجامعة التونسية للنسيج والوكالة الوطنية للتصرف في النفايات والقطب التكنولوجي ببرج السدرية واتحاد الصناعة والتجارة والصناعات التقليدية ومركز تونس الدولي لتكنولوجيا البيئة ومركز النهوض بالصادرات.