صادرات النفط الإيرانية تقترب من التوقف

الاحتقان الإيراني يغفل أن أوروبا لا تستطيع تخفيف اختناقها الاقتصادي بعد أن أدركت دول الاتحاد الأوروبي أن معارضتها لواشنطن لن تقدّم شيئا ملموسا على الأرض.
الثلاثاء 2019/06/25
صادرات الخام الإيرانية انحدرت إلى أقل من 300 ألف برميل يوميا

لندن- أكدت بيانات تتبع حركة الناقلات ومصادر في قطاع الطاقة أمس أن صادرات الخام الإيرانية انحدرت إلى أقل من 300 ألف برميل يوميا منذ بداية شهر يونيو الجاري، بعدما شدّدت الولايات المتحدة العقوبات على مصدر الدخل الرئيسي لطهران.

ونسبت وكالة رويترز إلى مصدرين في القطاع يرصدان التدفقات القول، إن إيران صدرت ما يقارب 300 برميل يوميا في أول ثلاثة أسابيع من الشهر الحالي، بينما أظهرت بيانات من رفينيتيف أيكون، أن شحنات الخام بلغت نحو 240 ألف برميل يوميا فقط.

وقال أحد المصدرين “إنه مستوى متدن جدا لصادرات الخام الفعلية” بعد توقف جميع الدول الثماني التي كانت تتمتع بإعفاءات أميركية عن الشراء نتيجة إلغاء تلك الإعفاءات منذ بداية مايو الماضي. وكانت صادرات النفط الإيرانية قد تراجعت في مايو إلى نحو 400 ألف برميل وفقا لتقديرات مصادر في القطاع ورفينيتيف.

وتمثل تلك المبيعات نسبة ضئيلة من حجم الصادرات في أبريل من العام الماضي حين كانت تصل إلى 2.5 مليون برميل، قبل شهر واحد من انسحاب الرئيس الأميركي دونالد ترامب من الاتفاق النووي المبرم بين إيران والقوى العالمية.

بروكسل لا يمكنها إجبار الشركات الأوروبية الكبرى على التعامل مع إيران وتعريض مصالحها الكبيرة مع الولايات المتحدة للخطر في مقابل مصالح ضئيلة محفوفة بالمخاطر مع إيران

ويحيط الغموض بصادرات إيران النفطية بسبب توقف طهران عن أن تبلغ أوبك بأرقام إنتاجها منذ فرض العقوبات الأميركية في نوفمبر الماضي، الأمر الذي يزيد من صعوبة تقدير الأحجام بسبب صعوبة الجزم بأن سفينة أبحرت إلى مستهلك بعينه.

وتظهر بيانات رفينيتيف أن إيران صدرت 5.7 مليون برميل فقط في أول 24 يوما من الشهر الحالي إلى دول بينها تركيا وسنغافورة وسوريا ولكن ربما لا تكون تلك الدول الوجهة النهائية.

وتقدر كبلر، وهي شركة أخرى ترصد تدفقات النفط، أن إيران حملت 645 ألف برميل يوميا من الخام والمكثفات، وهو نوع من الخام الخفيف، على متن ناقلات في النصف الأول من يونيو، وأن نسبة 82 بالمئة منها لا تزال في مياه الخليج.

وتشير خلاصة تلك البيانات مجتمعة إلى أن صادرات النفط الإيرانية الفعلية كانت تقل عن 300 ألف برميل يوميا في النصف الأول من الشهر الحالي. وقالت شركة كبلر إن “القيود الأميركية لها تأثير واضح على قدرة إيران على بيع النفط الخام في الأسواق العالمية”.

وتؤكد البيانات أن جميع الدول التزمت بالحظر الأميركي وبضمنها الصين، التي اكتفت بالمعارضة الدبلوماسية للعقوبات دون أن تغامر بتوسيع جبهاتها التجارية المشتعلة مع الولايات المتحدة.

وتكشف التحذيرات والاستغاثات الإيرانية حجم الاختناق الاقتصادي وهي تحاول يائسة التعلق بسراب الحصول على طوق نجاة من الاتحاد الأوروبي، الذي لا يملك الأوراق الاقتصادية التي تريدها طهران. وتزايدت مشاكسات إيران خطورة بعد الهجمات المتكررة على الناقلات البحرية والتلويح بالتنصل من التزاماتها بموجب الاتفاق النووي إذا لم تستجب أوروبا لمطالبها.

240 ألف برميل يوميا متوسط صادرات إيران في يونيو بحسب بيانات رفينيتيف

ويرى محللون أن الاحتقان الإيراني يغفل أن أوروبا لا تستطيع تخفيف اختناقها الاقتصادي بعد أن أدركت دول الاتحاد الأوروبي أن معارضتها لواشنطن لن تقدّم شيئا ملموسا على الأرض.

وتكمن المشكلة الأكبر في أن بروكسل لا يمكنها إجبار الشركات الأوروبية الكبرى على التعامل مع إيران وتعريض مصالحها الكبيرة مع الولايات المتحدة للخطر في مقابل مصالح ضئيلة محفوفة بالمخاطر مع إيران.

وظهرت هشاشة الآلية الأوروبية بوضوح في تمرّد حتى المؤسسات التابعة للمفوضية الأوروبية أو الحكومات التي قادت وضع تلك الآلية وهي ألمانيا وفرنسا وبريطانيا، حيث رفض بنك الاستثمار الأوروبي التعامل مع إيران.

ويبدو أن الاستغاثات والتحذيرات ستتواصل وتزداد وتيرتها في الأيام المقبلة دون أن تجد أي استجابة، في وقت يتسارع فيه تدحرج الاقتصاد الإيراني نحو الانهيار التام.

10