شي إن منافس صيني يهيمن على سوق الموضة السريعة

نيويورك/بكين - يركز المستثمرون على مدى استجابة زارا وأتش آند أم، الشركتين الرائدتين في مجال الموضة السريعة، مع استعداد شركة إنديتكس المالكة للعلامتين للكشف عن أحدث نتائج مبيعاتهما في ظل بروز شي إن الصينية كمنافس قوي في هذه السوق.
وارتبط مصطلح الموضة السريعة بمفهوم الموضة المتاحة في متناول الأيدي لأنها تقدم منتجات المصممين للأسواق الكبيرة وبأسعار رخيصة. وقد نشأت في المقابل الموضة البطيئة كحركة معاكسة ولامت الموضة السريعة على تسببها في التلوث.
وتتمتع شي إن بتقييم ضخم وهي مستعدة للاكتتاب العام في بورصة نيويورك. ومع المبيعات بالكامل تقريبا عبر الإنترنت، حقق بائع التجزئة حوالي 23 مليار دولار من الإيرادات العالمية في عام 2022، وفقا لشركة الأبحاث كورسايت.
وتأسست الشركة الصينية في عام 2008 على يد رجل الأعمال الصيني كريس شو في غوانزو، ونمت منذ ذلك الحين لتصبح رائدة في عالم الأزياء، حيث تخدم المستهلكين في أكثر من 150 دولة وتوظف أكثر من 11 ألف شخص، وفقًا لموقعها على الإنترنت.
واستحوذت شي إن على قرابة خُمس سوق الأزياء السريعة العالمية في العام الماضي، متفوقة على زارا وأتش آند أم، بفضل أسعارها المنخفضة التي تجذب أيضا المتسوقين الذين ربما كانوا يتسوقون في متاجر الملابس مخفضة الأسعار.
وقالت روي ما، المحللة ومؤسسة النشرة الإخبارية تيك بووز تشاينا، لرويترز إن “قوة شي إن الفعلية تكمن في الاعتراف بأنه ليس لدى مسؤوليها أي فكرة عما تريد أن ترتديه”. وأضافت “ما يثقون به هو قدرتهم على زيادة الإنتاج بسرعة فائقة”.
وبالنسبة إلى شركة إنديتكس، التي أعلنت نتائج أعمالها الأربعاء، وأتش آند أم، التي تعلن عن مبيعات ربع سنوية الجمعة، برزت متاجر التجزئة الإلكترونية التي تأسست في الصين باعتبارها تهديدًا كبيرًا في سوق الملابس والإكسسوارات الرخيصة.
وفي مطلع ديسمبر قام آدم كوكرين، المحلل في دويتشه بنك، بتخفيض تصنيف شركتيْ إنديتكس وأتش آند أم إلى تصنيف “بيع”، مشيرا إلى التحديات بما في ذلك انكماش أسعار الملابس، والضغط من شركة شي إن ومنافستها سريعة النمو، تيمو المملوكة لشركة بي.دي.دي.
ومن المؤكد أن لدى شي إن بعض الميزات المشتركة مع زارا وأتش آند أم، والتي غالبًا ما يُنسب إليها الفضل في قيادة مفهوم تكرار إطلالات المدرج وتقديمها للمتسوقين بكلفة أقل، والمعروفة أيضًا باسم “الموضة السريعة”.
وواجه تجار التجزئة الثلاثة انتقادات بزعم سرقة تصميمات من علامات تجارية أخرى، لكن بعض النقاد يقولون إن دورة الإنتاج فائقة السرعة لشركة شي إن تجعلها مجرمًا فاضحًا بشكل خاص.
مصطلح الموضة السريعة ارتبط بمفهوم الموضة المتاحة في متناول الأيدي لأنها تقدم منتجات المصممين للأسواق الكبيرة وبأسعار رخيصة
وزعمت دعوى قضائية في يوليو الماضي بتهمة انتهاك الملكية الفكرية أن الشركة الصينية تستخدم الذكاء الاصطناعي وخوارزمية خاصة للبحث في الإنترنت عن أفكار تصميمية، مما يؤدي في بعض الأحيان إلى سرقة أدبية مباشرة.
ولكن إستراتيجية شين الرئيسية، وفقا للمحللين والمستثمرين، تتمثل في الاستفادة من شبكة من الموردين المقيمين إلى حد كبير في الصين، والذين يخالفون اتجاهات التصنيع التقليدية من خلال قبول الطلبات الأولية الصغيرة وتوسيع نطاقها على أساس الطلب.
وسمحت سلسلة التوريد فائقة المرونة لشركة شي إن بإنشاء نموذج أعمال مختلف تمامًا عن شركات الأزياء السريعة الراسخة مثل زارا وأتش آند أم، اللتين كانتا رائدتين في جداول زمنية أقصر للإنتاج ولكنها لا تزال تعتمد إلى حد كبير على التنبؤ بالأنماط التي سيشتريها المتسوقون.
وبحث سايمون إيروين، المحلل السابق في بنك كريدي سويس الذي كان يعمل في مجال صناعة السيارات، في إستراتيجية التسعير التي تتبع شي إن.
وقال “في معظم الأحيان لا تزال شركات مثل زارا أو إتش آند إم تتوقع اتجاهات الموضة، وتطلب هذا المنتج مسبقًا قبل فترة تتراوح بين ثلاثة إلى 12 شهرًا من البيع، وتلتزم بكميات كبيرة إلى حد ما من الطلبات”.
إستراتيجية شين الرئيسية تتمثل في الاستفادة من شبكة من الموردين المقيمين إلى حد كبير في الصين
وخلصت إحدى الدراسات، التي أجريت العام الماضي، إلى أن الشركة الصينية تتلقى الطلبات عادةً في غضون خمسة إلى سبعة أيام ويمكنها بعد ذلك إرسال المنتجات مباشرة إلى المستهلكين عبر الشحن الجوي.
ويستغرق الشحن ما يصل إلى أسبوعين اعتمادا على المنتج وموقع المتسوق. ومع ذلك يرى شنغ لو أستاذ دراسات الموضة والملابس في جامعة هارفارد أن نموذج البيع المباشر للمستهلك يمنح شي إن ميزة.
وقال إن الشركة تتفوق “على تجار التجزئة الفعليين، الذين يجب عليهم توزيع الملابس عبر شبكة عالمية من المتاجر والحفاظ على مخزون تلك المواقع”.
وأوضحت باتريشيا سيفوينتس، كبيرة المحللين في قسم الأوراق المالية في شركة بيستنيفر، التي تمتلك أسهما في إنديتكس، أن سرعة التسليم تعد ميزة أساسية لشركة زارا مقارنة بشركتي أتش آند أم وشي إن.
وقالت “كلما استلم الزبون الثوب مبكرًا قلّت احتمالات إعادته. لذلك تريد إنديتكس أن تكون الأسرع في إرسال المنتج إليك، ولكن أيضًا إذا لم يعجبك فهي تريد إعادته إلى النظام كما هو مطلوب؛ في أسرع وقت ممكن لتعظيم فرص بيعه بالسعر الكامل”.
وخلال اثنى عشر شهرا حتى نهاية نوفمبر الماضي جلبت زارا 40 ألف منتج جديد وأتش آند أم 23 ألفا إلى السوق الأميركية، وفقًا لبيانات من لو.

وتحلل البيانات “وحدات حفظ المخزون” لكل بائع تجزئة، المستخدمة لتحديد المنتجات الفردية، بما في ذلك الأحجام المختلفة لنفس الملابس.
وقدمت شي إن 1.5 مليون منتج خلال نفس الفترة، أي 37 مرة أكثر من زارا و65 مرة أكثر من أتش آند أم.
وبينما لا تزال الشركتان تعملان مع الموردين في الصين، فإن إنديتكس وأتش آند أم لديهما قواعد تصنيع كبيرة في بلدان أخرى.
وفي عام 2022 كان 98 في المئة من إنتاج إنديتكس يتمركز في 12 دولة، بما في ذلك البرتغال والمغرب وتركيا وإسبانيا، حيث يقع المقر الرئيسي للشركة.
وقال متحدث باسم شركة أتش آند أم إن “بنغلاديش، إلى جانب الصين، تعتبر أكبر سوق لإنتاج الملابس لديها”.
ورفضت شركة شي إن التعليق على شبكة الموردين الخاصة بها، لكن سجلات الاستيراد الأخيرة تظهر أن جميع منتجاتها المستوردة بكميات كبيرة إلى الولايات المتحدة تقريبًا جاءت من الصين.