شيطان التفاصيل يتربص باتفاق السلام بين طالبان وواشنطن

أشرف غني: لا إفراج عن سجناء حركة طالبان قبل بدء المحادثات الأفغانية – الأفغانية.
الاثنين 2020/03/02
اتفاق هش

كابول – يهدد شيطان التفاصيل الاتفاق الذي تم توقيعه بين حركة طالبان الأفغانية والولايات المتحدة مساء السبت في الدوحة بعد مفاوضات طويلة. فبعد مرور أقل من 24 ساعة على توقيع الاتفاق بدأت الخلافات تظهر بين طالبان والحكومة الأفغانية.

ويضع الاتفاق إطارا زمنيا مدته 14 شهرا لانسحاب جميع القوات الأجنبية من أفغانستان، إذا التزمت طالبان بعدّة تعهّدات من بينها فك ارتباطها بالتنظيمات المتشددة، وانخرطت في محادثات مع كابول من أجل التوصل إلى اتفاق سلام أوسع نطاقا.

وظهرت الأحد خلافات بشأن إطلاق سراح سجناء حيث تريد طالبان إطلاق خمسة آلاف من سجنائها، وهو ما تقول إنه مضمّن في الاتفاقية، لكن الرئيس الأفغاني أشرف غني صرح  بأنه لا يوجد التزام بالإفراج عن سجناء طالبان قبل بدء المفاوضات الأفغانية – الأفغانية في العاشر من مارس الجاري.

ورغم أن الاتفاق ينص على إطلاق الحكومة سراح خمسة آلاف من سجناء طالبان وإطلاق الحركة لسراح ألف شخص قبل بدء المحادثات، أشار إعلان آخر نشرته الولايات المتحدة والحكومة الأفغانية إلى أن مناقشة إطلاق سراح المسجونين ستتم خلال المحادثات.

وقال الرئيس غني في مؤتمر صحافي إن إطلاق سراح السجناء يمكن أن يتم في إطار أجندة المفاوضات، وليس كشرط مسبق لها. وتؤكد طالبان أنه ينبغي أن يتم إطلاق سراحهم قبل المحادثات كون الأمر مدرجا في الاتفاق.

ووفقا لغني، سافر وفد حكومي أفغاني إلى الدوحة لبحث جدول أعمال المفاوضات ولإدراج إطلاق سراح السجناء عليه. وأضاف أن الولايات المتحدة بإمكانها تسهيل المحادثات، إلا أنه ليس من سلطتها الإفراج عن سجناء.

وتعزز هذه الخلافات التحذيرات التي أطلقها مراقبون غداة التوقيع على الاتفاق بعدم المبالغة في التفاؤل والتأكيد على أن الاتفاقية ما زالت تحت الاختبار، رغم التنازلات التي قدمها كلا الطرفين.

ويرى هؤلاء أن التوازن الذي تبدو عليه الاتفاقية في شكلها لا يبدد المخاوف من إمكانية تعثر تنفيذ بنودها لاسيما مع بدء المفاوضات الداخلية.

وبحسب المراقبين فإن عقبات كبرى ما زالت تعيق تحقيق السلام الدائم في البلد، ومن هذه العقبات انعدام الثقة بين الطرفين اللذين يتبادلان الاتهامات بالمسؤولية عن ضخامة الخسائر في الأرواح خلال الحرب، وهو ما من شأنه التأثير على المفاوضات الأفغانية – الأفغانية.

ويقلل الأفغانيون بدورهم من إمكانية نجاح الاتفاق حيث تقول نسيمة، التي تعيل أربعة أولاد، لوكالة رويترز إن احتمال إقامة سلام دائم في أفغانستان أمر يصعب تصديقه.

ونسيمة (45 عاما)، التي قتل زوجها ناصر أحمد في تفجير شاحنة ملغومة بكابول تردد أن حركة طالبان تقف وراءه، واحدة من آلاف المكلومين الذين فقدوا أحبة في بلد أرهقته الحرب لمدة 19 عاما وأصبحوا ينظرون إلى اتفاق السلام الموعود بعين الشك والأمل في آن واحد.

الأفغانيات متخوفات من دفع ثمن السلام إذا عادت طالبان
الأفغانيات متخوفات من دفع ثمن السلام إذا عادت طالبان

ويشكك كثيرون في مدى التزام حركة طالبان بفك ارتباطها بتنظيم القاعدة، كما أن تحفظ الحركة على إعادة انتخاب أشرف غني قد يعيق المفاوضات الداخلية.

وكانت حركة طالبان أكدت عقب الإعلان عن نتائج الانتخابات الرئاسية، أنها تعارض عملية الانتخابات التي جرت تحت ما وصفته بـ”الاحتلال” وترفض أيضا إعلان فوز أشرف غني.

وأكد الناطق باسم الحركة ذبيح الله مجاهد، في بيان أن “الشعب الأفغاني سيقرر بشأن مصيره بعد إنهاء الاحتلال، وسيعمل من أجل تشكيل حكومة إسلامية”، مشيرا إلى أن “إعلان فوز غني لا جدوى منه، ولن يحل معضلة أفغانستان”.

وفي حين يستند بعض المتفائلين على الالتزام باتفاق “خفض العنف” الذي أدى إلى تراجع في عدد الهجمات في أنحاء أفغانستان خلال الأسبوع الذي سبق التوقيع، وهو ما يعكس نوعا من الجدية في البحث عن السلام، يرى مراقبون أن استمرار الالتزام بوقف إطلاق النار رهين نجاح مسار المحادثات الداخلية.

1