شيخ جنكي يرى تأثيرا لمسار العلاقات الإيرانية - الأميركية على الانتخابات العراقية

أربيل (إقليم كردستان العراق) - توقّع السياسي الكردي العراقي لاهور شيخ جنكي أن يكون للتجاذبات الجارية بين الولايات المتحدة الأميركية وتطور العلاقات بينهما في مسار غير معروف النهاية، تأثير مباشر على الانتخابات المنتظرة في العراق لشهر نوفمبر القادم.
وذهب بتوقعاته حدّ ترجيح أن لا تجري تلك الانتخابات التي يوليها العراق أهمية بالغة في سياق الحفاظ على استقراره وتماسك نظامه، في حال لم تتوصّل واشنطن وطهران إلى اتفاق من خلال مسار المفاوضات التي بدأتاها مؤخرا بشكل غير مباشر في سلطنة عمان.
ويحيل كلام شيخ جنكي الذي يرأس حزبا حديث التأسيس يحمل اسم جبهة الشعب على شدّة الارتباط العراقي بكل من إيران والولايات المتحدة على حدّ سواء ما يعرّضه بشدّة لتأثيرات سياسة كل منهما وتوجهاتها.
وقال رئيس الجبهة لموقع “رووداو” الإخباري إنه في حال لم تتوصل طهران وواشنطن إلى اتفاق فالانتخابات العراقية “قد لا تجرى” أو قد “تخلق لها مشاكل”، مشيرا إلى أنّ الأمر يعتمد على مآل المفاوضات بين الطرفين ونتائجها.
وعن تأثير عدم التمكّن من إتمام الاستحقاق الانتخابي على الوضع الداخلي في العراق، استبعد شيخ جنكي أن يحدث فراغ دستوري في البلد، لكنّه لم يستبعد في مقابل ذلك أن تحدث فوضى.
وأكّد قوله “بصراحة مما أعلمه إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق بين إيران وأميركا فسيواجه العراق أنواعا مختلفة من المشاكل.”
وبشأن مشاركة حزبه في المناسبة الانتخابية قال إن الحزب بصدد الاستعداد لذلك.
تهديدات واشنطن للفصائل المسلحة جدية لأنها تشكل خطرا على المصالح الأميركية وسيتعين كبح جماحها بالرضا أو بالقوة
ويتحدّر لاهور شيخ جنكي سياسيا من الاتحاد الوطني الكردستاني الذي كان يتشارك رئاسته مع ابن عمّه بافل جلال طالباني قبل أن يستأثر الأخير برئاسة الحزب ما دفع شيخ جنكي لتأسيس حزبه المستقل عن الاتحاد وقد شارك به لأول مرة في الانتخابات البرلمانية الأخيرة لإقليم كردستان العراق وحصل على مقعد واحد في المجلس.
وتطرق شيخ جنكي في حديثه عن قضية التحالفات الكردية الممكنة في الانتخابات العراقية القادمة خصوصا في المناطق المتنازع عليها بين إقليم كردستان والدولة الاتحادية العراقية، معتبرا أنّه “إذا كان أي شيء يصب في مصلحة عدم ضياع أصوات الأكراد في المناطق المتنازع عليها، فأنا أرغب في مشروع كهذا، لأنني في الماضي عندما كانت هناك انتخابات مجالس المحافظات، كان بإمكاني المشاركة أو الفوز بمقاعد أو حرق أصوات الأكراد.”
وتابع قوله، “وجهت مشروعا إلى الحزب الديمقراطي الكردستاني والاتحاد الوطني الكردستاني وجميع الأطراف كي يحاول الأكراد المشاركة بصوت واحد لأنه كانت هناك فرصة أمامهم للحصول على خمسين زائد واحد، وحينها كان بإمكانهم احتضان العرب والتركمان من موقع قوة، لكننا رأينا أنهم لم يفعلوا ذلك.”
وأوضح، “الآن أيضا أي مشروع يخدم زيادة أصوات الأكراد أو منع ضياع أصواتهم في المناطق المتنازع عليها، خاصة في كركوك، أنا مستعد للترحيب بأي مشروع من هذا النوع.”
وأفاد أنه “إذا كان الأكراد مستعدين للنزول بقائمة واحدة في كركوك فأنا مستعد حتى لو لم يكن لدي مرشح، وسأقوم بالحملة لهم من منزل إلى منزل من أجل مشروع توحيد صوت الأكراد،” معتبرا أن “القضية أكبر مني ومن مرشحي ومن حزبي. فهوية أمة تتلاشى شيئا فشيئا وتضيع حقا.”
وعن تهديدات الولايات المتحدة للفصائل المسلحة في العراق رأى رئيس حزب جبهة الشعب أنها جدية لأن الفصائل والمجاميع المسلحة أصبحت تشكل خطرا على مصالح الولايات المتحدة وحلفائها في المنطقة وأنّه سيتعين كبح جماحها بالرضا أو بالقوة.