شنقريحة في البرازيل في أول خطوة نحو بريكس

مشاركة شنقريحة في المعرض والإيحاء بالتحرك لعضوية بريكس عبر استمالة البرازيل يعكسان رغبة جزائرية في البحث عن مجال تحرك جديد بعيد عن المنطقة.
الأربعاء 2023/04/12
السعي لكسر العزلة

الجزائر- يؤدي قائد أركان الجيش الجزائري الجنرال سعيد شنقريحة زيارة إلى البرازيل هي الأولى من نوعها، من أجل المشاركة في معرض الدفاع والأمن “لاد”، الذي تحتضنه مدينة ريو دي جانيرو من الحادي عشر إلى الرابع عشر من أبريل الجاري.

وتأتي زيارة شنقريحة إلى البرازيل في خضم تحولات وتطورات جيوسياسية متسارعة، حيث أفرزت الأزمة الأوكرانية توازنات جديدة في العلاقات الدولية، ومست الجزائر، بوقوعها تحت طائلة ضغوط بين طرفي النزاع من أجل ضمان ولائها لهذا المعسكر دون ذاك.

ويرى متابعون أن مشاركة شنقريحة في المعرض والإيحاء بالتحرك لعضوية بريكس عبر استمالة البرازيل يعكسان رغبة جزائرية في البحث عن مجال تحرك جديد بعيد عن المنطقة التي تعيش فيها على وقع عزلة واضحة في علاقاتها المغاربية والأوروبية.

وبغض النظر عن الأهمية التسويقية لإمكانيات مجال الدفاع والأمن بمختلف تشعباته وتفرعاته في المعرض، فإن طابع المجاملة لا يخلو من زيارة الجنرال شنقريحة إلى البرازيل، على اعتبار الأخيرة واحدة من أعضاء مجموعة بريكس التي تقدمت الجزائر بطلب للانضمام إليها.

◙ الحضور الجزائري في معرض "لاد" 2023 لا يتعدى حدود فضول الزائر والباحث عن صفقات سياسية وعسكرية

ويبدو أن الجزائر مطمئنة لموقف البرازيل، بحسب ما ألمح إليه الرئيس عبدالمجيد تبون في آخر تصريح له لوسائل إعلام محلية، حينما كشف عن “ترحيب القوى الكبرى المكونة لمجموعة بريكس بطلب الانضمام الذي أودعته بلاده، فموسكو وبكين وجنوب أفريقيا رحبت بالفكرة، وأن قدوم لولا داسيلفا للرئاسة في البرازيل يساعد كثيرا الموقف الجزائري، بسبب التقارب والعلاقات المميزة التي تربط الطرفين”.

ومنذ الإعلان عن تخصيص السلطة الجزائرية لنحو 23 مليار دولار لفائدة وزارة الدفاع، قبل أن تخفض إلى حوالي 18 مليار دولار، وهو في العموم ما يشكل ربع الموازنة السنوية التي اعتمدتها الدولة خلال العام الجاري، سلطت الأضواء على شؤون التسليح والدفاع لدى الجزائر، للاستفادة من مشروع تحدثت فيه القيادة العسكرية عن تخصيص 10 مليارات دولار لتجديد الأسطول العسكري وإمكانياته اللوجستية.

وذكر بيان لوزارة الدفاع الجزائرية أن “الفريق أول سعيد شنقريحة، رئيس أركـان الجيش، سيشرع ابتداء من الاثنين في زيارة رسمية إلى البرازيل، وأنه سيحضر كممثل عن رئيس الجمهورية عبدالمجيد تبون، القائد الأعلى للقوات المسلحة، وزير الدفاع الوطني، فعاليات الطبعة الثالثة عشرة من معرض الدفاع والأمن المقرر تنظيمها بريو دي جانيرو في الفترة الممتدة من الحادي عشر إلى الرابع عشر من أبريل الجاري”.

وأضاف البيان “هذه الزيارة، التي تندرج في إطار تعزيز التعاون بين الجيش الجزائري والقوات المسلحة البرازيلية، ستمكن الطرفين من التباحث حول المسائل ذات الاهتمام المشترك”.

ولفت البيان إلى أنه “بدعوة من اللواء روي شاغاس ميسكيتا، أمين منتجات الدفاع البرازيلي، يشرع الفريق أول سعيد شنقريحة، رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي، في زيارة رسمية إلى جمهورية البرازيل الاتحادية، لحضور كممثل عن السيد رئيس الجمهورية، القائد الأعلى للقوات المسلحة، وزير الدفاع الوطني، فعاليات الطبعة الثالثة عشرة من معرض الدفاع والأمن ‘لاد’ 2023”.

ويعقد معرض “لاد” للدفاع والأمن كل عامين في مدينة ريو دي جانيرو، وتعرض فيه أحدث التقنيات والمعدات والمنتجات والخدمات الدفاعية والأمنية لكبرى الشركات المصنعة والموردين في جميع أنحاء العالم.

◙ رغبة جزائرية في البحث عن مجال تحرك جديد بعيد عن المنطقة التي تعيش فيها على وقع عزلة في علاقاتها المغاربية والأوروبية

وتذكر وثيقة نشرت على موقع التظاهرة أنه “بعد تعذر تنظيمه سنة 2021 بسبب جائحة كورونا، سيجتمع خبراء الدفاع وصناع القرار والعسكريون وممثلو الحكومات، والصناعيون والزوار الدوليون لمناقشة الاتجاهات والابتكارات في مجال الدفاع والأمن”.

وأشارت الوثيقة إلى أن “المعرض سيغطي مختلف مجالات الدفاع والأمن، بما في ذلك الدفاع البري والجوي، والأمن الداخلي، والأمن العام، والحدودي، والسيبراني، وأنظمة الاتصالات، وتقنيات الاستخبارات، والأمن البحري”.

ويبدو أن الحضور الجزائري في معرض “لاد” 2023 لا يتعدى حدود فضول الزائر والباحث عن صفقات سياسية وعسكرية، لأن بيان وزارة الدفاع لم يتحدث عن مشاركة الوفد الجزائري في أي من الصناعات العسكرية، واكتفى بعرض لائحة الرتب المشاركة بقيادة الفريق أول شنقريحة، الأمر الذي يبقي الجزائر في خانة الزبون فقط، فالمعرض يتيح لقادة هيئة الأركان معاينة وبحث فرص إبرام صفقات جديدة.

ويرى مراقبون أنه لا يمكن قراءة المشاركة الجزائرية بمعزل عن رغبة القيادة السياسية في إقناع نظرائها في البرازيل بدعم عضوية الجزائر، ولو أن المسألة ليست بالسهولة التي كان ينتظرها بعض أنصار السلطة، فقد اعترف الرئيس تبون، في حوار مع قناة الجزيرة القطرية، بأن “العضوية تكون على مراحل وقد تبدأ من صفة شكلية، في انتظار تحقيق الشروط الدنيا في الجوانب الاقتصادية والتجارية والتنموية”.

وعادة ما يحظى معرض “لاد” للدفاع والأمن، الموصوف بـ”الأكبر من نوعه في أميركا الجنوبية”، بحضور معتبر لشركات إنتاج السلاح والمعدات والوسائل التكنولوجية المتطورة، تكون في الغالب في حدود 500 شركة، وحوالي أربعة آلاف مشارك.

1