شكوك في وقوف عناصر من حماس وراء محاولة استهداف الضيف

غزة- أفاد راديو الجيش الإسرائيلي السبت أنه تم استهداف محمد الضيف، القائد العسكري لحركة حماس، في غارة جوية في منطقة خان يونس جنوب قطاع غزة، وهو ما يطرح التساؤلات حول كيفية وصول إسرائيل إليه.
وإذا صح مقتل الضيف فإن هناك شكوكا في أن هناك من في حماس من سرّب موقعه ليساعد إسرائيل على تحقيق هدفها بقتل قيادات حماس المحسوبة على الصقور، في وقت تسود فيه قناعة واسعة لدى سكان غزة بمن فيهم أنصار حماس وقادة الصف الثاني فيها بأن على الحركة أن تسارع إلى القبول بالهدنة وتخفيف المعاناة المستمرة لأشهر.
وتنقسم المواقف داخل حماس إلى قسمين، الأول يريد المسارعة بالاتفاق مع إسرائيل لإنهاء القتال ولو بشكل مؤقت، ويمثل الأغلبية، والثاني يتمسك باستمرار الحرب بقطع النظر عن الخسائر في الأرواح وحجم الدمار، والمهم عنده أن تحصل حماس على مكاسب سياسية من هجوم السابع من أكتوبر.
ويعتقد مراقبون لمسار الخلافات داخل الحركة بأن تيار الأغلبية لم يجد من حل لإقناع تيار الصقور ومن بينه يحيى السنوار زعيم حماس في غزة ومعاونوه البارزون وبينهم الضيف، ولا يستبعد أن يلجأ إلى خيار تصفيتهم بتسريب مواقعهم لإسرائيل من أجل تمهيد الطريق أمام القيادة السياسية الموجودة بالخارج للتوصل إلى هدنة تحفظ مكاسب الحركة وخاصة مكاسب حلفائها مثل قطر.
ولم يتضح بعد ما إذا كان الضيف قد أصيب في الغارة، ووضعه الحالي غير معروف، بحسب صحيفة جيروزاليم بوست الإسرائيلية في موقعها الإلكتروني.
وذكرت صحيفة هاآرتس أن مصادر بالجيش الإسرائيلي تعتقد أن الضيف لقي حتفه في الهجوم الذي قالت حركة (حماس) إنه استهدف منطقة المواصي الإنسانية بوسط قطاع غزة.
وذكرت حماس في بيان أن مزاعم إسرائيل استهداف زعماء الحركة زائفة وتهدف إلى تبرير الهجوم.
وقال الجيش الإسرائيلي إن الهجوم على الضيف استهدف أيضا رافع سلامة قائد كتيبة خان يونس، ووصف الجيش سلامة والضيف بأنهما من العقول المدبرة لهجوم السابع من أكتوبر الذي أشعل الحرب المستمرة منذ تسعة أشهر في قطاع غزة.
وكان الضيف قد نجا من سبع محاولات اغتيال إسرائيلية، آخرها في 2021، ويتصدر قائمة المطلوبين في إسرائيل منذ عقود، ويُحمَّل المسؤولية عن وفاة العشرات من الإسرائيليين في تفجيرات انتحارية.
وقالت وزارة الصحة في غزة إن 71 فلسطينيا على الأقل قتلوا في الهجوم وأصيب 289 آخرون.
وتُصنف منطقة المواصي منطقة إنسانية دأب الجيش الإسرائيلي على حث الفلسطينيين على التوجه إليها بعد إصدار أوامر إخلاء من مناطق أخرى.
ونشر الجيش الإسرائيلي صورة جوية للموقع، وقال إن “إرهابيين يختبئون بين المدنيين” فيه.
وأضاف في بيان “موقع الهجوم منطقة مفتوحة محاطة بأشجار وعدة مبانٍ وملاجئ”.
وقال مسؤول عسكري لصحافيين في إفادة عبر الإنترنت إن المنطقة ليست مجمع خيام، إنما مجمع عمليات تديره حماس، وإن عدة مسلحين آخرين كانوا هناك لحماية الضيف.
وأضاف المسؤول الأمني أنه من غير الواضح ما إذا كان الضيف قد قُتل. وتابع “ما زلنا نفحص ونتحقق من نتائج الهجوم”.
ونُقل الكثير من المصابين في الهجوم إلى مستشفى ناصر القريب الذي قال مسؤولوه إنه صار مثقلا ولم يعد قادرا على العمل بسبب شدة الهجوم الإسرائيلي ونقص حاد في المستلزمات الطبية.
وقال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت إن الوزير يجري مشاورات خاصة في ضوء “التطورات في غزة”. ولم يتضح كيف ستؤثر الضربة على محادثات وقف إطلاق النار الجارية في الدوحة والقاهرة.
◄ تيار الأغلبية لم يجد من حل لإقناع تيار الصقور بقبول التهدئة ما قد يدفعه إلى خيار تصفيتهم بتسريب مواقعهم لإسرائيل
وقال المكتب الإعلامي التابع لحماس إن ما لا يقل عن 100 شخص سقطوا بين قتيل ومصاب “بينهم أفراد وضباط من الدفاع المدني”. وقال الجيش الإسرائيلي إنه ينظر في ما ورد عن ذلك.
ولم يؤكد مسؤول كبير في حماس ما إذا كان الضيف موجودا هناك عند وقوع الغارة، ووصف المزاعم الإسرائيلية بأنها “كلام فارغ”.
وقال سامي أبوزهري رئيس الدائرة السياسية لحماس في الخارج لرويترز “الادعاءات الإسرائيلية هي كلام فارغ لتبرير المجزرة المروّعة وجميع الشهداء هم مدنيون، وما يحدث هو تصعيد خطير لحرب الإبادة في ظل الدعم الأميركي والصمت العالمي”، مضيفا أن الهجوم أظهر أن إسرائيل ليست مهتمة بالتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار.
وقال مسؤولو صحة فلسطينيون إن 10 فلسطينيين على الأقل قُتلوا في هجوم إسرائيلي على مصلى في مخيم الشاطئ للنازحين غرب مدينة غزة.
وأظهرت مقاطع مصورة سيارات إسعاف تهرع نحو المنطقة وسط سحب من الدخان والغبار. وكان نازحون، ومن بينهم نساء وأطفال، يفرون مذعورين، وكان بعضهم يحمل متعلقات.
وقال شهود إن الهجوم كان مباغتا لأن المنطقة كانت هادئة، وإنه تم إطلاق أكثر من صاروخ. وأضافوا أن بعض المصابين الذين تم إجلاؤهم هم من موظفي الإغاثة.
وقالت امرأة تبكي بشدة لم تذكر اسمها “كلهم راحوا.. كلهم راحوا… مضلش حدا”.
وصاحت أخرى “حسبي الله ونعم الوكيل في العالم قبل إسرائيل. أولادنا أشلاء”.
وتقول مصادر من حماس إن الضيف أخذ يرتقي في صفوف الحركة على مدى 30 عاما، إذ طور للحركة شبكة الأنفاق وخبرتها في صنع القنابل.
وفي مارس، قالت إسرائيل إنها قتلت مروان عيسى نائب الضيف. ولم تؤكد حماس ذلك أو تنفيه.