شكوك في التزام الحوثيين بخطة أممية تستهدف منع تجنيد الأطفال في الحرب

خطة العمل الأممية تمنح الحوثيين ستة أشهر لتحديد جميع الأطفال المتواجدين في صفوفهم وتطالب بتسهيل إطلاق سراحهم وإعادة دمجهم في مجتمعاتهم.
الأربعاء 2022/04/20
تجنيد الأطفال في الحرب

صنعاء- وقّعت الأمم المتحدة والمتمرّدون الحوثيون في العاصمة اليمنية صنعاء “خطة عمل” تهدف إلى منع تجنيد الأطفال في الحرب وحماية المرافق التعليمية، وسط شكوك في مدى التزام المتمردين بتنفيذها.

ويتهم الحوثيون بتجنيد الأطفال للقتال في نزاعهم ضد الحكومة المعترف بها دوليا منذ بداية الحرب في العام 2014.

وكان تقرير لخبراء المنظمة قُدم لمجلس الأمن الدولي ونشر في يناير، قال إنه يمتلك قائمة تضم 1406 أطفال تتراوح أعمارهم بين 10 و17 عاما، جنّدهم المتمردون ولقوا حتفهم في الحرب سنة 2020.

وقالت الأمم المتحدة في بيان إنّ هدف خطة العمل التي جرى التوقيع عليها في صنعاء “حماية الأطفال ومنع الانتهاكات الجسيمة بحقهم (…) وحظر تجنيد واستخدام الأطفال في النزاعات المسلحة، بما في ذلك في أدوار الدعم”.

فيرجينيا غامبا: أصعب جزء من الرحلة يبدأ الآن

وتمنح خطة العمل الحوثيين الذين يسيطرون على العاصمة ومناطق شاسعة في شمال وغرب اليمن، ستة أشهر “لتحديد جميع الأطفال دون سن 18 المتواجدين في صفوفهم”، وتطالب “بتسهيل إطلاق سراحهم وإعادة دمجهم في مجتمعاتهم”.

وتتضمّن الخطة كذلك “أحكاما لمنع قتل الأطفال وتشويههم وحماية المرافق الصحية والتعليمية وموظفيها”.

تسبّبت الحرب في اليمن بمصرع أكثر من 377 ألف شخص بشكل مباشر أو غير مباشر، وفق الأمم المتحدة، أي أنهم قضوا إما في القصف والقتال وإما نتيجة التداعيات غير المباشرة للحرب مثل الجوع والمرض ونقص مياه الشرب.

وبحسب معطيات الأمم المتحدة، جرى قتل أو تشويه “أكثر من 10200 طفل” في الحرب، وتم التحقق من تجنيد ما يقرب من 3500 واستخدامهم في اليمن منذ بداية النزاع الذي دخل عامه الثامن مؤخرا.

كما بات ما يزيد عن 2500 مدرسة في البلاد غير صالحة للاستخدام، بحسب الأمم المتحدة، إذ تم تدميرها أو تحويلها لأغراض عسكرية أو استخدامها كمراكز إيواء للنازحين.

ويرى مراقبون أنه من غير المتوقع أن يلتزم المتمردون بتنفيذ الخطة، لاسيما في حال استعرت الحرب مجددا، وهذه المرة لن تكون كسابقاتها، بعد توحيد صفوف القوى المناوئة للمتمردين ضمن مجلس رئاسي جديد.

وقالت الممثلة الخاصة للأمين العام المعنية بالأطفال والصراع المسلح فيرجينيا غامبا في بيان التوقيع على خطة العمل إنّ “أصعب جزء من الرحلة يبدأ الآن”، داعية إلى أن “تنفذ خطة العمل تنفيذا كاملا وأن تؤدي إلى إجراءات ملموسة لتحسين حماية الأطفال في اليمن”.

ودخلت في بداية الشهر الحالي، هدنة حيز التنفيذ بوساطة من الأمم المتحدة، على أن تستمر لشهرين. وتعمل المنظمة الأممية على تحويلها إلى هدنة دائمة، لكن تحقيق هذا الهدف يحتاج إلى تنازلات صعبة من الطرفين.

3