شكوك بشأن نجاح اجتماع أمناء الفصائل الفلسطينية في القاهرة

القدس - يشكك محللون ومراقبون فلسطينيون بنجاح اجتماع الأمناء العامين للفصائل الفلسطينية في العاصمة المصرية القاهرة يوم الثلاثين من يوليو الجاري، في ظل اتساع الهوة بين الأطراف الفلسطينية وفقدان الأرضية المشتركة بينها.
ويقول المحللون والمراقبون إن الفصائل الفلسطينية لا تريد إلغاء أو تأجيل الاجتماع في ظل الهوة الكبيرة حتى لا تتحمل المسؤولية أمام الشعب الفلسطيني بالظهور بمظهر غير المعني بالوحدة، في الوقت الذي تزداد الحاجة إليها.
واشترط الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي زياد النخالة، الأحد، الإفراج عن المعتقلين في سجون السلطة الفلسطينية بالضفة الغربية، لحضور حركته اجتماع الأمناء العامين للفصائل الفلسطينية في القاهرة المزمع عقده نهاية يوليو الجاري، لبحث وضع حد للانقسام الفلسطيني والمصالحة الداخلية بمشاركة حركة حماس وباقي الفصائل. وقال النخالة "لن نذهب إلى اجتماع الأمناء العامين في القاهرة قبل الإفراج عن إخواننا المجاهدين (المعتقلين السياسيين) في سجون السلطة الفلسطينية".
ولم يصدر تعليق فوري من السلطة الفلسطينية حول الأمر، غير أن محافظ جنين أكرم الرجوب قال في السابع عشر من يوليو الجاري إن اعتقالات طالت “مجموعة من الخارجين عن القانون اعتدت على مركز شرطة بلدة جبع وأحرقت جزءا كبيرا منه، إضافة إلى مركبة شرطة، مستغلة انشغال الحالة العامة بما تتعرض له جنين ومخيمها”.
وفي الحادي عشر من يوليو الجاري، قال النخالة إن "الاعتقالات التي تقوم بها السلطة ضد كوادر وأعضاء حركة الجهاد الإسلامي بالضفة الغربية تعرّض لقاء الأمناء العامين القادم للفشل".
وفي العاشر من يوليو الجاري، وجّه الرئيس الفلسطيني محمود عباس دعوة للأمناء العامين للفصائل الفلسطينية لعقد اجتماع طارئ، في أعقاب عملية عسكرية إسرائيلية استمرت نحو 48 ساعة في مدينة جنين ومخيمها شمالي الضفة، استخدمت فيها مروحيات وطائرات مسيرة وقوات برية بداعي ملاحقة "مسلحين".
وقال الكاتب والمحلل السياسي راسم عبيدات من الضفة الغربية إن اجتماع الأمناء العامين للفصائل الذي يفترض أن يشكل مدخلا هاما لمعالجة الشأن الداخلي الفلسطيني وكيفية إدارة الصراع مع إسرائيل، لابد من ضرورة توفير عناصر النجاح له وتوفير ضمانات تنفيذ ما يتم التوافق عليه من مخرجات.
وأضاف عبيدات أن الأمناء العامين للفصائل عليهم الخروج عن المألوف بعدم استخدام نفس العبارات والمصطلحات السابقة، لأنها حتما ستقود إلى الفشل وتعميق الأزمة والفراق في الساحة الفلسطينية في ظل حكومة إسرائيلية يمينية.
وتابع أن المشاركين في الاجتماع مطالبون بوقف العمل بالمرحلة الانتقالية لاتفاق "أوسلو" الموقع بين منظمة التحرير الفلسطينية وإسرائيل عام 1993، بما يعني سحب الاعتراف بإسرائيل والوقف التام لكافة أشكال التنسيق الأمني معها والخروج من التبعية الاقتصادية لها.
ويرى عبيدات أن "فشل اجتماع الأمناء العامين للفصائل يعني أن الساحة الفلسطينية ستدخل في المزيد من الأزمات والخلافات والانقسامات وتعمق حالة السخط الشعبي وفقدان الثقة بالفصائل وجعل أي حوار قادم بدون جدوى".
◙ الفصائل الفلسطينية لا تريد إلغاء أو تأجيل الاجتماع في ظل الهوة الكبيرة حتى لا تتحمل المسؤولية أمام الشعب الفلسطيني بالظهور بمظهر غير المعني بالوحدة
وقال الكاتب مصطفى إبراهيم من غزة “لا توجد معلومات حول الأجندة والقضايا التي ستتم مناقشتها في الاجتماع، وعناوينه ضبابية، في غياب الحقيقة وتعطل مسار المصالحة، وعليه فإن قادة الفصائل مطالبون بالتراجع عن السياسات التي تزيد من حالة التوتر ووقف الاعتقالات السياسية وتهدئة الساحة".
وتابع أن البعض من النخبة الحاكمة مرتبطون بمصالحهم الخاصة، مع عدم نسيان سياسات الاحتلال الإسرائيلي في تدمير حياة الفلسطينيين وإفقارهم، وأن هناك فلسطينيين يعيشون أوضاعا اقتصادية صعبة وتزايد معدلات البطالة والفقر بنسب كبيرة.
ويرى أن العودة من القاهرة أضعف وأشد انقساما سيكلف الكثير سياسيا واقتصاديا واجتماعيا والمزيد من التحريض والكراهية والخضوع لسياسة الاحتلال وشروطه، والاكتفاء بما يقدمه من تسهيلات اقتصادية يبقي الناس بين الحياة والموت.
وأشار إلى أن العودة من القاهرة دون نتائج ستخلق المزيد من خيبات الأمل للفلسطينيين والمحبين لفلسطين والداعمين لها ومنح المطبعين فرصة أخرى لتعزيز العلاقة مع إسرائيل، لأننا لم نستطع تقديم النموذج لإدارة شؤوننا والوجه الحقيقي للشعب الفلسطيني الذي يسعى للحرية وتقرير مصيره.