شروط ترجئ تسليم تركيا دفعة إضافية من "أس-400"

روسيا تفاجئ تركيا بطلبات قبل تزويدها بدفعة جديدة من منظومات "إس – 400" وتؤكد أن المفاوضات مع أنقرة مستمرة لكنها لا تجري بشكل نشط.
الثلاثاء 2020/03/17
تزويد تركيا بدفعة إضافية رهين مشاركتها في عمليات الإنتاج

موسكو- أعلنت روسيا الاثنين أنها تتوقع التوصل إلى اتفاق مع تركيا حول تزويدها بدفعة جديدة من منظومات “إس – 400” للدفاع الجوي قريبا في خطوة مفاجئة خاصة في ظل تصاعد التوتر بين البلدين على العديد من الملفات على غرار سوريا وكذلك تهديد الأميركيين بفرض عقوبات على أنقرة بسبب هذه المنظومة.

وأشارت روسيا في تصريحات على لسان مسؤوليها إلى أن تزويد تركيا بدفعة إضافية رهين مشاركتها في عمليات الإنتاج وهو ما سيكون بمثابة المغامرة التي يصعب التكهن بنتائجها وفقا لمراقبين.

وقال مدير الهيئة الفيدرالية الروسية للتعاون العسكري التقني دميتري شوجاييف، في حديث لوكالة “إنترفاكس” نُشر الاثنين، إن “مسألة الدفعة الإضافية من منظومات “إس – 400” لتركيا موجودة في الأجندة، وهي لم ترحل، ونعمل حاليا على التنسيق بشأن محتويات المنظومات وموعد التوريد والشروط الأخرى”.

وأضاف شوجاييف “اليوم تستمر العملية التفاوضية، ونأمل في أن نتوصل إلى نقاط مشتركة في المستقبل المنظور”.

وفي هذا الصدد نوّه المسؤول الروسي إلى أن تزويد تركيا بمنظومات جديدة يتطلب مشاركة معينة من قبلها في عملية إنتاج المنظومات، لكنه امتنع عن كشف أيّ تفاصيل.

تركيا أصبحت تسعى لامتلاك منظومة دفاعية مستقلة عن الناتو وهو ما يعزز توجس الدول الأعضاء بالحلف ما قد يعرض أنقرة لعقوبات اقتصادية قاسية

وأوضح المسؤول الروسي “النقطة الوحيدة التي أستطيع تأكيدها تتمثل في أنّ هذا التعاون لن يأتي بأيّ ضرر بالنسبة إلى أمننا الوطني، فكل الجوانب مدروسة”.

وفاجأت روسيا تركيا بهذه الطلبات خاصة أن البلدين كانا على شفير مواجهة عسكرية في محافظة إدلب السورية بعد أن هاجم الجيش السوري نقاط مراقبة تركية في إطار عملية عسكرية لتطهير المدينة من الفصائل المسلحة والمعارضة التي  تتخذ من إدلب آخر معاقلها.

وذكر المسؤول الروسي أن المفاوضات مع تركيا حول شرائها المحتمل لمقاتلات روسية من طراز “سو – 35” مستمرة، لكنها لا تجري بشكل نشط وتتمحور حول تدقيق بعض الجوانب التقنية، مشيرا إلى أنه لا يتوقع توقيع أيّ صفقة خاصة بهذه الطائرات قريبا.

وتسلمت تركيا منظومات صواريخ من طراز “إس – 400” خلال عام 2019، وجرى تنفيذ هذه الصفقة وسط معارضة شديدة من قبل الولايات المتحدة، التي ردت على ذلك بتعليق مشاركة أنقرة في برنامج مقاتلات “إف – 35”، معتبرة أن موقف تركيا سيضر بالتعاون بين البلدين.

وترى واشنطن أن هذه المنظومة الروسية تمثل خطرا على سلاح جو حلف شمال الأطلسي (الناتو)، وتوعدت تركيا بفرض عقوبات عليها.

وبعد اشتداد الخناق عليها في سوريا طلبت تركيا هذا الشهر نشر صواريخ باتريوت الأميركية للدفاع الجوي بعيد المدى على حدودها الجنوبية مع سوريا لمساعدتها في مواجهة هجوم مقاتلات الجيشين السوري والروسي معا بعد أن لقي 36 جنديا تركياً مصرعهم في واقعة واحدة.

وبالرغم من أن مسؤولين أتراك قالوا إن بلادهم طلبت دعما من واشنطن فإن  الولايات المتحدة أكدت أن تركيا لم تطالب إلا بمساعدات إنسانية لفائدة أهالي إدلب المتضررين من الحرب لكنها لم تطلب المساعدة العسكرية وهو ما يؤكد التردد الأميركي في منح أنقرة منظومة باتريوت وهي عملية تساوي تسامحا كبيرا معها.

روسيا ترهن تسليم تركيا دفعة إضافية من "أس400-" بمشاركتها في الإنتاج وهو ما سيكون بمثابة المغامرة التي يصعب التكهن بنتائجها

وبعد حملة ضغوط مارستها الولايات المتحدة والدول الأعضاء في حلف الناتو المناهضين لشراء تركيا المنظومة الروسية قالت الحكومة التركية إنها لجأت إليها لأن واشنطن امتنعت عن تقديم شروط تفضيلية لبيع صواريخ باتريوت، مثل نقل التكنولوجيا، مما أجبرها على البحث عن صواريخ “إس – 400” الروسية بدلاً من ذلك. وبدأت تركيا في استلام تلك الصواريخ في يوليو الماضي. ويتم نشر أنظمة الدفاع الجوي طويلة المدى المتطورة هذه في المقام الأول لحماية أنقرة ومن المقرر تفعيلها في أبريل.

ولكن مصادر روسية أفادت في الآونة الأخيرة أن صفقة “إس – 400” لم تشمل قط نقلاً جزئياً للتكنولوجيا.

ويرى مراقبون أن تركيا أصبحت تسعى لامتلاك منظومة دفاعية مستقلة عن الناتو وهو ما يعزز توجس الدول الأعضاء بالحلف ما قد يعرض أنقرة لعقوبات اقتصادية قاسية في المرحلة المُقبلة خاصة إذا قبلت بشراء دفعة إضافية من “أس – 400”.

ويقول خبراء عسكريون إن قبول تركيا بالعرض الروسي سيعني ذلك فقدانها مصداقيتها أمام أعضاء الناتو خاصة وأنها في السابق تعللت بوجود أخطار داخلية تهدد الأمن التركي على غرار الانقلابات والأكراد، أما اليوم فهذه الأسباب قد زالت وفق هؤلاء.

5