شركة ناشئة تغذي ازدهار الزراعة الذكية بالإمارات

مزرعة ذكية تديرها شركة فيجي تك تستخدم التكنولوجيا الحديثة لتوفير حلول مستدامة لمواجهة تحديات الإنتاج التقليدي في البلاد.
الأربعاء 2023/02/08
هكذا تحولون الصحراء إلى مصدر غذاء مستدام

الشارقة (الإمارات) - نجحت الإمارات مجددا في إثبات جدوى خططها المتعلقة بتحقيق الاكتفاء الذاتي من الغذاء عندما عززت رهانها على التكنولوجيا لإنتاج المحاصيل في طبيعة قاسية وظروف مناخية صعبة مع قلة مصادر المياه.

وفي تحد لقسوة الصحراء تستخدم مزرعة ذكية، تديرها شركة فيجي تك الناشئة التابعة لشركة أغرو تيك المتخصصة بالزراعة المائية المبتكرة، التكنولوجيا الحديثة لتوفير حلول مستدامة لمواجهة تحديات الإنتاج التقليدي في البلاد.

وتأسست مزرعة فيجي تك، البالغة مساحتها 240 ألف متر مربع، في العام 2020 وسط صحراء إمارة الشارقة، وتنتج محاصيل على مدار العام باستخدام مزيج من طرق الزراعة التقليدية والذكية.

علي نقاش عباسي: الغشاء المغذي تقنية تجعلنا نحصل على محصول وافر
علي نقاش عباسي: الغشاء المغذي تقنية تجعلنا نحصل على محصول وافر

وفي إحدى منشآتها تنتج مزرعة عمودية من تسعة طوابق الخضروات في بيئة خاضعة للرقابة ودون تربة. ومن خلال تحسين دورات قطف الثمار ونسبة المساحة إلى المحصول، تكون الخضروات الورقية في المزرعة الداخلية جاهزة للقطف كل 27 يوما.

ويقول علي نقاش عباسي المدير الكبير في مزرعة فيجي تك لتلفزيون رويترز “لقد حاولنا تعزيز الأمن الغذائي والاستدامة الغذائية في هذه المنطقة، لذلك نحاول استخدام الحد الأدنى من المياه والمغذيات أيضا”.

ويضيف “يمكنك الآن أن ترى أننا نستخدم تقنية فيلم المغذيات (الغشاء المغذي) ونحن نستخدم الماء مع العناصر الغذائية. وهذه زراعة مائية نشطة، لذلك يمكننا جعل هذا النبات ينمو خلال ما يصل إلى عام واحد”.

وتابع “بالتالي إذا قارنا ذلك بالبيوت المحمية العادية فإنه يمكننا أن نزرع خلال دورة شهر أو شهرين، لكن هنا يمكننا الحصاد لما يصل إلى عام، لنتمكن من الحصول على أكثر من ثلاثين قطفة للمحصول”.

وأشار عباسي خلال حديثه إلى أنه في المزرعة التقليدية يتم حصد ما بين كيلوغرام وكيلوغرام ونصف الكيلوغرام من الكرنب (الملفوف) المجعد الصغير كحد أقصى في المتر المربع الواحد، لكن “هنا نحصد ثلاثة كيلوغرامات يوميا”.

وتتطلب زراعة الفواكه والخضروات لتكون في أبهى صورة بقلب الصحراء دراسة متطلبات النباتات.

وعليه يتم استخدام وصفات إضاءة ليد ومغذيات مخصصة لتقنيات الصوبة من أجل تلبية الاحتياجات التي تسمح بنمو محصول صحي، داخل مختبر تعليمي رقمي في المزرعة.

وعن ذلك يقول دنكان ويرا سينغي، كبير مديري العمليات في فيجي تك، “عندما نحصل على محصول جديد، نقوم بتجربته هنا، ندرس الدورة الكاملة للمحاصيل قبل زراعتها على نطاق تجاري في الصوبة أو في المزرعة العمودية”.

Thumbnail

وعلى الجانب الآخر من الأراضي الصحراوية، سابقا، تنتج خيمة زراعة مائية مستدامة محاصيل باستخدام كميات أقل من الطاقة والمياه والمغذيات من خلال طرق إعادة التدوير وأنظمة الري بالتنقيط المائي.

وأوضح عباسي أنه سيتم استخدام مروحة العادم على منصة تبريد ثابتة الحرارة، لذلك يعاد تدوير الهواء البارد وبالتالي لا يتم إهداره.

وقال “لذلك في الصوب العادية نستخدم ثمانية إلى عشرة كيلوواط من الكهرباء في الساعة، لكن هنا نستهلك 2.2 كيلوواط فقط، والآن يمكنك أن ترى أنها دائرة مغلقة بالكامل”. وأضاف “مثلما يمكننا توفير الطاقة، فإنه بالإمكان توفير استهلاك المياه”.

وشرح أنه لتقليل حاجة النبتة إلى المياه تستخدم المزرعة القش كسماد طبيعي (جزيئات ألياف طبيعية) بنسبة 75 في المئة والبيرلايت (الحجر البركاني) بنسبة 25 في المئة.

وأشار إلى أن “هذه هي الوسائط المتنامية للزراعة المائية وهذا نظام مغلق بالكامل، ويمكننا إعادة تدوير الماء والمغذيات”.

وباستخدام رمل الصحراء كتربة، أنشأت الشركة الإماراتية أيضا مزارع مفتوحة وبيوتا محمية زراعية ذكية لإنتاج أكثر من ستين نوعا من الفواكه والخضروات.

Thumbnail

وأضاف عباسي “نخلط الرمل مع مخلفات الدجاج وروث البقر، لذا فإننا نصنع تركيبة مناسبة، وصفة تمنحنا إنتاجا من النباتات، نخلطها أيضا مع سماد أن.بي.كي كسماد عضوي، نقدم مخلفات السمك حتى نتمكن من الحصول على إنتاج مرتفع بجودة عالية”.

وكان باحثون في المركز الدولي للزراعة الملحية في دبي (إكبا) قد تمكنوا في مايو 2018 من زراعة خضروات تتأقلم مع ملوحة التربة والمياه ضمن ظروف الإمارات باستخدام المياه المالحة الناتجة عن وحدات تحلية المياه المعالجة بمياه عادمة.

واعتبرت الخطوة حينها الأولى من نوعها التي تزرع فيها النباتات الملحية ضمن المناخ الحار في الحقول المفتوحة، وكذلك داخل البيوت الشبكية البسيطة دون استخدام المياه العذبة لتوفير المياه وإدخال هذه المحاصيل ضمن سلة الغذاء المحلية.

وتشجع الحكومة الاتحادية على استخدام مصادر مائية مالحة لزراعة محاصيل غير تقليدية من أجل رفع مستوى الأمن الغذائي وضمان الدخل لدى المزارعين الذين يواجهون تحديات إنتاج المحاصيل في البيئات الحارة والجافة.

وجسدت أفكارها خلال السنوات الأخيرة بتطوير نظم زراعية تتسم بقدرتها على التكيّف مع المناخ وتنوعها الحيوي، وهي ذات تكاليف مقبولة وسهلة الاستخدام.

11