شركة تونسية ناشئة تسعى لترسيخ حلول تدوير النفايات

كوليبري تؤمن خدمات رفع النفايات من المنازل والمؤسسات توفر فرص عمل لثلاثة أشخاص فقط بيد أنها تستند إلى فكرة هامة لأفق طويل الأمد.
الجمعة 2022/01/07
طموحنا تغيير سلوك التونسي

تونس - يرسم مجموعة من الشباب في تونس من خلال شركة ناشئة لم يمض على إطلاقها سوى تسعة أشهر طموحا باتجاه ترسيخ حلول تدوير النفايات بالبلاد بعد أن باتت معضلة حقيقية عجزت أجهزة الدولة عن مواجهتها لقلة الإمكانيات.

وتتطلع شركة كوليبري إلى تجميع جهود شبكة من المواطنين والمؤسسات المسؤولة بيئيا حول فكرة "قم بدورك وسنتولى الباقي" أو باللهجة التونسية "اعمل اللي عليك والباقي علينا"، حتى يتحمل منتجو النفايات القابلة للتدوير مسؤولياتهم.

وتوفر كوليبري التي تأسست في أبريل الماضي وتؤمن خدمات رفع النفايات من المنازل والمؤسسات فرص عمل لثلاثة أشخاص فقط، حتى الآن، بيد أنها تستند إلى فكرة هامة لأفق طويل الأمد.

ويقول سليم بن أحمد مؤسس كوليبري، الذي استلهم اسم شركته من طائر الطنان، لوكالة الأنباء التونسية الرسمية، إن "الفكرة تتمحور حول تغيير عادات التونسيين وسلوكياتهم من أجل بناء مجتمع الغد".

سليم بن أحمد: فكرتنا هي جعل المجتمع مسؤولا بيئيا ثم سنتوسع في أعمالنا

وأضاف “نريد مجتمعا مسؤولا بيئيا، حيث يكون احترام البيئة وفرز النفايات من المصدر والحفاظ على الطبيعة أولويات وليس مجرد شعارات تسويقية”.

وجاءت فكرة إنشاء الشركة التي لم يكشف بن أحمد عن تكلفة إنشائها بهدف القضاء على “النفايات المنتشرة في كل مكان” عكس الشركات الأخرى التي تجمع النفايات في أماكن معينة.

وقال صاحب المؤسسة الناشئة، المتواجدة بالمنطقة الصناعية المغيرة ببن عروس “نرغب في الذهاب إلى المواطنين حيثما كانوا.. إلى مقرات إقاماتهم ومؤسساتهم، ليس كمسدي خدمات ولكن كشركاء يطمحون إلى نسج علاقات وثيقة مع أفراد مسؤولين يتشاركون نفس القيم البيئية”.

ورغم أن بن أحمد الذي يرى أن “تونس أضحت مصبا مفتوحا ومكانا لا يستطاب فيه العيش مع انتشار النفايات في كل مكان”، تابع دراسات أدبية ليحصل على شهادة في الإنجليزية، إلا أنه تحول إلى مهنة يعتبرها “مؤسسة لتونس الغد”.

وقامت الشركة في ديسمبر الماضي بأكثر من 509 عمليات رفع للنفايات، ونجحت في حثّ العديد من المواطنين والمؤسسات والهياكل والمؤسسات التربوية على الانخراط في هذا الجهد، وسط تطلعات بأن توسع أعمالها في الفترة المقبلة.

وعمليا، تبيع الشركة أكياس تجميع نفايات، كبيرة الحجم وقابلة للغسل ولإعادة الاستخدام، وعند امتلائها يقع الاتصال بها عبر الهاتف أو على صفحتها على شبكة فيسبوك، من قبل الشخص أو الشركة قصد رفعها.

وحول عدد فرص العمل التي سيتم توفيرها مستقبلا، اعتبر بن أحمد أن “الأمر يعتمد على التزام المواطنين والمهنيين وتطور شبكة كوليبري”.

الشركة تعتقد أنه من الضروري الاستفادة بشكل أفضل من الوعي الناتج عن جائحة كورونا في ما يتعلق بالقضايا الصحية وتلك المتعلقة بالطبيعة والبيئة

وتابع قائلا إن “الأهم في هذا هو تغيير السلوكيات والعادات شيئا فشيئا والتفكير في جعل البلاد أكثر نظافة من خلال إجراءات مسؤولة ومستدامة. كما أن منهجنا هو توفير فرص عمل ثابتة ولائقة”.

وتعتقد الشركة أن من الضروري الاستفادة بشكل أفضل من الوعي الناتج عن جائحة كورونا في ما يتعلق بالقضايا الصحية وتلك المتعلقة بالطبيعة والبيئة، إذ أن الأزمة الصحية كانت بمثابة صدمة لعدد كبير من السكان ولفتت الانتباه إلى الحفاظ على الطبيعة والبيئة.

وترى أنه من الضروري التفكير الآن في التأثير الاجتماعي والمسؤولية البيئية كأولويات وليس كمجرد خطوات تكميلية، وفق صاحب المؤسسة الناشئة، التي تعتزم التحرك وفق تمشّ بيئي مسؤول وفي إطار شبكة “عائلة كوليبري” تؤمن بالعدالة الاجتماعية وبالحق في بيئة سليمة وتونس أفضل.

وفي تونس، التي تنتج حوالي 2.6 مليون طن من النفايات سنويا، 63 في المئة منها نفايات عضوية و9.6 في المئة نفايات بلاستيكية، حسب الوكالة الوطنية للتصرف في النفايات، فإن الأسلوب الأكثر انتشارا هو طمر النفايات.

ورغم بلوغ العديد من مصبات النفايات الكبيرة طاقتها القصوى والمشاكل التي تسببها تقنية الطمر، فإن خيارات إعادة التدوير لا تزال غير معمول بها على مستوى الخدمات العامة، لذلك فإن المبادرة الخاصة تشكل بديلا لتشجيع مقاربة جديدة للتصرف في النفايات يضع الأسس لاقتصاد دائري يجمع بين الضروري والممتع.

11