شركات طيران خليجية تسعى للتوسع في أسرع الأسواق نموا

الهند تمتنع عن زيادة حقوق الحركة الجوية مع الشرق الأوسط.
الأربعاء 2023/03/22
رحلة أخرى إلى السماوات المفتوحة!

دخلت مساعي شركات الطيران الخليجية لتعزيز نشاطها خلال المرحلة المقبلة منعطفا مفاجئا، بعدما تمسكت الهند برفض السماح لها بتوسيع عملياتها في أسرع الأسواق الواعدة نموا، خاصة عقب الطلبية الضخمة لإير إنديا والتي جذبت اهتمام المحللين.

نيودلهي - تصطدم شركات طيران خليجية بتحديات لم تكن في الحسبان في طريق خططها التوسعية في الهند، التي أبدى مسؤولوها عدم رغبتهم في السماح لها بزيادة رحلاتها إلى سوق بلدهم خلال الفترة المقبلة.

وحثت شركة طيران الجزيرة الكويتية على هامش قمة للطيران تحتضنها نيودلهي، الهند الثلاثاء على زيادة الحركة الجوية بين البلدين، مكررة طلبا مماثلا قدمته شركة طيران الإمارات لنيودلهي.

وذكر الرئيس التنفيذي لشركة طيران الجزيرة روهيت راماتشاندران أمام قمة كابا الهند للطيران أن عدد المسافرين على متن الرحلات الجوية بين البلدين يبلغ حاليا 12 ألفا أسبوعيا، وهذا لا يتناسب مع الاتجاهات الاقتصادية الحالية.

وعلى هامش القمة، قال راماتشاندران في مقابلة مع رويترز إن “الكويت طلبت رفع الحد الأقصى إلى 28 ألف مقعد”، مشيرا إلى أن المناقشات مستمرة، فيما توسع الهند نشاطها في مجال الطيران من خلال تقديم شركة أير إنديا طلبية لشراء عدد قياسي من الطائرات.

بوكس

وأوضح أن طيران الجزيرة، التي وضعت اللمسات النهائية العام الماضي على طلب لشراء 28 طائرة من طراز عائلات أي 320 نيو، أبدت اهتمامها بشراء الطائرة أي 321 إكس.أل.آر، وهي أكبر طائرات أيرباص أحادية الممر.

وجاءت هذه التصريحات بينما تواصل شركات خليجية أخرى وفي مقدمتها طيران الإمارات المملوكة لحكومة دبي، والتي تعد أكبر شركة في الشرق الأوسط، الضغط من أجل المزيد من السعة وفتح مسارات ثانوية.

وطلبت الإمارات من الهند زيادة الحد الأقصى لعدد المقاعد بين البلدين بمقدار 50 ألفا أسبوعيا، من حوالي 65 ألف مقعد أسبوعيا اليوم.

وقال رئيس طيران الإمارات تيم كلارك إن “الشركة تأمل في أن تسوي حكومتا الهند والإمارات المسألة المتعلقة بحقوق الطيران الثنائية بين البلدين”. وأوضح للصحافيين أن هناك حاجة لشركات الطيران الخليجية في الهند بالنظر إلى قوة الطلب.

وأكد أن شركات الطيران الهندية ستتكبد خسائر مالية نتيجة لحصص الحركة الجوية بين الهند والإمارات، حيث ترى شركة الطيران التي تتخذ من دبي مقرا لها ضرورة زيادة هذه الحصص.

ويرى كلارك إمكانية زيادة الحد الأقصى لعدد المقاعد من 65 ألف مقعد أسبوعيا إلى “المثلين” على الأقل. وأضاف أن الهند “من الأسواق الكبيرة وحجم الكعكة لا يظل كما هو بل يزيد”.

وقلل من أهمية الحديث عن التنافس مع شركات الطيران الهندية الآخذة في النمو بسرعة. وأكد أنه لا ينظر إلى إير إنديا على أنها خصم ولا يشعر بأنها تمثل تهديدا لشركته، بعد أن تقدمت بطلبية لشراء عدد قياسي من الطائرات.

وكان الشيخ أحمد بن سعيد آل مكتوم، الرئيس التنفيذي ورئيس مجلس الإدارة لطيران الإمارات، قد أكد أن الشركة تهدف خلال 2023 إلى إعادة عملياتها العالمية إلى مستويات ما قبل الجائحة. كما ستواصل جذب المواهب والتوظيف لدعم نموها المستقبلي.

وقال في رسالة لموظفي المجموعة بمناسبة العام الجديد، “سيتم إطلاق العديد من المبادرات مثل تشغيل طائرات المجموعة المجددة حديثا واستثمار بقيمة 100 مليون دولار في العمليات الخضراء والاستدامة وتنمية المجتمع”.

وفيما لم تبرز حتى الآن أي تعليقات من الاتحاد للطيران المملوكة لحكومة أبوظبي أو الخطوط الجوية القطرية، يرى خبراء القطاع أن سر الضغط الذي تمارسه شركات طيران خليجية هو احتمالية سيطرة شركة إير إنديا على السوق الهندية.

وتعد الهند واحدة من أسرع أسواق الطيران نموا في العالم، حيث يتجاوز الطلب على السفر الجوي الطاقة الاستيعابية للطائرات المتاحة.

لكن الجزء الأكبر من الحركة الجوية الدولية في الهند يتم نقله حاليا بواسطة شركات طيران خليجية مثل طيران الإمارات، والخطوط الجوية القطرية، مدعومة بمراكز فعالة للترانزيت مثل دبي والدوحة.

حركة جوية نشيطة
حركة جوية نشيطة 

وقال وزير الطيران المدني الهندي جيوتيراديتيا سينديا لرويترز إن بلاده “لا تنظر في زيادة حقوق النقل الجوي لدولة الإمارات”، رغم دعوات شركات الطيران الخليجية، وتريد من شركات الطيران المحلية تقديم رحلات طويلة من دون توقف.

وتريد الحكومة الهندية استعادة حركة المرور المفقودة لشركات الطيران الأجنبية، وتدفع شركات الطيران لطلب المزيد من الطائرات ذات الجسم العريض لتلبية الطلب.

ويفسر خبراء القطاع الضغوط التي تمارسها شركات الطيران الخليجية على نيودلهي لتعزيز رحلاتها وزيادة أعداد المسافرين، بخشيتها من فقدانها السوق الهندية بالنظر إلى المنافسة التي قد تحتدم هناك، وبالتالي قد تفقد حصتها المعتادة عليها.

وقدمت شركة طيران الهند الشهر الماضي طلبا قياسيا لشراء 470 طائرة، وهي تقوم بدفعة قوية في السوق الدولية من خلال تقديم رحلات جوية من دون توقف، وخاصة المغتربين الهنود، إلى وجهات طويلة المدى في الولايات المتحدة.

ووفقا لشركة سي.أي.بي.أي الهندية للأبحاث، فإن السبب وراء هذه الطلبية الضخمة هو عودة الحركية للسوق المحلية التي عادت تقريبا إلى مستويات ما قبل الجائحة.

◙ الهند تعد واحدة من أسرع أسواق الطيران نموا في العالم حيث يتجاوز الطلب على السفر الجوي الطاقة الاستيعابية للطائرات المتاحة

وأشار خبراء سي.أي.بي.أي إلى أن ذلك أدى إلى انتقال حركة المرور في الهند من الانتعاش إلى النمو، مما أدى إلى زيادة بنسبة 7 في المئة في إمدادات شركات الطيران.

ويقتصر أسطول الطائرات المحلية في الهند على نحو 700 طائرة، منها 50 طائرة عريضة البدن، وهذا أقل من أسطول شركة يونايتد أيرلاينز الأميركية وحدها.

وقال سينديا إن طلب شراء طائرة ذات جسم عريض لشركة طيران الهند وخطط شركة إنديغو، التي تعد أكبر شركة طيران في الهند، لتسيير طائرات ذات ممرين، هما دلالة على بدء “الانتقال”.

وأضاف “في اللحظة التي تعطي فيها اتصالا مباشرا بالمواقع الدولية مباشرة من نيودلهي، يفضل أي مسافر اتصالا مباشرا، بدلا من المرور عبر مركز بلد آخر”.

وتحشد الهند للتعامل مع احتياجات النقل لسكانها البالغ عددهم 1.3 مليار نسمة من خلال بناء مطارات جديدة في أبعد الأجزاء في البلاد، مع زيادة القدرة الاستيعابية في مطارات مركز المترو مثل العاصمة ومدينة مومباي.

وقال الوزير “سنشهد انفجارا في حركة النقل الجوي في الهند في السنوات القادمة”، مضيفا أن الأسباب الرئيسية وراء ذلك هي الاقتصاد المتنامي، والتوسع الحضري السريع، وزيادة الدخل المتاح وتزايد التطلعات.

ويرى سينديا أيضا مجالا أكبر لتصنيع الطائرات في البلاد، ويقول إن الشركات حريصة على إنتاج المزيد محليا.

شراكة لردم فجوة التوقف والانتظار
شراكة لردم فجوة التوقف والانتظار 

10