شركات صينية تحول تجربة القيادة الذاتية إلى واقع ملموس

بوني أي.آي تطلق أسطولا نجاحه رهين عدم قيامه بحوادث لمدة عامين.
الأربعاء 2022/04/27
استمتعوا برحلتكم دون تدخل منكم

تخوض الشركات الناشئة في القيادة الذاتية بالصين سباقا لوضع الركاب في سياراتهم الآلية. فكل بضعة أسابيع، تنتشر أنباء تفيد بأن لاعبا آخر قد حصل على الضوء الأخضر لإطلاق برنامج تجريبي جديد أو خدمة صغيرة الحجم مما يجعل تحقيق هذه التجربة واقعيا مسألة وقت لا أكثر.

بكين - تتسابق شركات صينية ناشئة للظفر بالمركز الأول في مضمار القيادة الآلية، والذي بات بيئة مثالية لاستعراض القوة كما تفعل تماما تسلا الأميركية ومرسيدس وفولكسفاغن الألمانيتان.

وتتمتع المركبات ذاتية القيادة بجاذبية قوية للمستهلكين كونها خيارا لم يكن ليصل إلى حدود الواقع دون قيام الشركات باختبارات مضنية في السنوات الأخيرة لمعرفة إلى أي مدى يمكن أن تنجح تلك الفكرة، التي كانت حلما قبل عقد من الزمن.

ونظرا لأن القيادة الذاتية أصبحت نتيجة حتمية، فإن الأسئلة الأكثر إثارة هي كيف ستبدو السوق وكيف ستتغير أنماط القيادة في العقود المقبلة وكيف ستتغير اقتصاديات صناعة السيارات الضخمة نتيجة لذلك.

وسعت بضع شركات خلال السنوات القليلة الماضية لإغواء عشاق السيارات الحديثة عبر طرح خيارات تتمحور حول الأدوار التي يمكن للسائقين القيام بها مستقبلا عندما تصبح المركبات أدوات تنقل ذكية.

المركبات التي تقود نفسها تتمتع بجاذبية كبيرة كونها خيارا لم يكن ليتحقق دون اختبارات مضنية لمعرفة مدى نجاح هذه الفكرة

وقام معظم اللاعبين الرئيسيين باختبار المركبات ذاتية القيادة والمركبات دون سائق لبعض الوقت في الصين. وتقوم العديد من شركات التكنولوجيا الصينية الكبرى مثل بايدو وعلي بابا وتنسنت بالعمل على شراكات لتطوير سيارات ذاتية القيادة مع شركاء مختلفين.

وبدأت تصورات مهندسي تلك الشركات في البداية مجرد أفكار داخل المختبرات، لكنها بدأت تتحقق فعليا على أرض الواقع دون إبداء أي اكتراث للمشاكل الجانبية المتوقع أن يخلفها اقتحامها هذه الصناعة في ظل ما تتعرض له تسلا من قيود بسبب الحوادث التي تسببت فيها طرزها.

ومع ذلك وأثناء التنقل في التكاليف والسلامة واللوائح المتعلقة بالمحور الآلي انخرطت هذه الشركات في مجالات أسرع في التوسع مثل الشاحنات ذاتية القيادة وشاحنات نقل البضائع وحافلات المدينة، رغم أن الروبوت الآلي يظل محور تركيزها على المدى الطويل.

ويبدو أن التجارب الافتراضية للقيادة الذاتية، التي تسابق المصنعون إلى ابتكارها، قد بدأت تعرف طريقها إلى الواقع. ويتجسد ذلك في حصول شركة بوني.أي.آي على أول رخصة سيارة أجرة في السوق الصينية لنشر أسطول من مركباتها التي يقودها روبوت.

وقالت الشركة في بيان نشرته على منصتها الإلكترونية إن “الترخيص يسمح لها بتشغيل 100 سيارة ذاتية القيادة كسيارات أجرة تقليدية في منطقة نانشا بمدينة قوانغتشو الجنوبية”.

وتلقت الشركة الصينية الناشئة، التي تدعمها شركة تويوتا، موافقة من السلطات التنظيمية لمدينة بكين في أواخر العام الماضي لفرض رسوم لتشغيل أعمال تجارية لروبوتات الأجرة في إحدى ضواحي المدينة، ولكنها ليست نفس رخصة سيارة أجرة.

وتتطلب رخصة تاكسي نانشا 24 شهرا من اختبار القيادة الذاتية في الصين أو دول أخرى وبشرط عدم تورطها في أي حوادث مرور ذات مسؤولية نشطة.

وتخطط بوني.أي.آي لإطلاق أعمال تجارية لروبوتات الأجرة في مدينتين صينيتين كبيرتين العام المقبل. وتقوم الشركة بالفعل باختبار السيارات ذاتية القيادة في تلك المدن وفي ولاية كاليفورنيا الأميركية أيضا.

Thumbnail

وكانت شركة أبولو غو التي تملك بايدو قد حصلت في 2021 على الموافقة في نفس منطقة بكين، وهي تخطط لإطلاق خدمة سيارات الأجرة دون سائق في مئة مدينة بحلول 2030، إذ تتطلع شركة البحث الصينية العملاقة إلى تنويع أعمالها بما يتجاوز الإعلانات.

وحاليا، تشغل بايدو خدمة أبولو غو روبوتاكسي في خمس مدن صينية، حيث يمكن للمستخدمين الترحيب بسيارة ذاتية القيادة عبر أحد التطبيقات.

وقال روبن لي الرئيس التنفيذي لشركة بايدو إن الشركة “تريد توسيع أبولو غو إلى 65 مدينة بحلول 2025 ثم مئة مدينة بحلول عام 2030”.

وتسلط سرعة خطة توسع بايدو الضوء على استثمار الشركة في القيادة الذاتية، وهو مجال يرى المحللون أنه عمل بالمليارات من الدولارات لشركة التكنولوجيا العملاقة في المستقبل.

وفي السنوات القليلة الماضية تزايد تركيز شركات تصنيع المركبات في ظل الثورة التكنولوجية المتسارعة على ابتكار حلول تجعلها تجتاز كافة المطبات، التي قد تعرقل الاستفادة من الذكاء الاصطناعي في الجيل القادم من موديلاتها.

والتنافس على كيفية ابتكار حلول ذكية ينسجم مع التنقل النظيف والعمل على الاستفادة من السيارات ذاتية القيادة، التي يتوقع أن تغزو الطرقات خلال العقد الحالي، وهو أمر يثير الكثير من الاهتمام بالفعل لدى شركة هواوي الصينية كذلك.

وبدأت الشركة، التي كانت تعمل على إنتاج الأجهزة الإلكترونية فقط، قبل ثلاث سنوات في وضع خطط وتنفيذها لمزاحمة من سبقوها في هذا القطاع الواعد عبر إنتاج أسطول ضخم من السيارات الآلية.

ففي يونيو 2019 فاجأت هواوي المتابعين بشكل علني عن خططها المستقبلية المتعلقة بصناعة السيارات ذاتية القيادة، وتوجهها نحو التوسع في هذا المضمار خلال عامين.

ولم تصدر أي مدينة صينية تصريحا كاملا لمركبة آلية دون سائق والتي من شأنها أن تسمح لسيارة ذاتية القيادة بنقل الناس دون مشغل سلامة كما تفعل شركتا وايمو وكروز في سان فرانسيسكو الأميركية.

15