شركات تكرير هندية تلجأ إلى النفط الخليجي لتعويض النقص الروسي

نيودلهي - كشفت مصادر في قطاع التكرير الثلاثاء أن شركات حكومية هندية تدرس استغلال سوق الخام في الشرق الأوسط في ظل انخفاض الإمدادات الفورية من روسيا، أكبر مورّديها، في خطوة قد تدعم أسعار النفط عالي الكبريت.
وذكرت المصادر أن شركات التكرير الثلاث الكبرى، وهي مؤسسة النفط وشركة بهارات بتروليوم وشركة هندوستان بتروليوم، تعاني من نقص بين 8 و10 ملايين برميل من النفط الروسي للتّحميل في يناير المقبل.
وتخشى شركات التكرير من أن تستمر مشكلات تأمين النفط الروسي في السوق الفورية خلال الأشهر المقبلة في ظل ارتفاع الطلب المحلي في روسيا واضطرار موسكو إلى الوفاء بالتزاماتها بموجب اتفاق منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك).
لكن المصادر، التي لم تذكر هويتها لرويترز، أكدت أن الشركات بوسعها السحب من مخزوناتها لتلبية احتياجات معالجة الخام في مارس المقبل. وتعد شركات أرامكو السعودية وأدنوك الإماراتية أو البترول الكويتية أحد البدائل بالنسبة إلى قطاع التكرير الهندي لتلبية احتياجات السوق المحلية.
وبلغ إجمالي استهلاك الوقود السائل في الهند 5.3 مليون برميل يوميا في 2023، بينما استهلكت الصين أكثر من ثلاثة أضعاف هذه الكمية، حيث وصل استهلاكها إلى 16.4 مليون برميل يوميا في العام نفسه، وفق بيانات إدارة معلومات الطاقة الأميركية.
وقال مصدران إن شركتهما “قد تحصل على المزيد من الخام من موردين في الشرق الأوسط بموجب كميات خيارية في عقود محددة الأجل أو تطرح مناقصة فورية للحصول على النفط عالي الكبريت.”
وكانت مؤسسة النفط الهندية، أكبر شركة تكرير في البلاد، طرحت في السابق مناقصات فورية لشراء درجات خام حامضية في مارس 2022.
10
ملايين برميل يوميا من الخام الروسي هي الفجوة التي تعاني منها أكبر 3 شركات هندية
وأصبحت الهند أكبر مستورد للخام الروسي بعد أن فرض الاتحاد الأوروبي، الذي كان أكبر مشتر في السابق، عقوبات على واردات النفط الروسية ردا على غزو موسكو لأوكرانيا في 2022. ويمثل النفط الروسي أكثر من ثلث واردات الهند من الطاقة.
وذكر متعاملون أن صادرات روسيا من الخام الفوري في تراجع منذ نوفمبر الماضي، إذ استأنفت مصافيها العمليات بعد موسم الصيانة وتسبب سوء الأحوال الجوية في تعطيل أنشطة الشحن.
وقال مصدر آخر من المصادر الثلاثة لرويترز “يتعين علينا استكشاف درجات بديلة لأن الطلب داخل روسيا يرتفع وعليها الوفاء بالتزاماتها في أوبك.”
وتعهدت روسيا، حليفة أوبك، ضمن تحالف أوبك+ بإجراء تخفيضات إضافية على إنتاجها من النفط بدءا من أواخر 2024 لتعويض الإنتاج الزائد في وقت سابق.
وأفادت رويترز في وقت سابق الشهر الحالي بأن معظم الإمدادات من شركة روسنفت الروسية الحكومية للنفط مشمولة في صفقة مع شركة التكرير الهندية الخاصة ريلايانس إندستريز.
ووافقت روسنفت على توريد نحو 500 ألف برميل يوميا من النفط الخام إلى ريلايانس، في أكبر صفقة طاقة على الإطلاق بين البلدين. وتبلغ قيمة الاتفاق الذي يمتد لعشر سنوات 0.5 في المئة من الإمدادات العالمية، وتبلغ قيمته نحو 13 مليار دولار سنويا على أساس الأسعار الحالية.
ومن شأن الصفقة أن تعزز العلاقات في مجال الطاقة بين الهند وروسيا التي تخضع لعقوبات غربية شديدة بسبب الحرب في أوكرانيا في عام 2022.
وقالت مصادر لرويترز في وقت سابق من الشهر الجاري إن “الصفقة الجديدة تمثل ما يقرب من نصف صادرات روسنفت من النفط المنقول بحرا من الموانئ الروسية، مما يترك القليل من الإمدادات المتاحة للبيع الفوري.”
ولا تفرض الهند عقوبات على النفط الروسي، ولذلك استفادت شركات التكرير هناك من الإمدادات التي أصبحت أرخص من الدرجات المنافسة بسبب العقوبات بثلاثة إلى أربعة دولارات للبرميل على الأقل.
وأوضحت مصادر أن هناك تجارا في السوق على استعداد لتوريد النفط الروسي مقابل الدفع باليوان الصيني، لكنها أشارت إلى أن شركات التكرير الحكومية توقفت عن دفع ثمن النفط الروسي بالعملة الصينية بعد توصية من الحكومة العام الماضي. وقال أحد المصدر الثلاثاء إن “الأمر لا يعني عدم توفر بدائل للنفط الروسي في السوق، لكن اقتصادنا سيعاني.”