شركات الطيران العالمية تتوقع نموا قويا في أعمالها خلال عام 2025

جنيف – توقعت هيئة النقل الجوي العالمية (إياتا) الثلاثاء تحقيق إيرادات تتجاوز تريليون دولار في 2025 وأرقام قياسية للركاب على الرغم مما وصفه رئيسها ويلي والش بالصعوبات “غير المقبولة” في تأمين طائرات جديدة.
وتعرضت شركات الطيران في جميع أنحاء العالم لعرقلة نموها بسبب مشاكل في بوينغ الأميركية وأيرباص الأوروبية أدت إلى تأخير تسليم الطائرات.
ويؤكد الرؤساء التنفيذيون أن شركاتهم لا تستطيع خفض تكاليف الوقود في حين يسافر المزيد من الناس في غياب طائرات أحدث وأكثر كفاءة.
وقال والش للصحافيين في جنيف “لقد منحناهم الوقت. أعتقد أن صبرنا نفد. الوضع غير مقبول”، مشيرا إلى أن الموردين يتصرفون مثل “الاحتكارات شبه الكاملة” ويبدو أنهم يستفيدون من المشاكل التي تسببوا فيها.
وأوضح والش، الذي كان رئيسا سابقا لشركة الخطوط الجوية البريطانية وشركتها الأم آي.أي.جي، “سيتعين علينا زيادة الضغط وربما البحث عن الدعم لإجبار الموردين الرئيسيين على تنظيم أمورهم.”
وقبل أيام أعلنت أيرباص أنها سلمت 84 طائرة في نوفمبر الماضي مع عودة الشركة المصنعة للطائرات إلى أهدافها في نهاية العام بعد تباطؤ خلال الصيف.
وأكدت مصادر في الصناعة لرويترز هذا الأسبوع أن التسليمات ارتفعت بشكل حاد إلى أكثر من 80 طائرة في نوفمبر بعد أن توصلت شركة سي.أف.أم لصناعة المحركات وأيرباص إلى اتفاق بشأن إمدادات المحركات قصيرة الأجل الأسبوع الماضي.
وبالتسليمات التي بلغت 643 طائرة حتى الآن هذا العام يصبح لدى أيرباص 127 طائرة يتعين عليها تسليمها في ديسمبر للوصول إلى هدفها السنوي “نحو 770 طائرة” أو نحو 107 طائرات للوصول إلى توقعات المحللين الأكثر تحفظا عند 750 طائرة.
وعلى الرغم من المشاكل، تتوقع إياتا أن تحقق الصناعة 36.6 مليار دولار من صافي الربح العام المقبل ارتفاعا من 31.5 مليار دولار من صافي الربح المتوقع في عام 2024، مع وجود 5.2 مليار مسافر قياسي من المقرر أن يسافروا.
ويأتي ذلك بعد أربع سنوات من انهيار الصناعة إلى خسارة 140 مليار دولار في عام 2020 نتيجة لجائحة كوفيد – 19، لكنها تعافت بفضل الطلب القوي على السفر. ومن المقرر أيضا أن تنخفض أسعار وقود الطائرات، مما يوفر بعض الراحة.
وكان والش متفائلا بشأن الولاية الثانية للرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب، مؤكدا أن تصرفاته في ولايته الأولى عززت القطاع.
وقال إن “المؤشر هو أن إدارة الرئيس دونالد ترامب الثانية من المرجح أن تعكس بعض الإجراءات التي اتخذت في عهد إدارة (جو) بايدن.” وأضاف “أرى أن إدارة ترامب إيجابية صافية للصناعة.”
ومع ذلك، تعتقد إياتا أن ثمة احتمالا لانخفاض عائدات الركاب في عام 2025، وهو متوسط المبلغ الذي يدفعه الراكب للسفر لمسافة ميل واحد، بنسبة 3.4 في المئة مقارنة بعام 2024.
ويرى خبراء الاتحاد أن حالة عدم اليقين المرتبطة بالصراعات في الشرق الأوسط وأوكرانيا قد تشكل مخاطر على صحة القطاع.
وفي الأسبوع الماضي، أكد مسؤول كبير في وكالة الطيران التابعة للأمم المتحدة لرويترز أن الخطة العالمية للسفر الجوي الحديث التي وضعت قبل 80 عاما تواجه اختبارات جديدة في التعامل مع التغيير وارتفاع حركة المرور الجوي في العالم النامي.
وجمعت منظمة الطيران المدني الدولي التابعة للأمم المتحدة الخميس الماضي، الجهات التنظيمية والمسؤولين التنفيذيين في الصناعة بما في ذلك من بوينغ وأيرباص في جلسة خاصة في موقع شيكاغو الذي يمثل مسقط رأسها.
وفي غياب سلطات الشرطة، تستخدم منظمة الطيران المدني الدولي الإجماع لتحديد المعايير في كل شيء من المدرجات إلى أحزمة الأمان. وتم إنشاء الوكالة بعد أن دعت الولايات المتحدة أكثر من 50 حليفا إلى الاتفاق في عام 1944 على نظام مشترك للملاحة الجوية.
وكان توقيع اتفاقية الطيران المدني الدولي في السابع من ديسمبر 1944 بمثابة الأساس لدعم إنشاء منظمة الطيران المدني الدولي واعتمادها على التعددية لإدارة السماوات.
643
طائرة سلمت حتى الآن هذا العام ليصبح لدى أيرباص 127 طائرة يتعين عليها تسليمها في ديسمبر للوصول إلى هدفها السنوي
وقال وزير النقل الأميركي بيت بوتيجيج الأربعاء في حفل استقبال في فندق هيلتون شيكاغو، الذي كان يُعرف سابقا باسم فندق ستيفنز حيث تم اعتماد الاتفاقية، إن منظمة الطيران المدني الدولي “ساعدت في ضمان السفر الجوي باعتباره أكثر وسائل النقل أمانا.”
وأوضح أن سجل السلامة هو أعجوبة العمل الجماعي والاختيارات المسؤولة والسياسات والتنظيم والمعايير التي تكون أحيانا غير جذابة قدر الإمكان، لكنها تجعل كل شيء آخر ممكنا.
ويخضع هذا التعاون بعد الحرب العالمية الثانية للاختبار الآن من خلال ارتفاع الشعبوية، حتى مع مواجهة منظمة الطيران المدني الدولي لتحديات غير متوقعة في عام 1944، مثل القلق بشأن الانبعاثات من الطيران العالمي.
وقال رئيس مجلس منظمة الطيران المدني الدولي سالفاتوري سكياشيتانو في مقابلة مع رويترز أجريت في مقر الوكالة في مونتريال “سنحتفل بالماضي بالطبع، لكننا نريد اغتنام هذه الفرصة، هذا الاحتفال للتطلع إلى المستقبل.”
ومع تحرك المنظمة نحو جمعيتها الثلاثية القادمة في عام 2025، أكد سكياشيتانو أن المنظمة تعمل مع المستثمرين ومنتجي الوقود لدعم أحجام أكبر من وقود الطيران المستدام، وهو مورد نادر ولكنه أساسي لخفض الانبعاثات من الرحلات الجوية.
وفي عام 2022، حددت منظمة الطيران المدني الدولي هدفا طويل الأجل للانبعاثات الصفرية الصافية للطيران بحلول عام 2050.
وأشار سكياشيتانو إلى أن إدارة العرض المحدود للمجال الجوي مع تضخم حركة المرور من آسيا والشرق الأوسط ستكون أولوية على مدى السنوات الخمس والعشرين المقبلة.
واعتبر أن نمو الركاب في منطقة آسيا والمحيط الهادئ سيكون ضعف نمو أوروبا تقريبا على مدى السنوات الخمس المقبلة.
وواجهت المنظمة انتقادات بسبب بطء وتيرة اتخاذ القرار، وغالبا ما تتخلف عن تقدم الصناعة، حتى مع قول الجماعات البيئية إنها فشلت في تحديد أهداف مناخية طموحة بما فيه الكفاية.