شركات الطاقة تؤكد صعوبة عكس وضع قلة الإمدادات في السوق

لندن – أكد عمالقة الطاقة أنه من الصعب عكس وضع القلة في إمدادات النفط والغاز في الأسواق العالمية بسهولة كما يتخيل المحللون أو الحكومات بالنظر إلى التحديات الهائلة التي تواجه هذه الصناعة.
وأوجدت أزمة الطاقة الراهنة التي تسببت فيها الحرب في أوكرانيا حالة من عدم اليقين في إمكانية تخفيف المشكلة على النحو الذي يساعد الدول في تأمين احتياجاتها من الخام والمحروقات.
وفي حين اعتبر عملاق النفط السعودي شركة أرامكو أن سوق النفط لا تركز على حقيقة أن الطاقة الفائضة العالمية لزيادة إنتاج النفط منخفضة جدا، أشارت شركة شل إلى أن الاستثمارات لن تتغير لأن الأسعار مرتفعة.
وقال أمين الناصر الرئيس التنفيذي لأرامكو خلال منتدى إنيرجي إنتليجنس في لندن الثلاثاء إن “السوق تركز على ما سيحدث للطلب إذا حدث ركود في أجزاء مختلفة من العالم”. وأضاف “إنهم لا يركزون على أساسيات العرض”.

بن فان بيردن: التكاليف الباهظة لا تساعد على زيادة الاستثمار بالقطاع
وأوضح الناصر أن الطاقة الفائضة تبلغ 1.5 في المئة من الطلب العالمي، مشيرا إلى أن توفير مخزون احتياطي من الطاقة الفائضة، والذي سيتم استخدامه عندما تعيد الصين فتح اقتصادها وترفع قيود مكافحة كوفيد ليس مسؤولية أرامكو وحدها.
وينظر الكثير من المحللين وخبراء الطاقة في العالم منذ فترة بعين التشكيك في ما إذا كان شركات النفط العالمية ستعمل على تقديم مساهمة في هذه الظروف التي يمر بها العالم من أجل مواجهة أزمة الطاقة.
وفي حديثه في نفس المؤتمر، قال بن فان بيردن الرئيس التنفيذي لشركة شل إن “الأسعار المرتفعة الحالية لا تترجم بسهولة إلى تحول في تخصيص رأس المال نظرا إلى أن مشروعات النفط والغاز قد تستغرق عقودا حتى تنتج وتؤتي ثمارها”. وأضاف “لا يمكنكم الحصول على استجابة سريعة لإشارات السوق التي نشهدها اليوم”.
وذكر أن إستراتيجية شل الشاملة لا تزال تركز على الابتعاد عن منتجات النفط والغاز. وقال “لا يمكننا العيش في هذا العالم بدون طاقة فائضة”.
وأشار فان بيردن، الذي سيترك شل العام المقبل، إلى أنه إذا كان لديه مليار دولار إضافي لإنفاقه فسيستثمر في “نظام طاقة المستقبل”.
وقبل أشهر أكدت شركات مثل إكسون موبيل وشل وشيفرون أنها ستنفق غالبية أرباحها غير المتوقعة على عمليات إعادة شراء الأسهم وتوزيعات الأرباح، وسيرتفع الإنفاق الرأسمالي في العام المقبل.
ويأتي تزايد القلق من دخول العالم في أزمة أكثر حدة فيما يتعلق بتوفير الطاقة بينما واصلت أسعار النفط ارتفاعها وسط توقعات بأن مجموعة أوبك+ ربما توافق على خفض كبير لإنتاج الخام خلال اجتماعها المقرر الأربعاء.
وارتفعت العقود الآجلة لخام برنت الثلاثاء بنحو 79 سنتا أو 0.9 في المئة إلى 89.65 دولار للبرميل بعد أن كسب أكثر من أربعة في المئة في الجلسة السابقة.
كما زادت كذلك العقود الآجلة للخام الأميركي 60 سنتا أو 0.7 في المئة إلى 84.23 دولار للبرميل. وكانت قد ارتفعت بأكثر من خمسة في المئة في الجلسة السابقة.
وارتفعت أسعار النفط الاثنين الماضي على خلفية تجدد المخاوف بشأن شح المعروض. وثمة توقعات بأن منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) وحلفاءها المعروفين مجتمعين باسم أوبك+ سيخفضون الإنتاج بأكثر من مليون برميل يوميا في أول اجتماع شخصي لهم منذ 2020.
وذكرت مصادر في أوبك أن التخفيضات الطوعية من قبل الأعضاء يمكن أن تأتي علاوة على ذلك، مما يجعلها أكبر موجة خفض منذ بداية الجائحة.
وقال إدوارد مويا المحلل البارز في أواندا في مذكرة “على الرغم من كل شيء يجري مع الحرب في أوكرانيا، لم تكن أوبك+ بهذه القوة على الإطلاق، وسوف تفعل كل ما يلزم للتأكد من دعم الأسعار”.
وعززت أوبك+ الإنتاج هذا العام بعد تخفيضات قياسية في عام 2020 بسبب تضرر الطلب الناجم عن جائحة. لكن المنظمة فشلت في الأشهر القليلة الماضية في تلبية الزيادات المقررة في الإنتاج، والتي لم تحققها في يوليو بمقدار 2.9 مليون برميل يوميا.
وتراجعت أسعار النفط لأربعة أشهر متتالية حيث أدت الإغلاقات في الصين، أكبر مستورد للنفط، إلى كبح الطلب في حين أدى ارتفاع أسعار الفائدة وارتفاع الدولار إلى الضغط على الأسواق المالية العالمية.