شركات الاتصالات تواجه صعوبات في تمويل الجيل الخامس

إدماج أبراج الاتصالات في شبكة واحدة قد يساعد الشركات كثيرا على تقليص التكاليف الباهظة لإطلاق الجيل الخامس.
الأربعاء 2019/02/27
شريان جديد للاقتصاد الرقمي

برشلونة (إسبانيا) - أكد مسؤولو أغلب شركات الاتصالات العالمية صعوبة تحملها بمفردها الأعباء المادية المطلوبة لإقامة الجيل الخامس من شبكات الاتصالات (جي 5) دون أن تتضرر أوضاعها المالية.

وأبدت شركات فودافون البريطانية وتيليكوم إيتاليا الإيطالية وتيليفونيكا الإسبانية استعدادها للتشارك في أبراج الهواتف والمعدات والشبكات لتجنب تكرار البنية التحتية وترشيد استخدام الموارد المحدودة لديها.

وتمتاز تقنية الجيل الخامس بسرعة أكبر لنقل البيانات تزيد ألف مرة عن الجيل الرابع، فمن الناحية النظرية تمتاز بنطاق ترددي هائل يصل إلى 10 غيغابايت/الثانية، أي ما يزيد بأكثر من 33 ضعفا على السرعة القصوى لنقل البيانات في الجيل الرابع والتي تصل إلى 300 ميغابايت/الثانية.

وفي الوقت الذي تستعد فيه الشركات للمشاركة في مزايدات بيع نطاقات الترددات المطلوبة لتقديم خدمات الجيل الخامس خلال العام الحالي والتي ستطلق إشارة البدء لإقامة الشبكات الجديدة، ترى شركات أخرى أن هناك صعوبات في تمويل تلك التكنولوجيا.

وقال نيك ريد الرئيس التنفيذي لفودافون أمام المشاركين في مؤتمر برشلونة الدولي للاتصالات إن “الشركات ما زالت لديها العقلية الحمائية”.

وأوضح أن الشركة البريطانية ستدخل في المزيد من اتفاقيات الشراكة مع الشركات المنافسة من أجل المضي قدما في هذا الاتجاه لتعزيز تواجدها في السوق.

لكنه أشار في الوقت ذاته إلى أن شركات الاتصالات لا تتعاون فيما بينها بالدرجة الكافية ولا المطلوبة في طريق استعادة ثقة المستهلكين.

نيك ريد: شركات الاتصالات ما زالت لديها العقلية الحمائية في طريق تطوير شبكاتها
نيك ريد: شركات الاتصالات ما زالت لديها العقلية الحمائية في طريق تطوير شبكاتها

وذكرت وكالة بلومبرغ الأميركية للأنباء الاقتصادية أن فودافون أبدت في الأسبوع الماضي استعدادها للعمل مع بعض أكبر منافسيها في مجال الجيل الخامس لشبكات الاتصالات.

وقالت الوكالة إن الشركة شكلت فريقا مع تيليكوم إيتاليا الإيطالية لدراسة سبل الإسراع في إطلاق خدمات الجيل الخامس بتكلفة أقل. وقد تدمج الشركتان أبراج الاتصالات الخاصة بهما في شركة واحدة.

وكان ريد، الذي يدرس بيع أبراج الاتصالات الخاصة بالشركة البريطانية لتقليص ديونها، قد أعلن الشهر الماضي الدخول في اتفاق تشارك للأبراج في بريطانيا مع تيليفونيكا الإسبانية.

ونسبت بلومبرغ إلى خوسيه ماريا ألفاريز الرئيس التنفيذي لشركة تيليفونيكا قوله الاثنين الماضي إنه منفتح على المزيد من التحالفات “التي تبدو منطقية واقتصادية”.

وهذه التصريحات تشير إلى أن الفترة المقبلة ستشهد المزيد من اتفاقيات الشراكة في معدات البنية التحتية للجيل الخامس من شبكات الاتصالات.

وفاجأت شركات الاتصالات الثلاث الكبرى بكوريا الجنوبية العالم مطلع ديسمبر الماضي، بإطلاق الخدمات التجارية لجيل الاتصالات الخامس لتصبح أول دولة تقدم تلك الخدمات في موعد أقرب من التوقعات والمقرر العام المقبل.

وتعتبر هواوي الصينية أول شركة في مجال صناعة الأجهزة الإلكترونية تدعم خدمات الجيل الخامس، وهو ما جعلها محل هجوم غربي تقوده الولايات المتحدة بحجة كونها تستخدم ذلك في التجسس.

وظهر هذا المنحى بوضوح مؤخرا، فبالرغم من أن معظم شركات الاتصالات الأوروبية تتطلّع إلى الاستثمار في شبكات الجيل الخامس لحل مشاكلها، إلا أنها لا تزال تضع الهاجس الأمني نصب أعينها.

وتشكل الاستثمارات المستقبلية وعمليات التأجيل الناتجة عن المخاوف الأمنية، تحديا كبيرا لتلك الشركات الواقعة بالفعل تحت ضغوط أسواق البورصات المدرجة فيها.

ووفق بيانات بلومبرغ، فإن قيمة شركات الاتصالات الأوروبية تراجعت خلال الفترة الفاصلة بين 2012 و2018 بنحو 101 مليار دولار.

وفي المقابل، فإن قيمة شركات الاتصالات الأميركية ارتفعت في نفس الفترة بنحو 71 بالمئة لتبلغ 532 مليار دولار، كما أن نظيراتها الآسيوية زادت قيمتها السوقية بحوالي 13 بالمئة لتبلغ قرابة 561 مليار دولار.

10