شركات أوروبية تفوز بعقود للمساهمة في مشروع بوابة القمر

محطة فضائية جديدة ستعمل في منتصف الطريق بين الأرض والقمر لتكون بمنزلة مأوى للرواد ومنصة للمهام المتجهة إلى خارج النظام الشمسي.
الخميس 2020/10/15
روسيا تنتقد تسييس المشروع

باريس- منحت وكالة الفضاء الأوروبية عدة عقود إلى صناعيين أوروبيين لتطوير تجهيزات تستخدم في البعثات المستقبلية لاستكشاف القمر والمريخ، على ما أفادت به مصادر متطابقة، الأربعاء.

ومن أبرز هذه المساهمات الأوروبية في برنامج “أرتيميس” الأميركي للعودة إلى القمر في 2024، عقد مع شركة أيرباص لبناء وحدة الخدمات الثالثة التي ستشبك بمركبة “أوريون” الأميركية، على ما أعلنت عنه وكالة الفضاء الأوروبية في بيان على هامش المؤتمر الدولي الـ71 للصناعات الفضائية، المنعقد عبر الإنترنت.

كما فازت أيرباص بعقد لتطوير مشروع مركبة الإنزال على القمر “إي.أل 3”. وأوضحت الشركة الأوروبية أن المركبة التي سيتم إطلاقها بواسطة صاروخ أريان ستحمل “شحنة تصل إلى 1.7طن إلى أي موقع على سطح القمر”.

وتتوقع وكالة الفضاء القيام بثلاث إلى خمس مهمات، كما يتضمن مشروع العودة إلى القمر بناء محطة فضائية أطلق عليها اسم “لونار غايتواي” أو المحطة القمرية. وتعتزم الولايات المتحدة تجميع المحطة التي ستوضع في مدار القمر اعتبارا من 2023، وستكون بمثابة مختبر ونقطة توقف لرواد الفضاء في طريقهم إلى القمر. وستكون “البوابة القمرية” أصغر من المحطة الفضائية الدولية، ولن تكون مأهولة بشكل متواصل، لكن بوسعها استقبال عدد من رواد الفضاء يصل إلى أربعة.

وكلفت مجموعة “تاليس ألينيا سبايس” المتخصصة في صناعة وحدات فضائية مضغوطة، بتطوير وحدة السكن “إي – هاب” الخاصة بالمحطة.

وأوضحت المجموعة المؤلفة من شركتي “تاليس” الفرنسية و”ليوناردو” الإيطالية في بيان أن الشريحة الأولى من التجهيزات المذكورة بالعقد الذي وقعته وكالة الفضاء الأوروبية لتطوير هذه الوحدة تبلغ قيمتها 36 مليون يورو من أصل مبلغ إجمالي قدره 327 مليون يورو.

غراف

كما عهد إلى “تاليس ألينيا سبايس” ابتكار وحدة الاتصالات والتموين “إسبري”، للمحطة المقبلة، وفق عقد بقيمة 295 مليون يورو. كما ستزود المجموعة الأوروبية شركة “نورثروب غرومان” الأميركية بهيكل الوحدة اللوجستية والسكنية “هالو” التي ستكون من أولى وحدات محطة “لونار غايتواي”.

من جانبها، كلفت شركة “ليوناردو” بتطوير المختبر المصغر الذي ستحمله مركبة الإنزال على القمر الروسية “لونا 27”، بحسب وكالة الفضاء الأوروبية. وأوضحت الوكالة الأوروبية أن عملية الاستكشاف ستندرج في سياق “الحملة الدولية لإعادة عينات من المريخ”.

وكلفت الوكالة شركة “أيرباص” بتطوير “عربة جلب العينات” التي ستقوم بالتقاط ما يجمعه الروبوت الأميركي “بيرسيفيرانس” من عينات، والذي أقلع في أواخر يوليو الماضي نحو سطح المريخ. وستكلف أيرباص من جهة أخرى ببناء المسبار الذي سيعيد العينات عام 2031 إلى الأرض، بموجب عقد بقيمة 491 مليون يورو.

وأعلنت وكالة الفضاء الأميركية “ناسا”، ونظيرتها الأوروبية “إيسا”، أن المحطة الفضائية القمرية الجديدة “غايتواي” ستدور حول القمر بشكل بيضاوي -مع مسار يشبه الهالة- عندما تتجمَّع في العقد المقبل.

وستعمل المحطة كمنزل في منتصف الطريق بين الأرض والقمر، لتكون بمنزلة مأوى لرواد الفضاء، ما يجعل الرحلات إلى القمر أكثر كفاءة، وتوفر أيضا منصة إطلاق للمهام المتجهة إلى خارج النظام الشمسي.

وبحسب ما نشر موقع ناسا،  فإن محطة الفضاء الجديدة ستكون مثل محطة الفضاء الدولية، حيث ستصير البوابة عبارة عن قاعدة دائمة يعيش عليها رواد الفضاء فترات طويلة، ويجرون الأبحاث على متن السفن، ويقومون برحلات منتظمة إلى سطح القمر.

وحدد مخططو البعثات من وكالة الفضاء الأميركية، ووكالة الفضاء الأوروبية، أفضل مدار للمحطة الفضائية الجديدة. فبدلا من اتباع مدار دائري منخفض حول القمر مثل مركبة الفضاء أبولو، ستتبع “غايتواي” مسارا بيضاويا يُعرف باسم “هالو ت أوربيت”، يكون فيه القمر قريبا من إحدى النهايات، والأرض قريبة من النهاية الأخرى.

وسيتيح هذا المدار لرواد الفضاء القيام برحلات من وإلى سطح القمر كل سبعة أيام -عندما تكون المحطة الأقرب إلى القمر على بعد 2993.38 كيلومترا فقط- باستخدام مركبة الهبوط القمرية التي تتمركز على متن البوابة.

من جهة أخرى ستكون المحطة في نهاية المدار على بعد من القمر بنحو 69202 كيلومترا، ما يتيح أفضل مراقبة في الفضاء السحيق، ويمنح وصولا أسهل إلى الأرض.

وقال ماركوس لاندغراف، منسق البعثة الفضائية لوكالة الفضاء الأوروبية، لصحيفة تلغراف “العثور على مدار للبوابة ليس بالأمر الهين”. وستعمل البوابة بمثابة مختبر علمي ومرصد ومركز للاتصالات، إلى جانب مساعدة وكالات الفضاء على اكتساب خبرات قيمة في التحضير للبعثات المستقبلية إلى المريخ.

20