"شرطة" فيلم دنماركي يتنبأ بمستقبل أوروبا العنصري

القاهرة - بقدر اندهاش العالم من واقعة وفاة المواطن الأميركي الأسود جورج فلويد على يد الشرطة أواخر شهر مايو عام 2020 وما تلا ذلك من تبعات واحتجاجات غاضبة وأعمال عنف هزت الولايات المتحدة الأميركية، يبعث الفيلم الدنماركي “شُرطة” برسالة مفادها أن الوضع لا يقل خطورة في أوروبا بين الأقليات والمهاجرين وبين سلطات الأمن.
الفيلم بطولة جاكوب لوهمان وسيمون سيارس وطارق زيات، وهو من إخراج فريدريك لويس هفيد وأندريس أولهولم، ويشارك في المسابقة الرسمية لمهرجان القاهرة السينمائي الدولي.
تبدأ أحداث الفيلم بواقعة مماثلة تماما لما حدث في الولايات المتحدة، حيث يرقد مراهق أسود في المستشفى بعد تعرضه للعنف أثناء القبض عليه على يد شرطيين، وتندلع أعمال شغب في أحياء السود والمهاجرين من عرقيات مختلفة خارج العاصمة كوبنهاغن.
وفي إطار الحذر والخوف من تصاعد الموقف يأمر قائد الشرطة اثنين من رجاله بالخروج في دورية مشتركة رغم تناقض موقف كل منهما مما يحدث، فالأول داعم للمهاجرين وحقهم في الاندماج والمعاملة على قدر المساواة مع المواطنين بينما يريد الآخر إبعادهم عن البلاد وإعادتهم من حيث جاؤوا.

الفيلم يفضح ظاهرة العنصرية في أوروبا دون انحياز إلى وجهة نظر ويدق ناقوس الخطر حول المستقبل
تتطور الأحداث ليجد الشرطيان نفسيهما داخل حي تسكنه أغلبية عربية ويشتبه الشرطي الرافض للمهاجرين في مراهق من أصل عربي ويعتقله، لكن قبل أن يغادر الثلاثة الحي تشيع أنباء وفاة المراهق الأسود الذي كان بالمستشفى، فيتأزم الوضع وتتعرض سيارة الدورية للهجوم وتتحطم.
يبدأ الثلاثة رحلة هروب تضفي على الفيلم أجواء مثيرة إذ يلاحقهم المتظاهرون الغاضبون من شارع إلى آخر حتى يختبئوا داخل بناية، وهناك يتبين أن إرسال الشرطيين معا في دورية مشتركة لم يكن من قبيل المصادفة بل بهدف الضغط على الشرطي الداعم لحقوق الأقليات لتغيير موقفه.
وفي نهاية ليلة شاقة يستسلم الشرطي الداعم للأقليات لمطارديه بعدما تورط بطريق الخطأ في قتل مراهق عربي، بينما ينجح الشرطي الآخر في الخروج من الحي بعد أن تغيرت قناعته تماما.
وفي ندوة أقيمت بمهرجان القاهرة السينمائي عقب عرض الفيلم قال بطل العمل جاكوب لوهمان إن الكتابة والتصوير سبقا واقعة جورج فلويد في الولايات المتحدة بنحو خمسة أشهر.
وأضاف أن التطابق بين الفيلم وما حدث في الواقع أذهل منتجيه الذين كانوا يريدون في الأساس تناول إحدى القضايا التي تؤرق المجتمعات الأوروبية بشكل كبير.
من جانبها، قالت المنتجة المشاركة في الفيلم سيجنه ليك ينسن إن العمل سعى إلى عدم الانحياز لوجهة نظر دون غيرها أو لطرف على حساب آخر إنما كان في مخيلة منتجيه ناقوس خطر لما يمكن أن يحدث بعد 15 أو 20 عاما لكن الأمور تطورت عالميا بأسرع من المتصور.
وأضافت أنه قبل الشروع في الفيلم أجرى القائمون عليه الكثير من البحوث والنقاش والمقابلات مع الأقليات والمهاجرين العرب الذين يعيشون في الدنمارك كما عرضوا عليهم الفيلم في صورته النهائية وحاز على قبولهم.
ونذكر أن مهرجان القاهرة السينمائي يعلن جوائزه في العاشر من ديسمبر الجاري.