شرب حليب الأبقار يفاقم خطر سرطان القولون

باحثون يشيرون إلى أن التوزيع العالمي لمعدلات الإصابة بسرطان القولون والثدي يشير إلى أن هناك ارتباطا ما باستهلاك حليب الأبقار الأوروبية ولحومها.
الاثنين 2019/03/04
أضرار حليب الأبقار مشابهة لضرر لحومها

بون (ألمانيا) – كشف فريق من الباحثين الألمان أن هناك مخاطر محتملة للإصابة بالسرطان نتيجة شرب حليب الأبقار. وأوضحوا أنه يمكن لما يُسمى بـ”مكونات الحمض النووي في لحوم الأبقار وحليبها” أن تؤدي إلى حدوث التهابات مزمنة، ما يعني ارتفاع مخاطر الإصابة بسرطان القولون أو الثدي أو البروستات.

ونقلا عن موقع دويتشه فيله الألماني، يقول الباحث الألماني في مجال السرطان هارلاد تسور هاوزن والحاصل على جائزة نوبل في الطب، إن نمط التوزيع العالمي لمعدلات الإصابة بسرطان القولون والثدي يشير إلى أن هناك ارتباطا ما باستهلاك حليب الأبقار الأوروبية ولحومها.

وفي الهند على سبيل المثال، حيث تعتبر العديد من الأبقار مقدسة ونادرا ما تؤكل، لا يعاني سوى عدد قليل من الناس من سرطان القولون، أما في مناطق مثل أميركا الشمالية والأرجنتين وأوروبا وأستراليا، حيث يزيد استهلاك اللحم البقري في الكثير من الوجبات، فإن معدلات سرطان القولون والمستقيم أعلى بكثير.

ويؤكد تسور هاوزن من المركز الألماني لأبحاث السرطان أن المعلومات المتوفرة حول جزيئات الحمض النووي في لحوم الأبقار وحليبها تفتح في الوقت ذاته فرصا للوقاية من تلك المخاطر، وأشار إلى أن حليب الأم يوفر وقاية من امتصاص الجسم لهذه الجزيئات بفضل احتوائه الطبيعي على نوعيات معينة من السكريات. ولذلك يوصي الطبيب هاوزن الأمهات بإرضاع أطفالهن لأطول فترة ممكنة، والأفضل أن تزيد المدة على 12 شهرا. وحذر من إطعام الأطفال الرضع بأي شكل من الأشكال منتجات حليب الأبقار في وقت مبكر.

ويبدو أن الرضاعة الطبيعية لا تحمي الطفل فقط، بل وأمه كذلك، إذ يمكن أن توفر الأمهات من خلال الرضاعة حماية ذاتية من عمل عناصر الحمض النووي، لأن نسيج الثدي على اتصال بمركبات السكر. أما بالنسبة إلى البالغين فقد أشار الطبيب الألماني إلى أنه يمكن وقايتهم من خلال إعطائهم هذه النوعيات من السكر الموجودة في حليب الأم.

وأضاف هاوزن أن الاستغناء عن تناول لحوم الأبقار والحليب للبالغين لن يسفر عن شيء؛ لأن المرء يكون مصابا بالفعل بـ”مكونات الحمض النووي في لحوم الأبقار وحليبها”.

17