شراكة مصرية صينية عاجلة لتصنيع 1.5 مليون قناع طبي يوميا

مصنع لإنتاج أحدث أنواع الأقنعة الطبية يسعى إلى تلبية الطلب المحلي والتصدير للخارج.
الجمعة 2020/04/17
انفجار الطلب المحلي

أكملت شراكة مصرية صينية على جناح السرعة إنشاء مصنع لأحدث أنواع الأقنعة الطبية، لتلبية الطلب المحلي المتزايد بسبب تفشي فايروس كورونا المستجد والتصدير للبلدان الأخرى.

القاهرة - في مصنع مزدحم في قلب المنطقة الصناعية الحرة بالعاصمة المصرية القاهرة، تعمل مجموعات من الموظفين ليلا ونهارا لتشغيل آلات حديثة تمّ جلبها من الصين مؤخرا، لإنتاج 750 ألف قناع طبي يوميا.

وتم افتتاح المصنع الأسبوع الماضي بشراكة بين شركة يوروميد للصناعات الطبية المصرية وشركة نينغبو.أي.بلس الصينية، بطاقة إنتاجية يومية تبلغ 1.5 مليون قناع وجه جراحي عالي الجودة عند اكتمال خطوط الإنتاج، حيث ستصل خمسة خطوط إنتاج أخرى من الصين بحلول الشهر المقبل.

ونسبت وكالة الأنباء الصينية شينخوا إلى عمر عبدة المدير التنفيذي لشركة يوروميد قوله إن “هذه الشراكة قامت بجمع مكاننا الملائم وتراخيصنا وقدراتنا مع التكنولوجيا الصينية والآلات المتطورة للغاية، لإنتاج منتج عال الجودة من شأنه أن يساعد العالم في خضم أزمة فايروس كورونا المستجد”.

وأضاف أن الإنتاج سيسهم في تلبية احتياجات الأسواق المحلية المصرية والصينية، إضافة إلى مساعدة الدول الأخرى في مكافحة انتشار فايروس كوفيد – 19.

وأشار إلى أن يوروميد تقوم بإنتاج مستلزمات طبية عديدة منذ عام 2004، وتوقّع أن تنافس خطوط الإنتاج الجديدة لأقنعة الوجه عالية الجودة في السوق الدولية حتى بعد انتهاء الأزمة.

ومن المتوقع أن يضاعف المشروع المصري الصيني القدرة الإنتاجية لمصر لأقنعة الوجه، وأن يزوّد الحكومة المصرية بها بسعر أقلّ بكثير من مثيله في السوق الدولية، لدعم جهودها في مكافحة الفايروس.

وأضاف عبدة أن “الربح ليس الغرض الرئيسي من هذا المشروع المشترك، لكنه يسعى إلى مساعدة مصر والصين والعالم في مواجهة هذه الأزمة العالمية”.

عمر عبدة: الربح ليس الغرض الرئيسي من هذا المشروع المشترك
عمر عبدة: الربح ليس الغرض الرئيسي من هذا المشروع المشترك

وتعمل خطوط الإنتاج الخمسة الحالية دون توقف منذ افتتاح المصنع الأسبوع الماضي.

وقال هو شياو جون المدير العام لشركة نينغبو.أي.بلس إنه تم تثبيت خمسة خطوط إنتاج بالفعل وأن “شركته وفّرت رأسمال المشروع ومعدّات الإنتاج والمواد المساعدة، في حين وفّر الجانب المصري بعض المواد الخام ومكان الإنتاج والعمالة”.

وأضاف أن “الأقنعة يتم إنتاجها وفقًا لمعايير الاتحاد الأوروبي وحصلت على علامة سلامة الأجهزة الطبية الألمانية التي تؤكد امتثالها لجميع متطلبات سوق الاتحاد الأوروبي”.

وأعرب عن أمله في أن يساهم المشروع المشترك في الوقاية والسيطرة على انتشار الفايروس في أفريقيا والعالم بأسره.

وأشار إلى أن الموقع الاستراتيجي لمصر، عند ملتقى أفريقيا وآسيا وأوروبا، واتفاقيات التجارة الحرة مع الاتحاد الأفريقي والاتحاد الأوروبي، ستعزز من تصدير إنتاج المصنع في المستقبل القريب.

وتتكوّن أقنعة الوجه الجراحية من ثلاث طبقات، الأولى عبارة عن نسيج مضاد للدماء، والثانية هي قماش مركّب ذائب، والثالثة تتكوّن من قماش غير منسوج.

ويتبنّى المصنع سياسة عمل على مدار الساعة طوال أيام الأسبوع بنحو 150 عاملا موزّعين على 3 ورديات.

وقال باسم خلف الله مدير قسم الهندسة في يوروميد ومدير مصنع الأقنعة، إن “تأهيل المهندسين والعمّال لتشغيل المصنع باستخدام آلات صينية عالية التقنية في وقت قصير جدا شكّل تحديا كبيرا”.

وأوضح أنه “كان من المفترض وجود فريق صيني في مصر للمساعدة في إدارة وتشغيل المصنع، إلا أن أعضاء الفريق لم يتمكّنوا من الحضور بسبب تعليق الرحلات الجوية”.

واستطرد “لقد قمنا بتثبيت خطوط الإنتاج بأنفسنا، لكن المهندسين الصينيين ساعدونا كثيرا خلال العملية عبر مكالمات الفيديو”.

والتف العشرات من العمّال المصريين حول الماكينات الصينية، بعضهم يتابع العمل الآلي للماكينات، وآخرون يقومون بالتغليف اليدوي للأقنعة التي تمّ إنتاجها، وجميعهم يرتدون أقنعة الوجه الطبية وأغطية الرأس والقفازات الطبية.

وقال أحمد جمال وهو أحد العاملين في المصنع، إنه يعمل منذ ثلاث سنوات في المصنع الخاص بإنتاج الحقن التابع لشركة يوروميد قبل أن ينتقل الأسبوع الماضي إلى مصنع إنتاج الأقنعة.

وأضاف أن العمل في المصنع يمثّل ميزة إضافية في مسيرته المهنية، لأن المصنع يستخدم أحدث التقنيات في صناعة الأقنعة الطبية.

قال “أشعر أيضا بأني أساهم في مساعدة الناس على مكافحة انتشار المرض، وهو شعور جيّد حقا يدفعني للعمل بجدّ أكبر”.

11