شتاء قاس ينتظر شركات الإعلام الأميركية

المناخ الاقتصادي الصعب يتفاقم بسبب تآكل ثقة الأميركيين في وسائل إعلام بلادهم وتراجع الحريات الصحافية.
الخميس 2022/10/27
ما بعد مرحلة ترامب مليء بالعناوين المحبطة

واشنطن - كشفت بيانات أميركية جديدة أن تسريحات وسائل الإعلام الإخبارية بدأت في الارتفاع مرة أخرى بعد صيف مستقر نسبيا. ووصف الوقت الصعب الذي تمر به وسائل الإعلام الأميركية بـ”الوحشي والمخيف”، حيث تتدافع الشركات لخفض التكاليف وتأمين الأموال في سيناريو يذكر بما حدث أثناء انتشار وباء كوفيد – 19.

وقال موقع ”أكسيوس” إنه تم إلغاء ما يقرب من 3000 وظيفة في وسائل الإعلام هذا العام، أكثر من ثلثها (1100) من صناعة الإعلام الإخباري. وأعلنت المؤسسات الإعلامية “غانيت” و”سي.أن.أن” “ووارنر برذرز.ديسكفري” و”فيوتشر” وغيرها عن تسريح العمال في الشهرين الماضيين. وأدت مشكلات التضخم وسلسلة التوريد إلى تباطؤ سوق الإعلانات بشكل كبير قبل ما هو عادة أكثر الأوقات ربحا في العام.

ويتوقع المحللون أن يستمر التباطؤ حتى عام 2023. وقد خفضت إحدى الشركات توقعاتها لنمو النسبة المئوية للإنفاق على الإعلانات للعام المقبل إلى النصف.

المناخ الاقتصادي الصعب يتفاقم بسبب تآكل الثقة في وسائل الإعلام وتراجع الحريات الصحافية

وأدى الضغط المالي على شركات التكنولوجيا الكبرى إلى القضاء على معظم البرامج لدفع أموال للناشرين مقابل محتواها، في وقت يبدو أن قانون مكافحة الاحتكار الأميركي المعلق الذي من شأنه أن يساعد شركات الأخبار المحلية في الحصول على أموال من عمالقة التكنوللوجيا أمر محكوم عليه بالفشل في الكونغرس.

ومن جانب آخر، يتقلص سوق التلفزيون الأميركي المدفوع (الكابلات والأقمار الصناعية) الآن بأكثر من 6 في المئة سنويا، مسجلا رقما قياسيا جديدا لأسوأ مستوى من التراجع. كما خسرت أكبر شركات الترفيه في العالم، بما في ذلك نتفليكس وديزني وبرامونت ووارنر.برذرز.ديسكفري المليارات من الدولارات من حيث القيمة مع تلاشي “علاقة حب وول ستريت برهانات البث غير المربحة”.

وتشهد شركات الأخبار أيضا تباطؤا كبيرا في حركة المرور استجابة لدورة أخبار ما بعد مرحلة الرئيس الأميركي دونالد ترامب المليئة بالعناوين المحبطة.

ويذكر أن واشنطن بوست أيضا في طريقها لخسارة الأموال هذا العام وفقدت اشتراكات في عهد الرئيس جو بايدن. وحصلت مجلة ذي أتلانتيك على عام آخر من الخسائر بنحو 10 ملايين دولار. ولا تزال المنشورات الأخرى المدعومة من المليارديرات مثل ذي لوس أنجلس تايمز تكافح من أجل العثور على موطئ قدم لها في العصر الرقمي.

3000

وظيفة أو أكثر في وسائل الإعلام ألغيت هذا العام، أكثر من ثلثها من صناعة الإعلام الإخباري

وبالنسبة إلى الشركات الناشئة في مجال الإعلام، خلقت النظرة الاقتصادية الضبابية مناخا صعبا لجمع الأموال وقتلت أي حافز للاكتتاب العام. وألغت شركات مثل “بوك” و”سابستاك” خططها لجمع الأموال هذا العام، بسبب البيئة الاقتصادية الوحشية.

وتقدر قيمة بازفيد اليوم من قبل المستثمرين العموميين بنسبة أقل بـ16 في المئة من 1.7 مليار دولار التي تم تقييمها في عام 2016. ويستكشف عمالقة الوسائط الرقمية مثل بي.دي.جي ميديا وفيس ميديا وفوكس ميديا طرقا لبيع أو توليد نقود كافية على المدى القصير للحفاظ على العمليات قائمة.

ورغم هذه البيئة الاقتصادية الوحشية لوسائل الإعلام لا تزال هناك بعض نقاط التفاؤل في الصناعة، إذ تواصل قاعدة المشتركين المدفوعة في صحيفة نيويورك تايمز في نمو. وتمكنت سيمافور من جمع 25 مليون دولار قبل إطلاقها في أكتوبر. وارتفعت عائدات ‘نيوز كورب’ إلى مستوى قياسي بلغ 10.4 مليار دولار للسنة المالية المنتهية في يونيو.

ويقول مراقبون إن المناخ الاقتصادي الصعب يتفاقم بسبب تآكل الثقة في وسائل الإعلام وتراجع الحريات الصحافية، إذ لا تزال الثقة الأميركية في وسائل الإعلام عند أدنى مستوياتها تقريبا، وفقا لبيانات جديدة صادرة عن مؤسسة غالوب.

16