"شبكة مشبوهة".. جديد التراشق الإعلامي بين عبير موسي ونقابة الصحافيين التونسيين

تونس - نفت نقابة الصحافيين التونسيين الاتهامات التي ساقتها رئيسة الحزب الدستوري الحر عبير موسي في فيديو مباشر ضد بعض الصحافيين، بربط علاقات مشبوهة مع شبكة إعلامية يديرها تنظيم الإخوان المسلمين. ووجهت موسي اتهامات لنقابة الصحافيين التونسيين، لاسيما نقيبها، بالإضافة إلى بعض الإعلاميين بربط علاقات مع الأذرع الإعلامية لجماعة الإخوان المسلمين.
وكشفت خلال بث مباشر على صفحتها على موقع فيسبوك عن "وجود علاقة بين نقابة الصحافيين وشبكة محرري الشرق الأوسط وشمال أفريقيا"، التي قالت إنها “شبكة مشبوهة أسستها مجموعة من قيادات جماعة الإخوان المسلمين"، متسائلة عن "وجودها القانوني في تونس وعلاقتها بما يسمى مملكة أطلنطس وبالساحة الإعلامية التونسية ومشاهير الإعلام".
وسبق أن اتهم الحزب الدستوري الحر نائبة رئيس البرلمان التونسي الجديد سوسن المبروك بالولاء لمملكة أطلنطس وبأنها تتولى منصب وزيرة العمل والشؤون الاجتماعية في المملكة، لكن الأخيرة نفت ذلك وقررت رفع قضية بالحزب ورئيسته موسي. ومملكة أطلنطس مملكة وهمية تطلق على نفسها "أرض الحكمة" ولديها رئيس ورئيس وزراء ومواطنون على شبكة التواصل الاجتماعي ودستور، وتسعى للاعتراف الدولي.
وكشفت نقابة الصحافيين التونسيين في بيان عن الأطراف التي تقف وراء مغالطات عبير موسي، وقالت "إنها مجموعة مخبرين سابقين وحاليين متخصصين في التضليل والتطبيل و’الدعاية النوفمبرية’، وستكون محل تتبعات قضائية".
وذكرت النقابة بالتزامها بالعمل ضمن هياكل إقليمية ودولية للصحافيين معلومة للجميع، أهمها الاتحاد الدولي للصحافيين واتحاد الصحافيين العرب والاتحاد الأفريقي للصحافيين، ولا علاقة تربط النقابة ولا رئيسها بالشبكة المذكورة، ولا صحة لما تروجه رئيسة الحزب الدستوري الحر وجماعتها.
وتعرّف "شبكة محرري الشرق الأوسط وشمال أفريقيا" نفسها على موقعها بأنها "منظمة دولية مستقلة تضم العاملين بوسائل الإعلام من أجل تطوير قدراتهم المهنية وتعزيز فرص التواصل بينهم”، لكن بعض التحقيقات الاستقصائية تؤكد أن “الشبكة مشبوهة وتعمل وفق أجندات محددة". وتحوّلت عبير موسي إلى ظاهرة تثير اهتمام الرأي العام في تونس. وسبق أن طالبت موسي بالكشف عن تمويلات بعض وسائل الإعلام التونسية، والتي اتهمت بعضها بالفساد والولاء للخارج.
ونفت من جانبها الإعلامية ليلى بن عطية الله، التي ذكرتها عبير موسي في الفيديو، كل ما جاء على لسان رئيسة الحزب الدستوري الحر، قائلة إنه "لا أساس له من الصحة". وأضافت أن الأكاديمية التي تديرها لتدريب الإعلاميين لا علاقة لها بأي طرف أجنبي وأنها قامت بإحداثها عن طريق قرض من الدولة، مشيرة إلى أنه قد تم توثيق كل هذه الاتهامات عن طريق عدل منفذ في انتظار تقديم قضية في الغرض.
وأوضحت المتحدثة أنه لا وجود لأي دليل أو قرائن ملموسة، مبيّنة أيضا أنه "لا علاقة لهم بشبكة محرّري الشرق الأوسط وشمال أفريقيا ولا تربطهم معها أي اتفاقيات، وأن الموضوع لا يتعدى مجرّد تبادل الخبرات لا غير". وعلاقة عبير موسي بالإعلام في تونس متوترة دائما. وفي مارس 2021 قرر المكتب التنفيذي لنقابة الصحافيين التونسيين مقاطعة عبير موسي وحزبها على "خلفية إساءتها واعتدائها على الصحافيين".
وأعلنت النقابة حينها عزمها على التوجه للمقرر الأممي الخاص المعني بتعزيز وحماية الحق في حرية الرأي والتعبير وكافة الهياكل الأممية المعنية، للتظلم ضد “الممارسات الفاشية” التي تستهدف الصحافيين قصد إلجامهم وإرهابهم ودفعهم إلى التراجع عن أهم مكتسبات الثورة وهي حرية التعبير. وأوضحت نقابة الصحافيين أن "قرار المقاطعة لطرف سياسي، يفرض نفسه أمام تمادي هذه الأطراف في ممارساتها المعادية لحرية الصحافة، ومحاولة تدجين الصحافيين وإعادة الإعلام إلى بيت الطاعة".
في مارس الماضي، أعلنت موسي عن إطلاق قناة تلفزيونية “يا توانسة تي.في” لتكون اللسان الناطق باسم الحزب. وقالت موسي “في ظل التعتيم والتشويه والمغالطات وتحريف مواقف الدستوري الحر، أطلقنا قناة إعلامية تلفزية ستكون صوت الحق والموضوعية والقناة التي فيها الخبر مقدس”. ولم تحدد موسي موعدا لإطلاق القناة. ويرى متابعون أن موسي تطلق قناتها لتكون منبرا لها للتواصل المباشر مع الجمهور ومع أنصار حزبها، إثر توتر علاقتها بالعديد من وسائل الإعلام.
لكن التحدي الذي يواجه منبر الحزب الدستوري الحر هو ضعف ثقة الجمهور والشباب بشكل خاص بالإعلام، ففي العديد من المناسبات يعبر الشباب بأن ثقتهم بالأحزاب انهارت، بسبب صراعها على السلطة ومصالحها الحزبية الضيقة وانقلابها على وعودها الانتخابية بتحسين ظروف العيش، لذلك فإن المنابر التي تمثلها هذه الأحزاب لن تحظى بالشعبية الكافية.