شبكة الإنترنت لم تعد قوة خير في عيدها الثلاثين

مخترع الشبكة العنكبوتية العالمية يؤكد أن الشبكة خلقت فرصة للمحتالين وأعطت صوتا لمن ينشرون الكراهية، وأصبحت موطنا للانتهاكات السياسية وخطاب الكراهية.
الأربعاء 2019/03/13
بعيدا عن حلم مبتكر الشبكة

لندن - احتفل موقع البحث الشهير غوغل الثلاثاء، بالذكرى الثلاثين لانطلاق الشبكة العنكبوتية العالمية.

وغيّر غوغل شعاره الرسمي إلى هيئة شاشة كمبيوتر تدور بداخلها الكرة الأرضية، تعبيرا عما قامت به الشبكة العنكبوتية العالمية بربط العالم كله بعضه ببعض، وتحويله إلى “قرية صغيرة”.

والشبكة العنكبوتية العالمية، تعني بالإنكليزية “The World Wide Web”، ويرمز لها اختصارا بأحرف (WWW)، وتضم الشبكة العنكبوتية العالمية كل ما يوجد على شبكة الإنترنت من محتويات مختلفة كصفحات الإنترنت، والفيديوهات، والصور، ويتم الدخول إلى هذه الشبكة من خلال بروتوكول اتصال يعرف بـ(HTTP).

ويعود اختراع الشبكة العنكبوتية العالمية إلى العالم الإنكليزي تيم بيرنرز لي، في عام 1989، حيث كتب أول متصفح ويب في عام 1990 أثناء عمله في سيرن (واحد من أكبر مختبرات الفيزياء في العالم) بالقرب من جنيف في سويسرا.

وفي عام 1991 تم إصدار الويب خارج سيرن، بداية في يناير، حيث كان مخصصا للمؤسسات البحثية، ثم أصبح في أغسطس متاحا للجمهور العادي، وانتشر انتشارا واسعا، ليكون أحد أهم أسس تطوير عصر المعلومات.

ومن جانبه، كشف تيم بيرنرز لي، مخترع الشبكة العنكبوتية العالمية، عن مشاكل كثيرة يعاني منها المستخدمون رغم الفائدة الكبيرة التي تسبب فيها اختراعه. وفي خطاب جديد نشره تيم، على الموقع الرسمي لشركة “web foundation”، قال إن شبكة الإنترنت تواجه الآن الكثير من المشاكل “يعاني المستخدمون من المضايقات عبر الإنترنت والاختراقات التي ترعاها الدول، والانتشار الفيروسي للأخبار المزيفة، وغيرها من السلوكيات الإجرامية”.

وتابع تيم، في الذكرى الـ30 على اختراعه الذي غيّر شكل العالم، وحوله إلى “قرية قصيرة”، “صحيح الشبكة خلقت فرصة للكثيرين، وأعطت الفئات المهمشة صوتا، وجعلت حياتنا اليومية أكثر سهولة، لكنها أيضا سهلت ارتكاب جميع أنواع الجرائم”.

وأوضح أن الشبكة خلقت فرصة للمحتالين وأعطت صوتا لمن ينشرون الكراهية، وأصبحت موطنا للانتهاكات السياسية وخطاب الكراهية.

شعار غوغل.. العالم كله قرية صغيرة
شعار غوغل.. العالم كله قرية صغيرة

وأشار تيم في خطابه إلى أن اختراع الشبكة العنكبويتة العالمية غيّر رؤية العالم حول نظام إدارة المعلومات، “لأن نصف سكان العالم دخلوا الإنترنت خلال ثلاثة عقود فقط”.

ولفت إلى أنه “يتفهم المخاوف من أن شبكة الإنترنت لم تعد قوة من أجل الخير، وأن الكفاح من أجل الويب هو إحدى أهم قضايا عصرنا”.

ويأمل بيم في تحسين قدرة البشر والأنظمة، وقال “بالنظر إلى مدى تغير الويب خلال الثلاثين عاما الماضية، سوف يكون الافتراض القائم على أن شبكة الويب كما نعرفها لا يمكن تغييرها للأفضل خلال الثلاثين عاما القادمة محض خيال”.

وأضاف “إذا تخلينا الآن عن بناء شبكة أفضل، فإن ذلك لا يعني أن شبكة الويب خذلتنا، بل نحن من خذلنا شبكة الويب”.

وطالب تيم الحكومات بـ”ترجمة القوانين واللوائح الخاصة بالعصر الرقمي.. يجب عليها ضمان بقاء الأسواق قادرة على المنافسة والابتكار والانفتاح”.

وأضاف في خطابه “يتعيّن على الشركات فعل المزيد لضمان أن السعي إلى تحقيق الأرباح خلال فترة قصيرة لا يتم على حساب حقوق الإنسان أو الديمقراطية أو الحقائق العلمية أو السلامة العامة”.

وتُعد رؤية برنرزـ لي “مثالية وواقعية” في نفس الوقت، وفقا لمؤلف كتاب “مستقبل الإنترنت، وكيف نوقفها” جوناثان زيتراين.

وأضاف أن رؤية مؤسس الشبكة العنكبوتية تنطلق من فكرة تتضمن أن شبكة مجانية ومفتوحة مثل الإنترنت ينبغي أن تساعد في التمكين لمستخدميها، بدلا من أن تحولهم إلى مجرد مستهلكين لها.

وأشار إلى أن “خطاب تيم المفتوح لم يُنشر لمجرد المطالبة ببناء شبكة أفضل، لكنه يدعو أيضا إلى أن نعود بأنفسنا إلى الالتزام بالمبادئ التي تجسدها” هذه الشبكة. وتتضمن هذه المبادئ، وفقا لزيتراين، إتاحة إمكانية الدخول على الشبكة العنكبوتية من أي مكان في العالم والشفافية التي تعني القدرة على مشاهدة وفهم كيفية عمل تطبيقات الشبكة.

19