شبكة أم.بي.سي التلفزيونية تركب موجة الاكتتابات السعودية

الرياض – كشف مصادر مطلعة الخميس أن مجموعة أم.بي.سي، التي تعدّ أكبر شبكة تلفزيونية في الشرق الأوسط، تستعد لإدراج أسهمها في سوق المال المحلي.
وفي حال تحققت هذه الخطوة والتي تندرج ضمن موجة كبيرة تتبعها الشركات السعودية لتعزيز ملاءتها المالية بجذب مستثمرين جدد، ستكون على الأرجح أول شبكة تلفزيونية عربية تقوم بعمليات اكتتاب في إحدى بورصات الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
وذكرت المصادر لوكالة بلومبرغ أن المجموعة الإعلامية العملاقة، التي تتخذ من الرياض مقرا لها حاليا بعد نقل مقرها من دبي، تعمل مع مصرفي جي.بي مورغان الأميركي وأتش.أس.بي.سي هولدينغز البريطاني لدراسة طرح عام أولي لها في بورصة “تداول”.
وبحسب المصادر، قد تضيف الشبكة التلفزيونية مزيدا من البنوك للعمل على الطرح في مرحلة لاحقة، ولم تتضح على الفور تفاصيل الإدراج، بما في ذلك حجم الاكتتاب والتقييم والتوقيت، وهي أمور عرضة للتغيير.
وأكدت المصادر التي رفضت الكشف عن هويتها لأن الخطط ليست معلنة أن إدراج أم.بي.سي قد يأتي في وقت أقربه العام المقبل، لكن المجموعة والبنوك التي كلفتها بدراسة العملة لم تعلق على الأمر.
ولم تكشف المصادر عن نسبة الأسهم التي سيم طرحها للأفراد أو الشركات والمستثمرين، لكن خبراء يتوقعون أن تجذب المجموعة المزيد من الأموال التي تسهم في جعلها تتوسع بشكل أكبر وفق مخطط مدروس.
وتمتلك الحكومة السعودية حصة تقدر بنحو 60 في المئة في المجموعة، فيما يمتلك باقية الأسهم مؤسسها ورئيس مجلس الإدارة وليد الإبراهيم أحد أغنى رجال الأعمال السعوديين.
وكان الإبراهيم من بين عشرات من المليارديرات الذين جرى احتجازهم في فندق “ريتز كارلتون” بالرياض في عام 2017 كجزء من حملة قامت بها الحكومة لمكافحة الفساد، لكن البعض اعتبرها هزة لإعادة تنظيم قطاع الأعمال بينما يشق البلد طريقه نحو تنفيذ “رؤية 2030” الإصلاحية.
وبعد خروجه من الريتز اتفقت الحكومة والإبراهيم على شراء حصة مسيطرة في المجموعة الإعلامية، بما في ذلك الأسهم المملوكة لعائلة رجل الأعمال الراحل صالح كامل الذي كان يملك شبكة راديو وتلفزيون العرب (أي.آر.تي).
وأطلقت المجموعة التي تأسست في 1991 بلندن ثم انتقلت إلى دبي في العام 2002 أول قناة فضائية عربية مملوكة للقطاع الخاص، وتضم الآن 20 قناة تلفزيونية أغلبها ترفيهية.
كما أن لديها خدمة بث الفيديو “شاهد في.آي.بي”، والتي تتوقع شركة داتا إكزيس الرائدة عالميا في قطاع الأعمال الذكية والإعلام أن يصل عدد مشتركيها بنهاية هذا العام قرابة 3 ملايين مشترك ما يجعلها المنصة رقم واحد في المنطقة العربية.
ويأتي إدراج أم.بي.سي وسط طفرة الاكتتاب العام في منطقة الخليج العربي الغنية بالطاقة، حيث انتعشت أسواق الأسهم الإقليمية بفعل ارتفاع أسعار النفط وتدفق أموال المستثمرين.
ووفقا للبيانات التي جمعتها بلومبرغ، استحوذت السعودية على الجزء الأكبر من ذلك من حيث عدد الاكتتابات الأولية، مع 22 إدراجا في سوق المال المحلية هذا العام من أصل 34 في منطقة الشرق الأوسط بأكملها.
وانتعشت موجة الإدراجات بشكل جزئي من بيع حصص في شركات حكومية لجذب المستثمرين الدوليين وتمويل الانتقال بعيدا عن الاقتصاد المعتمد على النفط، ولكن الانتعاش جاء أيضاً باندفاع الشركات العائلية للإدراج.