شبكات إذاعية أميركية تقاضي ترامب لوقف تمويلها

قرارات ترامب حولت مناطق واسعة من الأراضي الأميركية إلى "صحراء إعلامية قاحلة".
الأربعاء 2025/05/28
إدارة ترامب عمدت إلى تهميش الصحافيين

واشنطن – أقامت الإذاعة الوطنية العامة وثلاث محطات محلية في الولايات المتحدة الثلاثاء دعوى قضائية ضد الرئيس دونالد ترامب، وجاء فيها أن الأمر التنفيذي الذي أصدره بهدف وقف التمويل الاتحادي المخصص لها “غير قانوني”.

وتعتبر الدعوى القضائية، التي أقامتها أمام المحكمة الاتحادية في واشنطن الإذاعة الوطنية العامة وراديو كولورادو العام وراديو اسبن العام وإذاعة كيه.يو.تي.إي، أن الأمر التنفيذي لتقليص المخصصات العامة إلى محطة الشبكة التلفزيونية الأميركية والإذاعة الوطنية العامة ينتهك المادة الأولى من الدستور.

وفي وقت سابق هذا الشهر أصدر ترامب أمرا تنفيذيا بأنه يتعين على هيئة البث العام الأميركية والوكالات الاتحادية الأخرى “وقف التمويل الاتحادي إلى الإذاعة الوطنية العامة ومحطة الشبكة التلفزيونية الأميركية” ووقف أي مصادر غير مباشرة للتمويل العام للمؤسسات الإخبارية. وأصدر ترامب الأمر التنفيذي بعدما اتهمها بـ”التحيز” في التغطية الإخبارية.

وجاء في الدعوى القضائية أن “أهداف الأمر التنفيذي لا يمكن أن تكون أكثر وضوحا: ويهدف الأمر إلى معاقبة الإذاعة الوطنية العامة على محتوى الأخبار والبرامج الأخرى التي لا تروق للرئيس وتقييد حرية الإذاعة الوطنية العامة والمحطات الإذاعية العامة في جميع أنحاء البلاد في ممارسة الحقوق الواردة في المادة الأولى من الدستور.”

تراجع الولايات المتحدة إلى المرتبة 75 من أصل 180 دولة في العام الجاري، لتصنف ضمن الدول ذات الوضع "الإشكالي" في مجال الحرية والإعلام

وفي تقريرها السنوي لحرية الصحافة قالت منظمة “مراسلون بلا حدود” إن حرية الصحافة في الولايات المتحدة شهدت تدهورا ملحوظا منذ وصول ترامب إلى البيت الأبيض، وعزت المنظمة الأسباب إلى توجه الإدارة الأميركية نحو تسييس الإعلام وخفض الدعم للمؤسسات المستقلة، وتكمن المفارقة في تزامن صدور التصنيف الدولي لحرية الصحافة مع إعلان الإدارة الأميركية توقيع أمر تنفيذي بخفض تمويل مؤسستين إعلاميتين جديدتين في الولايات المتحدة.

وبحسب تقرير حرية الصحافة تراجعت الولايات المتحدة إلى المرتبة 75 من أصل 180 دولة في العام الجاري، لتصنف ضمن الدول ذات الوضع “الإشكالي” في مجال الحرية والإعلام.

ووفقاً لما ورد في التقرير العالمي، تفاقمت الأزمة في الولايات المتحدة بعد لجوء الإدارة الأميركية إلى إغلاق العديد من منابر الإعلام المحلية، وتحويل مناطق واسعة من الأراضي الأميركية إلى ما وصفه التقرير بـ”صحراء إعلامية قاحلة”، حيث تختفي وسائل الإعلام المحلية، وهو ما يحد من قدرة المواطنين على الوصول إلى معلومات موثوقة.

وقال إن إدارة ترامب عمدت إلى تهميش الصحافيين، في سياق يتسم بانهيار الثقة بوسائل الإعلام، وتنامي مناخ عدائي متزايد ضد مهنة الصحافة.

وتواجه وسائل الإعلام الأميركية تحديات اقتصادية كبيرة، حيث أدى تجميد أموال المساعدات الدولية، مثل تلك المقدمة من الوكالة الأميركية للتنمية الدولية، إلى إغراق مئات وسائل الإعلام في وضع اقتصادي حرج وغير مستقر، بينما اضطر بعضها إلى الإغلاق التام.

ويظهر التقرير أن الولايات المتحدة تواجه تحديات كبيرة، تتطلب تدخلا عاجلاً لضمان بيئة إعلامية حرة ومستقلة.

5