شبح فضيحة سرقة البيانات يعود إلى فيسبوك

واشنطن - أوقفت مجموعة فيسبوك شركة تحليل بيانات مقرها بوسطن من الدخول على موقعها، وفتحت تحقيقا للنظر في ما إذا كانت العقود التي وقعتها الشركة مع الحكومة الأميركية وشركة روسية غير ربحية تنتهك خصوصية المستخدمين، بحسب ما أفادت صحيفة “وول ستريت جورنال”.
وتقول شركة “كريمزون هيكساغون” إن منصتها تسمح للزبائن وبعضهم شركات أميركية كبرى، بتحليل بيانات الجمهور ورصد صورة العلامة التجارية وأداء الحملات.
وتفتخر الشركة التي تأسست في العام 2007 من قبل غاري كينغ، مدير معهد العلوم الاجتماعية الكمية في جامعة هارفارد وتتخذ من بوسطن مقرا لها، بامتلاكها قائمة كبيرة من العملاء في جميع أنحاء العالم تتضمن روسيا وتركيا والولايات المتحدة والمملكة المتحدة، وتدعي أنها جمعت كميات هائلة من منشورات وسائل التواصل الاجتماعي العامة من فيسبوك وإنستغرام وتويتر وتيمبلر وغيرها من المصادر.
ونقلت الصحيفة الأميركية عن أشخاص مطّلعين على عمل الشركة أن العقود التي وقعتها “كريمزون هيكساغون” مع الحكومة، والتي تسحب بموجبها الشركة بيانات شخصية لمستخدمي فيسبوك، لم تحصل على موافقة مسبقة من عملاق التواصل الاجتماعي.
ومنذ 2014 دفعت وكالات حكومية أميركية لكريمزون هيكساغون أكثر من 800 ألف دولار قيمة 22 عقدا، بحسب ما نقلت “وول ستريت جورنال” عن بيانات المشتريات الحكومية.وباعت شركة كريمزون هيكساغون التحليلات التي تملكها إلى دول خارجية منها تركيا وروسيا، كما عملت مع المنظمة غير الربحية الروسية المسماة “مؤسسة تنمية المجتمع المدني”، والتي تربطها علاقات مع الكرملين، حيث استخدمت المنظمة البيانات لدراسة رأي الشعب الروسي في حكومة الرئيس فلاديمير بوتين، في حين استخدمت تركيا البيانات لدراسة رد فعل الجمهور على قرارها عام 2014 منع الوصول إلى تويتر.
ويبدو أن الشركة الأميركية حصلت مرة واحدة على الأقل عن طريق الخطأ على بيانات شخصية من خدمة “إنستغرام” التي تملكها فيسبوك منذ 2012.
وطلبت فيسبوك من “كريمزون هيكساغون” أدلة إضافية، لكن الصحيفة نقلت عن متحدث باسم شبكة التواصل الاجتماعي قوله “بناء على تحقيقاتنا لحد الآن لم تحصل كريمزون هيكساغون على أي معلومات بشكل غير مناسب من فيسبوك أو إنستغرام”.
من جهته قال كريس بينغهام، كبير مسؤولي التكنولوجيا في “كريمزون هيكساغون” في بيان، إن “الشركة تتعاون بشكل كامل مع شركة فيسبوك التي أعلنت علنا أن تحقيقاتها لم تجد حتى الآن أي خطأ”، وقام عبر منشور بالتمييز بين شركة كامبريدج أناليتيكا، التي جمعت بيانات خاصة من مستخدمي فيسبوك، وشركة كريمسون هيكساغون، التي تستخدم بيانات وسائل التواصل الاجتماعي العامة.
وأقرت فيسبوك في يوليو الجاري أنها تخضع لتحقيقات أميركية وبريطانية على خلفية فضيحة استغلال الشركة البريطانية “كامبريدج أناليتيكا” لبيانات مستخدميها.