شبح الحرب الأهلية يخيم على الصومال بعد التمديد لفرماجو

مقديشو - أعلن الرئيس الصومالي السابق حسن شيخ محمود أن جنودا هاجموا مقر إقامته، موجها الاتهامات للرئيس محمد عبدالله محمد بالمسؤولية عن التصعيد الحاصل، في وقت تشهد فيه البلاد توترا خطيرا على خلفية تمديد ولاية الرئيس فرماجو.
وقال محمود في حسابه على تويتر "من المؤسف جدا أن جيشا تحت قيادة الرئيس السابق هاجم مسكني. سبق أن حذرت وشددت على مخاطر تسييس الأمن.. فرماجو مسؤول عن التداعيات".
وأشار إلى فرماجو بـ"الرئيس السابق" باعتباره لا يعترف بقرار البرلمان الصومالي بخصوص تمديد ولاية الأخير لعامين قادمين.
يأتي ذلك في وقت ذكرت وسائل إعلام صومالية الأحد أن مواجهات اندلعت بين قوات عسكرية معارضة وقوات موالية للرئيس فرماجو.
وشهدت مقديشو انتشار وحدات من الجيش الرافضة للتمديد لفرماجو، والتي بسطت سيطرتها على مديريتي كاران وياخشيد، في تحرك يعكس حالة الانقسام داخل الجيش الصومالي.
وسارعت الرئاسة الصومالية إلى إعلان حالة الجاهزية القصوى لقوات موالية لها في محيط القصر الرئاسي، وأغلقت التقاطعات الرئيسية في مقديشو.
ويقول مراقبون إن المواجهات تكشف عن انقسامات في قوات الأمن الصومالية، تنطوي على خطر صدام داخلي يمكن أن يمثل فرصة تستغلها حركة الشباب المتشددة.
ويرى المراقبون أن هناك خطرا متزايدا من اندلاع حرب أهلية جديدة في البلاد، التي لا تزال تعاني من تداعيات حربها الأهلية الماضية.
ويشهد الصومال أزمة سياسية عميقة منذ النصف الثاني من 2020، تمثلت بعجزه في غياب توافق سياسي، عن تنظيم الانتخابات في أواخر 2020 وأوائل 2021 كما كان مقررا في البداية.
وأقر مجلس النواب في البرلمان الصومالي تشريعا لتمديد فترة محمد لما يصل إلى عامين لكن مجلس الشيوخ رفضه.
وكان الرئيس وقّع في منتصف أبريل قانونا يمدد فترته الرئاسية عامين، مما أثار معارضة داخل الصومال وجعل البلاد على مسار تصادمي مع الغرب ومانحين آخرين يعارضون الخطوة.
وحذر مجلس الأمن الدولي من أن يؤدي المأزق السياسي والخلاف بين قادة الصومال بشأن الانتخابات، إلى صرف الانتباه عن المشكلات الملحة ومحاربة الإرهاب والتصدي لتهديدات حركة "الشباب".
ومنذ سنوات يخوض الصومال حربا ضد حركة الشباب التي تأسست مطلع 2004، وتبنت العديد من العمليات الإرهابية التي أودت بحياة المئات.
وتسيطر حركة الشباب على أجزاء كبيرة من جنوب ووسط الصومال، وغالبا ما تستهدف العاصمة بتفجيرات انتحارية. وكانت الجماعة المتطرفة هدفا متكررا للضربات الجوية العسكرية الأميركية.