شباب فلسطينيون يؤسسون مشروعا طموحا لإنتاج أفلام الكرتون

فايز الكركي أول منتج أفلام متحركة في فلسطين يسعى إلى العالمية.

الثلاثاء 2022/09/27
هذا العمل في حاجة إلى فن والكثير من الصبر والتركيز

إنتاج الأفلام ليس بالأمر السهل وخاصة أفلام الكرتون، التي تعاني شحا كبيرا في مستوى الإنجاز إذ نادرة هي المشاريع التي تقدم أعمالا من هذا النمط الفني رغم أهميته البالغة. ويتحدى شباب فلسطينيون ظروف الإنتاج الصعبة في أول شركة إنتاج من نوعها تعتني بإنجاز أفلام الكرتون.

قيس أبوسمرة

الخليل (الضفة الغربية) - استطاع الفلسطيني فايز الكركي، من مدينة الخليل جنوبي الضفة الغربية، تحقيق حلم طفولته بإنتاج أفلام رسوم متحركة، طامحا في الوصول إلى العالمية.

الشاب الكركي (25 عاما)، اضطر إلى ترك الدراسة عام 2009، غير أنه صب جل اهتمامه على إنتاج الأفلام المتحركة، حيث يعد أول صانع أفلام متحركة في فلسطين.

هواية تحولت إلى مشروع

فايز الكركي: بدأت الشركة من رسمة صغيرة ووصلت إلى مجموعة تخصصات منها هندسة الرسم

بدأ الكركي مشروعه في غرفة صغيرة ببيت عائلته، حتى بات اليوم يملك شركة متخصصة في إنتاج الأفلام المتحركة، إلى جانب تخصصات أخرى، اسمها “Fab Lab Pal Motion”.

وقال الكركي في حديث إعلامي له “منذ صغري لدي هواية الرسم، طورتها باستخدام هندسة الرسومات وتحويلها إلى مجسمات من كرتون وملتينة (معجون سلس)”.

وأردف “بعد أن وصلت إلى مرحلة امتلكت خلالها كاميرا وبدأت في التقاط صور لمجسمات من مختلف الزوايا ظهر أن تلك الصور عندما يتم تحريكها تصبح لقطة فيديو، وهو ما يعرف بتقنية (stop emotion/ فن التصوير المتعاقب)”.

وتابع “بدأت الشركة من رسمة صغيرة ووصلت إلى مجموعة تخصصات منها هندسة الرسم، الحرف اليدوية، الأشغال الفنية والميكانيك”.

وأفاد بأنه يعمل على إنتاج أفلام ينشرها عبر المنصات الاجتماعية ومنصة يوتيوب، إلى جانب إنتاج أفلام للشركات والمؤسسات، منها محلية وأخرى عالمية.

وأشار إلى تلقيه تدريبا لمدة 6 أشهر في جامعة “بوليتكنيك” فلسطين في مدينة الخليل، حول تحويل الأفكار إلى مشاريع.

إنتاج ومهارات متعددة

◙ فيلم بطول 30 ثانية يحتاج إلى عمل قد يأخذ أسابيع
◙ فيلم بطول 30 ثانية يحتاج إلى عمل قد يأخذ أسابيع

ذكر المتحدث، أن “فيلما بطول 30 ثانية يحتاج إلى عمل قد يأخذ أسابيع، وذلك بحسب البيئة التي تصنع الشخصيات والديكور والتصوير والتأثيرات السمعية والموسيقية والمونتاج (تعديل وتركيب الصور ومقاطع الفيديو)”.

ينحت الكركي وطاقمه المكون من 7 أشخاص بين شركاء ومتدربين، الشخصيات من الصلصال و”الملتينة” والصلصال الحراري، كما يعمل على إعادة تدوير المواد من أخشاب وكرتون و”نايلون” ومعادن، حيث يستخدم الفريق تقنيات متقدمة في التصوير والمونتاج والتأثيرات الصوتية.

واستطاع الشاب الفلسطيني، الوصول إلى مرحلة تحريك المجسمات آليا، قائلا إنه “يمضي أياما في الشركة لإنتاج الأفلام”.

شركة الإنتاج الناشئة تسعى إلى فتح أقسام حديثة منها إنتاج الأفلام الوثائقية وصناعة التأثيرات الصوتية والموسيقية

تعلم الكركي فنون التصوير، وهندسة الصوت، واستخدام برامج التصميم الرقمي المتنوعة بالإضافة إلى المونتاج، مشيرا إلى أن “مرحلة التصوير هي أصعب وأطول مرحلة في العمل”.

وتنتج شركته، إعلانات تجارية وأفلاما خاصة بالشركات والمؤسسات محلية وأخرى دولية، بأسلوب يقول إنه “بسيط يلامس واقع الجمهور (..) هذا العمل بحاجة إلى فن والكثير من الصبر والتركيز”.

وعن الأفكار التي يقدمها يقول “إنها مستوحاة من البيئة المحيطة، وغالبيتها تعالج ظواهر مجتمعية بطريقة كوميدية”، موضحا أنه واجه في بداية مشواره صعوبات مادية، وأخرى في توفير مستلزمات الإنتاج.

جوائز وطموحات

في عام 2020، حصلت شركة الكركي على جائزة “مؤسسة التعاون الفلسطينية للإبداع”، وقيمتها 20 ألف دولار.

وقبلها في 2016، حاز الكركي على جائزة أفضل فيلم “أنيميشن” (رسوم متحركة) بفلسطين من خلال مشروع “الشراكة من أجل التنمية” الذي أطلقته مؤسسة العمل التنموي “معا” (غير حكومية).

وقال الكركي، إنه يطمح إلى الوصول إلى العالمية، معتبرا نفسه “يسير بخطى ثابتة نحو هدفه”.

مبدعون فلسطينيون ينتجون أفلاما مستوحاة من البيئة المحيطة وغالبيتها تعالج ظواهر مجتمعية بطريقة كوميدية

وفي مقر الشركة عدة أقسام، منها مشغل خاص للنحت، والرسم، وآليات لقص الخشب والبلاستيك، والألوان، وغيرها، وقسم خاص عبارة عن مسرح تصوير سينمائي، وكأنه مدينة متكاملة من غابات وطرقات وحدائق ومنازل ومرافق ومركبات ووسائل ترفيه.

فراس التميمي، المختص في التأثيرات الصوتية بالشركة، أفاد بأنها توفر مساحات ومختبرات عملية ومعدات وخبراء لكل من يريد أن يحول فكرة مشروع إلى واقع على الأرض ينطلق من خلالها إلى سوق العمل.

وأضاف التميمي أنهم يعملون في الشركة على فتح أقسام حديثة منها إنتاج الأفلام الوثائقية، وصناعة التأثيرات الصوتية والموسيقية.

14