شاشة لبنان تنطفئ بقرار شفهي من وزير الإعلام

أطفئت شاشة لبنان بقرار شفهي من وزير الإعلام، لتشكل سابقة تحمل دلالات خطيرة على الوضع الذي آل إليه لبنان، القرار جاء على خلفية خلافات بين الموظفين والوزارة على زيادات أقرت سابقا بشأن الرواتب.
بيروت - استفاق لبنان صباح الجمعة على انقطاع بث تلفزيونه الرسمي، ليعلن مكتب وزير الإعلام زياد مكاري لاحقا أن قرار وقف البث ليس نهائيا.
وفاجأ القرار، الذي صدر شفهيا، اللبنانيين الذين على الرغم من انتقاداتهم لضعف مردودية التلفزيون الرسمي، خلال السنوات الأخيرة، لكن القرار بإطفاء شاشته أحدث رجة وعزز الشعور القائم بانهيار لا عودة فيه للبنان.
وقالت الصحافية رولا إبراهيم في تغريدة عبر حسابها على منصة “إكس”:
roulaibrahim@
التلفزيون والمدرسة هما أساس إعادة بناء الوطن والثقافة الوطنية! إغلاق تلفزيون لبنان خطوة فظيعة وحاسمة نحو تدمير لبنان الذي نعرف، لبنان الذي ما زلنا نحاول أن نحلم به. هذا أول الغيث. الجامعة الوطنية والمدرسة الرسمية والمستشفى الحكومي والكهرباء والماء والنقل… كلها ستلحق!
وغردت الصحافية فرح الهاشم:
AlhashemFarah@
إيقاف #تلفزيون_لبنان يعني موت لبنان القديم الجميل وإحياء مسخ لدولة لا نعرفها.. نراها متجسدة في التقارير وأرشيف الحرب الأهلية على القنوات اللبنانية المتحزبة الأخرى التي تتفنن في الترويج للعنف والحرب والقتل.
وتوجه الكاتب السياسي شادي سرايا إلى وزير الإعلام بالقول:
chadisaraya1@
وزير الإعلام المجرم زياد مكاري.. كيف تجرؤ على إقفال “تلفزيون لبنان” الذي يُعتبر أعرق وأقدم مؤسسة مرئية في الشرق الأوسط.. عليك بالتراجع فورا عن قرارك وإعلان استقالتك.. الممانعة تمحي وبشكل ممنهج ذاكرة لبنان.
ويعود قرار وقف البث إلى خلافات بين وزارة الإعلام ونقابة مستخدمي تلفزيون لبنان، التي بدأت إضرابا مفتوحا منذ الخميس الماضي، شمل التوقف بشكل كامل عن العمل، بما في ذلك نشرات الأخبار، مع الاكتفاء بعرض برامج من الأرشيف.
وجاء إضراب النقابة احتجاجا على عدم تفعيل زيادات في الرواتب أقرتها الحكومة منذ 22 شهرا، وحصل عليها جميع موظفي الدولة باستثناء تلفزيون لبنان.
وبرر المكتب الإعلامي للوزير مكاري لاحقا قرار إيقاف البث، بأنه “نتيجة إصرار نقيبة مستخدمي تلفزيون لبنان ميرنا الشدياق حديثة العهد في العمل النقابي، على وقف بثّ البرامج، واستخدام الشاشة العامّة وسيلة لبثّ البيانات الصادرة عنها حصرا، الأمر الذي يكبّد خزينة الدولة نفقات كبيرة غير منظورة، كالمازوت على سبيل المثال لا الحصر”، وهو تبرير لم يقنع الكثيرين، وأثار تهكم البعض.
ويعاني موظفو تلفزيون لبنان من ظروف مادية صعبة في ظل أزمة اقتصادية خانقة تشهدها البلاد منذ العام 2019، أبرز مظاهرها انهيار العملة المحلية أمام الدولار.
وقالت الإعلامية في تلفزيون لبنان أريج خطار “فوجئنا بطلب وزير الإعلام توقيف بث الشاشة الرسمية للبلاد، هذا الخبر محزن”.
وأضافت خطار “هذا التلفزيون مهمش منذ سنوات وليست هذه الطريقة التي يكافأ بها الموظفون فيه”.
وتابعت أن “سبب الإقفال هو اعتبار الوزير استمرار الموظفين بالإضراب مسألة موجهة ضده شخصيا وهذا ليس صحيحا رغم إقراره بأحقية مطالبنا”.
ولفتت إلى أن “الموظف اليوم لا يستطيع العيش بـ40 أو 50 دولارا كراتب شهري، وخاصة أن المستحقات المالية (زيادات بالرواتب) التي أقرتها الحكومة منذ بداية الأزمة المالية في العام 2019”.
خطوة مكاري بإيقاف البث تستهدف الضغط على نقابة مستخدمي "تلفزيون لبنان" لوقف الإضراب بعدما تأمّنت الأموال المطلوبة لدفع مستحقات العاملين وباتت في المصرف
واعتبرت أن “معركة الموظفين في التلفزيون تتمثل بتحصيل الحقوق والزيادات التي أقرتها الدولة”، والتي بلغت 7 أضعاف قيمة الراتب.
وقال موظف من مديرية الأخبار في التلفزيون اللبناني، مفضلا عدم الكشف عن اسمه، إن “قرار الوزير بتوقيف البث هو بمثابة ضغط على الموظفين للعودة إلى العمل”.
وأضاف “منذ 22 شهرا الزيادات التي أقرتها الحكومة لموظفي القطاع العام لم نحصل على شيء منها”.
وقال المصور بلال شومان، الذي يعمل في تلفزيون لبنان منذ أربعين عاما، إن “وزير الإعلام قرر إيقاف البث بعد فشل نقابة المصورين وإدارة التلفزيون في التوصل إلى اتفاق بشأن زيادات الرواتب”.
وذكرت مصادر مطلعة أن خطوة مكاري بإيقاف البث تستهدف الضغط على نقابة مستخدمي “تلفزيون لبنان” لوقف الإضراب بعدما تأمّنت الأموال المطلوبة لدفع مستحقات العاملين وباتت في المصرف. لكن النقابة تصرّ على دفع المستحقات قبل وقف الإضراب، في ظل انعدام الثقة بين الجانبين.
وكانت مديرية الخزينة في وزارة المالية، أعلنت الأربعاء عن تحويل نحو 71 ألفا و469 دولارا إلى مصرف لبنان كدفعة من مساهمة لدفع التعويض المؤقت للعاملين في التلفزيون الرسمي عن أشهر مايو ويونيو ويوليو 2023.
وشكلت خطوة وزير الإعلام رسالة سلبية للشارع اللبناني، حيث تساءل العديد عن كيف سيكون حال لبنان إذا وصل مرشح الممانعة سليمان فرنجية إلى رئاسة الجمهورية، فهل سيغلق لبنان كما فعل الوزير المنتمي إلى تيار المردة بتلفزيونه.
وفي هذا الصدد غردت إحدى اللبنانيات على منصة “إكس”:
Joanna_MDaher@
بقرار من وزير المردة #زياد_مكاري أقفل #تلفزيون_لبنان، عندما يصبح #سليمان_فرنجية رئيسا سيقفل #لبنان نهائيا.
وقالت أخرى:
RandaMurr1@
شو هالوزير المهم: مكاري قال طفى تلفزيون لبنان، هيك رح يكون عهد فرنجية؟ يا فرحتنا.
ولتلفزيون لبنان الذي يعد أحد أقدم التفزيونات في العالم العربي، مكانة خاصة في وجدان اللبنانيين، على الرغم من أن الكثيرين لم يعودا راضين عن المحتوى الذي يقدمه والذي بدا واضحا تأثره بالأزمة الاقتصادية، التي أثرت على جل القطاعات بما في ذلك قطاع الإعلام.
وقالت إحدى اللبنانيات في تغريدة عبر حسابها على “إكس”:
sahar_ghaddar@
ذاكراة وطنية كاملة تُقفل اليوم… الاستزلام والتوظيف الانتخابي والسرقات.. كلها سكّرت تلفزيون لبنان… وبدل ما نشوف دولة راكضة تحمي ذاكرتها بدن بأقل الوسائل يخفوها.. سكروا أبواق الفتنة مش #تلفزيون_لبنان.
وقالت مغردة أخرى:
Zeinab__Awada@
سيكتب التاريخ أنه في زمن الملياردير نجيب ميقاتي تم إقفال التلفزيون الوطني! صحيح أن #تلفزيون_لبنان في الآونة الأخيرة كان كالمياه الراكدة إلا أن الخطوة التالية كانت من المفترض أن تكون للتطوير.. لتوحيد الطاقات والجهود.. لخطة طوارئ إعلامية للنهوض به من جديد.. لكن الانحطاط الإعلامي الذي نعيشه وانشغال كل جماعة بتلفزيونها الخاص أعدما هذه الإمكانية..
عندما يصبح التلفزيون الوطني أولوية عند الجميع وقتها نستطيع الحديث عن بناء وطن حقيقي!
وقالت منى رسلان:
MounaReslan@
كان الأولى بسلطة #لبنان! أن تُغلق منافذ التهريب البشري، المالي، السلاحي، التخديري، الترهيبي والتهرّب الضريبي، وتستلم زمام الأمور بدل تسيير مصالحها الخاصة، والتلطي وراء الأجهزة والأخبار المضللة، وأن تتمتّع برؤيا مؤسساتية وطنية قبل اتِّخاذ قرار بإقفال #تلفزيون_لبنان حافظ ذاكرة الوطن.
ويعود تأسيس تلفزيون لبنان إلى فترة نهاية الخمسينات، وكان في البداية مملوكا لشركتين خاصتين بالكامل، قبل أن يتم عام 1978 دمجه كشركة مختلطة مناصفة بين القطاعين العام والخاص، إلى أن استحوذت الدولة على أسهم القطاع الخاص عام 1996، ويبقى منذ ذلك مملوكا للدولة بشكل كامل.