"شارلي إيبدو" تستنفر النظام الإيراني برسوم مهينة لخامنئي

دول غربية عدة، من بينها فرنسا، أعربت  عن دعمها للاحتجاجات، موجهة انتقادات لتعامل السلطات الإيرانية معها.
الخميس 2023/01/05
تحت قصف الكاريكاتور

باريس - حذرت إيران الحكومة الفرنسية من ردّ حاسم، بعد نشر مجلة “شارلي إيبدو” الساخرة رسوما كاريكاتورية مهينة للمرشد الأعلى لإيران علي خامنئي. ونشرت المجلة في عدد خاص الأربعاء رسوما كاريكاتورية لخامنئي، أعلى شخصية سياسية ودينية في إيران، وصاحب الكلمة الفصل في السياسات العليا.

وأتت الرسوم في سياق مسابقة أعلنت عنها المجلة دعما للاحتجاجات التي تشهدها إيران منذ 16 سبتمبر 2022 في أعقاب وفاة الشابة مهسا أميني على إثر توقيفها من قبل شرطة الأخلاق لعدم التزامها القواعد الصارمة للباس.

وكتب وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان عبر تويتر “إن العمل المهين وغير اللائق الذي بادرت إليه مجلة فرنسية ضد المرجعية السياسية والدينية لن يمر دون رد حاسم وفعال”. وأضاف “لن نسمح للحكومة الفرنسية بتجاوز حدودها. لقد اختاروا طريقا خاطئا بالتأكيد”.

الرسوم الكاريكاتورية تهدف إلى دعم "الإيرانيين الذين يناضلون من أجل حريتهم" تحت شعارMullahsGetOut#

وأطلقت المجلة في ديسمبر الماضي مسابقة دولية لإعداد رسوم كاريكاتورية لخامنئي بهدف “دعم الإيرانيين الذين يناضلون من أجل حريتهم” تحت شعار MullahsGetOut# (الملالي ارحلوا) .

قُتل المئات، بينهم عشرات من عناصر قوات الأمن، خلال الاحتجاجات التي تخللها رفع شعارات مناهضة للسلطات. كما تم توقيف الآلاف على هامش التحركات التي يعتبر مسؤولون إيرانيون جزءا كبيرا منها بمثابة “أعمال شغب” يقف خلفها “أعداء” الجمهورية الإسلامية.

وأعربت دول غربية عدة، من بينها فرنسا، عن دعمها للاحتجاجات، موجهة انتقادات لتعامل السلطات الإيرانية معها.

ونشرت المجلة الأسبوعية الرسوم في عدد خاص إحياء للذكرى السنوية لهجوم على مكاتبها في باريس في السابع من يناير 2015، نفذه مسلحان مرتبطان بتنظيم القاعدة، وقالا إنه “كان انتقاما لنشرها رسوما كاريكاتورية اعتبرت مسيئة للنبي محمد”.

واختارت المجلة الساخرة عنوان عددها “الملالي، ارجعوا من حيث أتيتم”! في إشارة إلى العودة إلى رحم المرأة التي يقمعونها. وسخرت “كل المشاركين حجزوا مكانا في الجحيم”. وتنوعت مواضيع الرسوم بين الحديث عن الإعدام والحجاب القسري وتعدد الزوجات وغيرها من المواضيع.

وقالت المجلة “في الشهر الماضي، أطلقت شارلي إيبدو مسابقة رسوم كاريكاتورية للمرشد الأعلى لإيران علي خامنئي. لقد كانت طريقة لإظهار دعمنا للرجال والنساء الإيرانيين الذين يخاطرون بحياتهم للدفاع عن حريتهم ضد الثيوقراطية التي اضطهدتهم منذ عام 1979. وكانت أيضًا طريقة لتذكر الأسباب التي أدت إلى اغتيال رسامي الكاريكاتير والمحررين في شارلي إيبدو قبل ثماني سنوات للأسف. أولئك الذين يرفضون الخضوع لإملاءات الأديان يجازفون بدفع ثمنها بحياتهم”.

وأضافت  “شارلي إيبدو”، “أطلقنا مسابقة رسوم كاريكاتورية. أردنا دعم نضال الإيرانيين الذين يناضلون من أجل حريتهم بالسخرية من هذا الزعيم الديني من عصر آخر، وإعادته إلى مزبلة التاريخ. بعد بضعة أسابيع وبعد تلقي أكثر من 300 رسم بالإضافة إلى آلاف التهديدات”.

وقالت المجلة إنها تلقت الرسومات من جميع أنحاء العالم، مما يوضح لمن لا يزال يشك في ذلك، البعد العالمي للكاريكاتير والتعلق بالحرية في مواجهة التعسف الديني”. وأضافت “من بين أكثر من 300 رسم وصلت إلينا، اخترنا أنجحها وأكثرها إبداعًا وأكثرها فعالية. الجميع، على أي حال، يتمتع بميزة تحدي السلطة”.

وتابعت المجلة أنه “من الواضح أنه لا توجد جائزة يمكن ربحها، لأن منح المركز الأول والثاني والثالث سيكون بمثابة التقليل من قيمة الرسومات الأخرى. ثم ما هي المكافأة التي تستحق الشجاعة لقول لا للطغاة الدينيين؟ ومع ذلك، هناك شيء لا يمكن لأحد أن يشتريه أو يتنازل عنه، لسبب وجيه وهو أنه لا يقدر بثمن: الحرية، بكل بساطة”.

وذكرت مجلة “شارلي إيبدو” بمسابقة أطلقها النظام الإيراني، وقالت إنه “في عام 1993، أطلقت طهران مسابقة رسوم كاريكاتورية وطلبت من رسامي الكاريكاتير رسم مؤلف كتاب 'آيات شيطانية' من أجل تصوير المؤامرة الحقيقية التي تختبئ وراء رواية ‘التجديف’ لسلمان رشدي. وكان الفائز سيحصل على 160 قطعة نقدية ذهبية. ردا على ذلك، نشرت شارلي إيبدو حوالي عشرين رسما كاريكاتوريا ساخرا عن إيران”.

 وتابعت “لولا هذه المنافسة التي أطلقها الملالي الإيرانيون الذين أرادوا السخرية من رشدي، ربما لم تكن لدينا أبدًا فكرة نشر رسوم كاريكاتورية للمرشد الإيراني الحالي. على الأقل، لهذا السبب وحده، يمكننا أن نقول شكرًا للملالي!”.

وقال الصحافي الفرنسي جورج مالبرونوت في تغريدة إن “تشارلي إبدو لديها الحق في نشر رسوم كاريكاتورية للمرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي. لكن ستكون هناك عواقب. أحدها هو زيادة تدهور العلاقات مع فرنسا وربما إضعاف وضع الرهائن السبعة المحتجزين هناك”.

5