شادي أديب يصوّر الحياة والفنون الشعبية العربية انطلاقا من القمر وحكايات أخرى

الفنان المصري ينسج عالمًا من الطفولة والبراءة على سطح لوحاته ليدعو جمهوره إلى التخلص من هموم الحياة وضغوطات العمل.
الاثنين 2022/06/20
أشكال تأخذ من القمر دائريته ونوره

القاهرة – انطلق الفنان التشكيلي المصري شادي أديب من شكل القمر الدائري لينجز نحو خمسين لوحة في معرضه الفردي الجديد الذي يأتي بعنوان “القمر وحكايات أخرى”، والذي يستلهم فيه جمال القمر والأفكار التي يمكن أن يوحي بها للإنسان وكل العناصر المرتبطة بهذا الكوكب بدءا من الأساطير والحكايات الشعبية وغيرها.

ولطالما كان القمر ملهما كبيرًا لبني البشر، ومن جماله، نظم الكثير من الشعراء قصائد خالدة، ومن تفاصيله ألفت عشرات بل مئات الأغاني، ويذكره التاريخ الإنساني كرمز للجمال والرومانسية، وترتبط به حكايات وأساطير.

وتقسم اللوحات إلى خمس مجموعات هي (الوحدة – الملاك – المركب – العائلة – الموسيقيين) وتم إنتاجها جميعا خلال الفترة من 2019 حتى 2022.

ويجسّد الفنان في هذا المعرض المشاهد اليومية للحياة بشكل مختلف حيث اعتمد على القمر، وشكل الوجه الدائري في التعبير عن الحياة والفنون الشعبية العربية التي تربط أصحاب الوجه والجسد الممتلئ بالمرح والبساطة.

أفكار لوحات المعرض تنوعت ما بين الوحدة والموسيقى والأسرة، واشتركت جميعها في شكل الإنسان الممتلئ ذي الوجه الدائري

وتنوعت أفكار لوحات المعرض الفني الذي انتظم بين 7 و18 يونيو الجاري، ما بين الوحدة والموسيقى والأسرة، واشتركت جميعها في شكل الإنسان الممتلئ ذي الوجه الدائري، الذي يشبه الأطفال في براءتهم وتأقلمهم مع كافة الظروف المحيطة بهم.

وينسج الفنان عالمًا من الطفولة والبراءة على سطح لوحاته، ليدعو جمهوره إلى التخلص من هموم الحياة وضغوطات العمل والتحرر من القلق تجاه الجائحة للاستمتاع بلحظات إنسانية خالصة وتعلم خاصية التكيّف مع كافة الظروف المحيطة من أجل تحقيق السعادة المنشودة.

وأراد شادي أديب من خلال لوحاته وصف مراحل مختلفة من الحياة، من بينها فترة جائحة كورونا وما بعدها مباشرة. وحرص على توصيل أفكاره ونظرته للأمور باستخدام الألوان المتنوعة والمتناغمة والتي تراوحت بين ألوان هادئة وأخرى مكثفة ومضغوطة، للتعبير عن الأحاسيس القوية في كل مجموعة من اللوحات.

ورأى الفنان خالد سرور أن “في معرض ‘القمر .. وحكايات أخرى’ تأتي أعمال الفنان شادي أديب بتكوينها السلس الأقرب للتعبير الشعبي البسيط، فكان قادراً على إظهار موضوعاته المرتبطة بحالته الذاتية في إطار جمالي يعتمد الحركة والكتلة والإيقاع وقوة عنصر الخط وجمالياته التي تتجاوز كونه مُحدداً للأشكال”.

ويضيف أن “هذا التعبير بشكل غير متكلّف تتناغم خلاله الأبعاد التشكيلية والصياغات اللونية والموضوعات في اللوحات لتسمح بحالة نسبية من التأويل الذي تقود إليه بعض العناصر الموظفة باختزال لإثراء سطح اللوحة بمعانٍ يقود بعضها إلى بعض بوعي شديد فما إن تصل لمعنى حتى ينفتح إلى معانٍ وكأنها حلقة منسجمة مع التكوينات الدائرية في الوجوه والتموجات التشكيلية”.

وقال صاحب المعرض إنه “أنجز لوحاته انطلاقا من فكرة التعبير البسيط عن مشاهد ولحظات متفرقة تحكي قصصا وحالات في حد ذاتها، وجاءت الشخصية الرئيسية في أغلب الأعمال ممتلئة دائرية الوجهة، الأمر الذي يعبر كما جاء في تحليلات علم النفس عن الشخصية البسيطة، المرحة والقريبة لشخصية الطفل، الذي يسهل عليه التكيف في جميع الأوقات ومع كافة الظروف، والذي هو في نفس الوقت شديد الانفعال والتعلق.”

وأوضح أنه ربط الحالة الشخصية للفنان أثناء جائحة كورونا وما سبقها وما بعدها بمجموعة من القصص والحكايات ذات التعبير البسيط والقريب من الفنون الشعبية العربية.

يذكر أن شادي أديب سلامة من مواليد القاهرة 1980، تخرج من كلية التربية الفنية بجامعة حلوان عام 2002، حاصل على الماجستير عام 2009، كما حصل على درجة الدكتوراه في الفلسفة تخصص تصميمات زخرفية عام 2016 من نفس الكلية.

أقام سلامة العديد من المعارض الخاصة منذ عام 1999 آخرها معرض “معارف مجردة”، القاهرة 2019، كما شارك في العديد من المعارض والبيناليات القومية والدولية منذ عام 1996.

والفنان حاصل على العديد من الجوائز أهمها الجائزة الأولى في مجال التجهيز في الفراغ وفن الكتاب من بينالي كيتو الرابع للفنون، الإكوادور 2012، الجائزة الكبرى جداري في كل من صالون الشباب الثامن عشر، 2007 وصالون الشباب التاسع عشر، 2008، كما تم تكريمه من قبل العديد من المنظمات الدولية الفنية أقربها تكريم بينالي الفنون التراثية السادس بأميركا الجنوبية 2016، كما شارك في العديد من لجان التحكيم للمسابقات المحلية والدولية وله مقتنيات عديدة لدى عدد من المنظمات والمتاحف الدولية.

14