شات جي.بي.تي عاجز أمام #شوكولامو نضال الأحمدية

تعرضت الإعلامية اللبنانية نضال الأحمدية لوابل من التعليقات الساخرة والتهكمية على مواقع التواصل الاجتماعي بعد حديثها العنصري عن جهل لاجئ سوري بـ”الشوكولامو”، الذي لم يتعرف عليه الذكاء الاصطناعي أيضا.
بيروت - تفاعل ناشطون سوريون ولبنانيون مع تصريحات للإعلامية اللبنانية المثيرة للجدل نضال الأحمدية هاجمت فيها اللاجئين السوريين في لبنان، لعدم معرفتهم “الشوكولامو”، متهمة إياهم بالتخلف والكسل في تعلم “اللغة اللبنانية”.
وكانت الأحمدية قد وجهت في برنامج “بدنا الحقيقة” على محطة “صوت بيروت إنترناشونال” اتهامات للاجئين السوريين في لبنان بأنهم أدوات في “الحرب على سوريا”، وأنهم يعيشون في لبنان للتنزه “الكزدرة” ويحصلون على الكهرباء والماء بالمجان.
وقالت إنها تواجه عقلية سورية مقيمة في لبنان تتسم بالغباء والذهنية سواء من المؤيدين أو المعارضين، وتحدثت عن موقف واجهته شخصيا خلال ذهابها لشراء “الآيس كريم” من أحد البائعين السوريين في بيروت، حيث طلبت منه أن يبيعها “الشوكولامو”، ولكن البائع تعجّب من طلبها ولم يفهم ماذا تقصد بكلمة “شوكولامو”! حيث طلب منها توضيح قصدها من الكلمة لتجيبه قائلة إن الكلمة ليست لها ترجمة باللغة العربية.
وسخرت من بائع المثلجات السوري وطلبت منه أن “يتحدث معها باللغة اللبنانية وليس باللهجة السورية لكونه مقيما في لبنان ويجب عليه أن يتعلم لغة أهل البلد المقيم به”.
وأضافت أنها “سألته في حال لو كان يبيع الآيس كريم في أميركا ماذا كان عليه أن يتعلم قبل الذهاب إلى أميركا؟ ليكون الجواب: اللغة الإنجليزية! وطالبته بتعلم اللغة اللبنانية كما الإنجليزية، لكنه رفض طلبها وقال لها إن لبنان هي محافظة سورية”!
وانتشرت المنشورات والتعليقات الساخرة والمتهكمة من تصريحات الأحمدية، وتنوعت التغريدات المستهجنة لتصريحات نضال الأحمدية، من مواطنين لبنانين وسوريين عبروا فيها عن رفضهم لتبني خطاب العنصرية تجاه اللاجئين.
وقال الصحافي اللبناني خليل حنون في منشور على فيسبوك:
وعلّق الموسيقار السوري مالك جندلي على تصريحات الأحمدية بشكل غير مباشر:
واستعان بعض الناشطين بالذكاء الاصطناعي للتعرف على الشوكولامو لكنه فشل في الوصول إلى الإجابة الدقيقة، وجاء في تغريدة نشرت إجابة “شات جي.بي.تي”:
وزعمت الأحمدية أن السوريين في لبنان يحصلون على الكهرباء والماء وكل شيء بشكل مجاني، وقالت إن “السماء لهم والأرض لهم”.
وتحدثت عن صدمة الشعب السوري عندما رأى لبنان لأول مرة ووصفته بـ”باريس الشرق”، قائلة “إنهم لم يعتادوا على رؤية لبنان بهذا الجمال ولم يتعلموا أن يقولوا كلمة ‘بونجور'”!
وانتشرت العشرات من المنشورات والتغريدات على مواقع التواصل الاجتماعي، والتي رفضت التصريحات العنصرية والاستعلائية للأحمدية واستخدامها ألفاظا مسيئة تجاه اللاجئين. وقالت مغردة:
وجاء في حساب التغريدة السورية:
وكتب مغرد:
واعتبر آخرون أن العنصرية ترافق بعض الناس أينما كانوا، ولا تختلف نضال الأحمدية عن أولئك الذين يسيئون لأبناء بلدهم ويحرضون ضدهم، وقال أحدهم:
ورأى ناشطون أن هناك قضايا أهم بكثير من الإعلاميات الباحثات عن الشهرة عبر التصريحات الاستفزازية لركوب الترند وجلب الانتباه ليصبحن حديث مواقع التواصل، وقالت ناشطة:
وتعتبر قضية اللاجئين السوريين مثار جدل متواصل بين الأطياف السياسية اللبنانية، بسبب أوضاع البلاد المنهارة، مع المطالب المستمرة بإعادتهم، وأضحت القضية أداة من أدوات الاستخدام السياسي بين موالين ومعارضين.
وقد استعرت الحملة العنصرية ضد اللاجئين خلال الأسابيع الأخيرة، ليأتي الرد من بعض اللبنانيين عليها.
وانتقد الحزب التقدمي الاشتراكي ما سماه “الحملة العنصرية المستمرة” ضدهم، ونبه في بيان إلى أن “التمادي السافر ينذر بعواقب أكثر خطورة اجتماعيا، إذ يشحن النفوس ويخلق التوترات ويضرب ما تبقى من أمن”.
وفي مايو الماضي، نشر مثقفون وأكاديميون وصحافيون لبنانيون بيانا موقعا بأسمائهم بعنوان “بيان حول لبنان والنازحين السوريين”، يستنكرون فيه الحملة العنصرية.
ورأى الكتّاب والصحافيون اللبنانيون أن السوريين اللاجئين في لبنان يتعرضون “لحملة عنصريّة تبدأ بتضخيم أرقامهم ومنع تجوّلهم وإشاعة صورة بشعة ومخيفة عنهم وعن ‘جرائمهم’ و’سرقاتهم’، وتنتهي باحتمال إعادتهم إلى نظام بشّار الأسد الذي يصادر بيوتهم وأراضيهم، ولن يتردّد، إذا ما عادوا بالطريقة التي يريد لهم البعض أن يعودوا، في إذاقتهم سائر أشكال المرارة وتعريضهم لسائر أشكال الانتهاك”.
وتابع العاملون في مجالات الكتابة والصحافة والفنون والتعليم بالإعلان عن “براءتنا من هذه الحملة التي تُشن باسم لبنان ومصالح اللبنانيين، ونرى أنّها تستهدفنا كما تستهدف النازحين السوريّين، إسكاتا لأصواتنا وقمعا لحرياتنا”.
وبرروا استخدام مصطلح نازحين بدل لاجئين بالقول إن تعبير “نازحين أثار بعض اللغط لجهة أنّ تعبير لاجئين أدقّ في حالة السوريّين، وهذا صحيح مبدئيا، لكن ما أردنا توكيده باستخدام نازحين هو إضعاف حجّة الذين يربطون بين اللجوء والتوطين مستندين إلى ما يسمّونه خطر التوطين الفلسطيني”.
وتابع البيان “نحن الموقّعين والموقّعات أدناه، نعتبر أنّ المهمّة الكبرى المطروحة علينا جميعا مدارها عودة النازحين إلى بلادهم شريطة أن تكون عودة طوعيّة وآمنة فعلا، مضمونة من القوى الخارجيّة والدوليّة المؤثّرة ومنسّقة معها. وهذا كلّه يتطلّب الضغط على الدولة اللبنانيّة من أجل أن تبذل، ولو لمرّة واحدة، بعض الجهد والجدية حيال قضيّة بالغة الحيويّة”. وختم بالتأكيد على المضي “في مواجهة هذه الحملة الجائرة التي لا تسيء فحسب إلى سوريين أبرياء، بل تسيء إلينا كلبنانيين إساءتها إلى وطنيتنا اللبنانية التي نريدها إنسانية وديمقراطية وعصرية”.